الأحد، ٢٩ أغسطس ٢٠١٠

الأمم المتحدة والنزاعات الدولية بين الاخفاق والتسويه لصالح ساده العالم


UN peacekeeping missions. Dark blue regions indicate current missions, while light blue regions represent former missions.
UN peacekeeping missions. Dark blue regions indicate current missions, while light blue regions represent former missions.
A British armoured car painted as it appeared while deployed on a UN peacekeeping mission
A British armoured carpainted as it appeared while deployed on a UN peacekeeping mission


حقوق الانسان والمساعدات الانسانية

الأهدف الألفية للتنمية

  1. eradicate extreme poverty and hunger;
  2. achieve universal primary education;
  3. promote gender equality and empower women;
  4. combat HIV/AIDS, malaria, and other diseases;
  5. ensure environmental sustainability; and
  6. develop a global partnership for development

التمويل

السياسية الشخصية

الأمم المتحدة والنزاعات الدولية

النزاع الإندونيسي

في يوليو 1947م، اندلع قتال في إندونيسيا بين جمهورية إندونيسيا وهولندا. وقد كانت إندونيسيا مستعمرة هولندية قبل احتلال اليابان لها خلال الحرب العالمية الثانية. كان هدف الهولنديين إعادة سيطرتهم بعد الحرب، إلا أن الإندونيسيين طالبوا بالاستقلال.

تولى مجلس الأمن المسألة وطالب بوقف إطلاق النار في أغسطس 1947م. وفي يناير 1948م نجحت اللجنة التي كونها المجلس في إقناع كلٍّ من إندونيسيا وهولندا بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن هولندا أعلنت عدم استمرار قبولها للاتفاق في ديسمبر 1948م فبدأ القتال مرة أخرى.

وفي 28 يناير 1949م وافق مجلس الأمن على خطة لاستقلال إندونيسيا. وقامت اللجنة بإعداد اتفاقية أخرى لوقف إطلاق النار في أغسطس 1949م، ودعت الطرفين لمؤتمر في لاهاي بهولندا. وبعد ذلك المؤتمر منح الهولنديون الاستقلال لإندونيسيا في ديسمبر 1949م. وشملت الدولة الجديدة جميع جزر الهند الهولندية باستثناء غينيا الجديدة الغربية (إيريان جايا الآن).

أرادت هولندا أن تستمر في حكم غينيا الجديدة الغربية حتى يتمكن أهلها من تقرير مصيرهم، إلا أن إندونيسيا أصرَّت على أنها ورثت غينيا الجديدة الغربية بوصفها جزءًا من جزر الهند الهولندية، مما أدى إلى اندلاع القتال بين الطرفين في ديسمبر 1961م. قام يو ثانت الأمين العام القائم بالعمل وقتئذٍ، بدعوة الطرفين للمحادثات خوفًا من الحرب. وفي أغسطس 1962م توصلت هولندا وإندونيسيا إلى اتفاق يقضي بالسماح للأمم المتحدة بحكم المنطقة حتى مايو 1963م، ثم يؤول الحكم إلى إندونيسيا. وقد وافق الطرفان أيضًا بأن تسمح إندونيسيا لمواطني غينيا الجديدة الغربية بتقرير مصيرهم في عام 1969م. ونتيجة للتصويت الذي تم إجراؤه عام 1969م صارت غينيا الجديدة الغربية جزءًا من إندونيسيا.

الحرب الهندية الباكستانية

في يناير 1948م بعث مجلس الأمن لجنةً لمحاولة تسوية الحرب التي نشبت عام 1947م بين الهند وباكستان بسبب منطقة كشمير التي تدعي كل منهما تبعيتها لها. وبعد مجهودات اللجنة الدولية التي استمرت لمدة سنة وافقت كلٌّ من الهند وباكستان على السماح لسكان كشمير بحسم المسألة بالتصويت، كما وافقا على خط وقف إطلاق النار في يوليو 1949م. ولكن الأمم المتحدة فشلت في إقناع أي من الطرفين لسحب القوات الكافية من المنطقة لضمان إجراء تصويت سلمي فيها.

اندلع القتال مرة أخرى بين الهند وباكستان في أغسطس 1965م وكان من ضمن أسباب هذه الحرب أيضًا مسألة كشمير. وفي سبتمبر طالبهما مجلس الأمن بوقف القتال، وسحب قواتهما إلى ماوراء خط الهدنة المحدد عام 1949م. وقابل الأمين العام كلا من الطرفين، وفي النهاية تم اتفاق على وقف اطلاق النار في 20 سبتمبر 1965م، وأُرسِلَت مجموعتان من قوات مراقبة دولية لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار. وفي عام 1966م استطاع الاتحاد السوفييتي السابق إقناع الهند وباكستان بتوقيع اتفاقية تعهدا فيها بعدم استعمال القوة لحسم النزاع، لكنه لم يُحسم واستمرت قوات المراقبة الدولية في مراقبة وقف إطلاق النار.

الحروب العربية الإسرائيلية

في عام 1947م وافقت الجمعية العامة على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية على أن تقوم الأمم المتحدة بإدارة القدس. رفض العرب الخطة الظالمة فاندلع القتال بين العرب واليهود. وقد مكّنت بريطانيا المنتدبة على فلسطين وصاحبة وعد بلفور من قبل، إسرائيل من إعلان دولتها في 14 مايو 1948م. وفي اليوم التالي قامت الجيوش العربية من مصر والعراق ولبنان وسوريا والأردن بمحاولة استرداد أرض فلسطين.

سعت كلٌّ من الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى إيقاف القتال. ففي 20 مايو 1948م أرسلت الجمعية الكونت فولك برنادوت السويدي في محاولة لتحقيق السّلام، إلا أن العصابات الصهيونية قتلته بطلق ناري في القدس بعد أشهر قليلة، وخلفه رالف بنش في الأمانة العامة الذي استطاع في يوليو 1949م ترتيب وقف إطلاق النار بين إسرائيل والعرب. ونال على ذلك جائزة نوبل للسلام عام 1950م.

لم تضع اتفاقيات وقف إطلاق النار حدودًا بين إسرائيل والدول العربية إذ نصّت فقط على ألا يتجاوز أيٌّ من الطرفين حدود الأراضي التي احتلها عند توقف القتال. ولكن إسرائيل استغلت وقف إطلاق النار واحتلت مناطق أكبر مما وافقت عليه الأمم المتحدة عام 1947م.

وتم تقسيم القدس، واضطر حوالي 700,000 من العرب إلى اللجوء إلى الدول العربية المجاورة حيث أصبحوا لاجئين. وفي السنوات التالية انتقل عددٌ كبير من اليهود من الدول العربية ودخلوا فلسطين المحتلة. وتقتضي اتفاقيات وقف إطلاق النار أن تقوم مجموعات المراقبة التابعة للأمم المتحدة التي تُمثل كلاً من العرب وإسرائيل بالتبليغ عن نشوب قتال جديد، وشكلت الأمم المتحدة هيئة للهدنة لدراسة تلك التقارير.

عملت هيئة الهدنة بفاعلية لعدة سنوات، إلا أنها لم تُحرِز تقدمًا لإحلال سلام دائم بسبب تعنت إسرائيل وإصرارها على احتلال فلسطين واستمرار اعتداءاتها على الدول العربية، لذا فقد اعترض العرب السفن الإسرائيلية في قناة السويس وخليج العقبة وبدأوا عام 1955م هجمات فدائية من مصر، ضد إسرائيل، ورد الإسرائيليون على هذه الهجمات. وفي يوليو 1956م استعادت مصر قناة السويس من الإنجليز والفرنسيين.

طلبت بريطانيا وفرنسا من مجلس الأمن التدخل، إلا أن المجلس لم يبرهن على مقدرته في إثناءِ مصر عن عزمها. فقامت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بمحاولة غزو مصر في 29 أكتوبر 1956م، كما استعملت كلٌّ من الأخيرتين حق الاعتراض الفيتو لمنع مجلس الأمن من التدخل، وقامتا بإرسال قوات لحماية قناة السويس. دعت الجمعية العامة إلى وقف إطلاق النار، ولم يتحقق إلا في 6 نوفمبر 1956م. ثم وافقت الجمعية العامة على إرسال قوات دولية لحراسة الحدود بين إسرائيل ومصر. وتم تشكيلُ قوة طوارئ دولية شاركت فيها عشرٌ من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وقامت إسرائيل بسحب قواتها في مارس 1957م إلى ما وراء خطوط الهدنة التي تحددت عام 1949م.

لم يتمخّص وقف إطلاق النار عام 1956م عن سلام، واستمرت الدول العربية في مطالبتها باستعادة حقوقها المشروعة.

كان الاتحاد السوفييتي السابق يمد الأقطار العربية بالسلاح بينما تقوم الدول الغربية بتزويد إسرائيل. وكانت قوات الطوارئ الدولية تحرس الحدود بين مصر وإسرائيل، إلا أن العرب وجّهوا هجماتهم نحو إسرائيل من الأردن وسوريا فردّت إسرائيل بالمثل. وفي مايو 1967م طالبت مصر الأمم المتحدة بسحب قواتها من الأراضي المصرية فوافق الأمين العام على ذلك وقامت مصر باعتراض السفن الإسرائيلية مرة أخرى في خليج العقبة.

وفي 30 مايو تم توقيع اتفاقية عسكرية بين الأردن ومصر. وفي صباح الخامس من يونيو عام 1967م هاجمت إسرائيل كلاًّ من مصر وسوريا والأردن وساندتها أمريكا بأسطولها السادس القابع في البحر الأبيض المتوسط ثم طالبت الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار. ولم يتفق الطرفان عليه إلا في 10 يونيو بعد أن احتلّت إسرائيل الضفة الغربية من الأردن والقدس بكاملها، وصحراء سيناء المصرية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان من سوريا. كما استطاعت إسرائيل السيطرة على منفذ خليج العقبة.

وفي نوفمبر 1967م طالب مجلس الأمن إسرائيل بالانسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في يونيو في مقابل وعد بحدود آمنة. ولكن إسرائيل استمرت في احتلال الأراضي العربية، وضربت بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن عرض الحائط، وما تزال تحتل الأراضي العربية في فلسطين ولبنان وسوريا. قام الأمين العام، يو ثانت، بتعيين جونار يارنج السويدي لإجراء محادثات سلام بين العرب والإسرائيليين. إلا أنه لم ينجز سوى القليل، واستمر كلٌّ من العرب والإسرائيليين في الغارات وتلقي السلاح.

وفي أكتوبر 1973م قامت القوات المصرية بهجوم مفاجئ على إسرائيل لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، فحاربت إسرائيل للمرة الثانية مصر وسوريا. ودارت معارك كبرى في صحراء سيناء ومرتفعات الجولان وتم تحرير قناة السويس وجزء من سيناء وانتهى معظم القتال باتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر.

وفي يناير 1974م اتفقت كلٌّ من مصر وإسرائيل على فصل قواتهما في صحراء سيناء، كما توصلت كلٌّ من سوريا وإسرائيل إلى اتفاق مشابه في مرتفعات الجولان في مايو.

أنشأت الأمم المتحدة قوتين دوليتين جديدتين لحفظ السلام والإشراف على الجبهتين، وهما قوة مراقبي الأمم لفصل القوات في مرتفعات الجولان وقوة الطوارئ الدولية الثانية في صحراء سيناء. وبالرغم من وجود قوات الأمم المتحدة ادّعت إسرائيل سلطةً قانونيةً وسياسيةً في مرتفعات الجولان عام 1981م، إلا أن سوريا رفضت ادعاءات إسرائيل.

وفي عام 1974م نظمت الأممُ المتحدة ندوة لمدة أسبوعين تدورحول أحوال الشعب الفلسطيني، ودعت لافتتاحها الرئيس ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد الندوة اتخذت الجمعية العامة قرارًا بالاعتراف بحقِّ الفلسطينيين في أن يكونوا أمة. وبموجب قرار ثان نالت منظمة التحرير الفلسطينية صفة المراقب، أو الحقّ في المشاركة. وفي العام التالي أصدرت الجمعية قرارًا باعتبار الصهيونية حركة عنصرية. والصهيونية هي الحركة العالمية اليهودية التي ساعدت على إنشاء دولة إسرائيل. وقد أغضبت هذه الخطوة كثيرًا من الدول الغربية في الأمم المتحدة. في أواخر الستينيات وخلال السبعينيات من القرن العشرين أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية عدة قواعد في الجزء الجنوبي من لبنان. وقد مكّنت الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان في منتصف السبعينيات منظمة التحرير الفلسطينية من القيام بغارات ضد إسرائيل.

وفي 11 مارس 1978م قام الفدائيون الفلسطينيون بنسف حافلة عسكرية في أطراف تل أبيب، أكبر مدن إسرائيل (فلسطين المحتلة)، مما أدى إلى قتل كثير من الجنود الإسرائيليين. وبعد ثلاثة أيام من ذلك عبرت القوات الإسرائيلية الحدود اللبنانية وأنشأت حزامًا أمنيا يتكون من معظم ثلث لبنان الجنوبي.

طلبت كلٌّ من الولايات المتحدة ولبنان من مجلس الأمن التّدخل فطلب المجلس من إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية لتستبدل بها قوة جديدة لحفظ السلام وهي قوة الأمم المتحدة لفصل القوات في لبنان (يونيفيل). وانسحبت آخر قوة إسرائيلية من لبنان في يونيو 1978م، إلا أنَّ غارات منظمة التحرير الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية لم تتوقف بسبب البطش الإسرائيلي الذي لا يكتفي باحتلال الأرض ولكنه يمضي إلى قتل الأطفال والنساء وإحراق المزروعات وهدم المنازل وضرب الشيوخ واعتقال الآلاف من الشباب.

وفي عام 1982م قامت إسرائيل بغزو كامل للبنان وأجلت قوات منظمة التحرير الفلسطينية من قواعدها القوية في الجنوب وبيروت. وفي عام 1985م انسحبت القوات الإسرائيلية من بعض أراضي لبنان باستثناء حزام أمني على طول الحدود الإسرائيلية، إلا أن الصِّدام مع المجموعات الفلسطينية استمر، وقامت القوات أو الطائرات الإسرائيلية بإصابة أهداف داخل لبنان أحيانًا. وفي عام 1978م وافقت إسرائيل على إعادة منطقة سيناء إلى مصر وعلى الحكم الذاتي لقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وقد عارضت معظم الدول العربية اتفاقية السّلام الموقّعة في عام 1979م بين مصر وإسرائيل.

وفي هذه السنة نفسها سحب الأمين العام قوات الطوارئ الدولية من سيناء واستبدل بها بعض العاملين من هيئة الأمم المتحدة للرقابة على الهدنة (يونتسو). واستعادت مصر سيطرتها الكاملة على صحراء سيناء عام 1982م، إلا أنه لم تُوضَع أي ترتيبات لاستقلال قطاع غزة والضفة الغربية. وبعد ترتيبات دولية، وقع الرئيسان ياسر عرفات وإسحاق رابين على اتفاقية الحكم الذاتي على قطاع غزة وأريحا في حديقة البيت الأبيض بواشنطن في 13 سبتمبر 1993م.

وبعد أن نجحت المقاومة اللبنانية في طرد قوات الاحتلال وأجبرتها على الانسحاب من جنوب لبنان سوى مزارع شبعا قامت الأمم المتحدة في عام 2000م بالتحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة.

وبعد انلاع أحداث سبتمبر 2000م في القدس وانتفاضة الأقصى كثف الأمين العام جهوده لإنهاء العنف وإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مائدة المفاوضات. ويشارك الأمين العام وممثلوه في تنفيذ توصيات تقرير لجنة ميتشل الذي تم تقديمه في أبريل 2001م بناء على قرارات قمة شرم الشيخ التي انعقدت في أكتوبر 2000م. ويجد التقرير قبولاً واسعاً من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وبعض بلدان المنطقة.

الحرب الكورية

في نهاية الحرب العالمية الثانية قام الاتحاد السوفييتي السابق باحتلال كوريا شمال خط عرض 38 كما قامت القوات الأمريكية باحتلال جنوبها. وفي عام 1947م شكلت الأمم المتحدة لجنةً لإيجاد وسائل لتوحيدها وتكوين حكومة وطنية، إلا أن الجزء الشمالي رفض هذه الخطة. وبالرغم من ذلك، جرت انتخابات في الجزء الجنوبي وأُنشِئَت جمهورية كوريا. وفي عام 1948م أعلنت الجمعية العامة أن حكومة جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) هي الحكومة الشرعية الوحيدة في كوريا.

وفي 25 يونيو 1950م قامت الجيوش الشيوعية من كوريا الشمالية بغزو جمهورية كوريا. وبعد يومين صوّت مجلس الأمن مطالبًا أعضاء الأمم المتحدة بإرسال قوات لمساعدة كوريا الجنوبية. ولم يستطع الاتحاد السوفييتي السابق استعمال حق الفيتو أو الاعتراض على قرار المجلس لأن مندوبه في المجلس انسحب مؤقتًا لاعتراضه على عضوية الصين الوطنية في المجلس.

وفي 7 يوليو 1950م كوّن المجلس قوةً عسكرية تحت قيادة الولايات المتحـدة. ومن بين أعضــاء الأمم المتحــدة الـ 60 اشترك 16 عضوًا في إرسال قوات و41 عضوًا بإرسال إمدادات إلا أن الولايات المتحدة شاركت بأكثر من 95% من القوات والإمدادات.

وفي أكتوبر 1950م دخلت القوات الشيوعية الصينية الحرب، فاجتمع مجلس الأمن لمناقشة الموقف، إلا أن مندوب الاتحاد السوفييتي السابق كان قد عاد واستعمل حق الفيتو لإجهاض محاولات مجلس الأمن لاتخاذ أي قرار. ولم تتوقف الحرب إلا في 27 يوليو 1953م عندما تمّ توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين كوريا الشمالية والأمم المتحدة. انظر: الحرب الكورية.

النزاع في قبرص

في الخمسينيات من القرن العشرين، طالب القبارصة اليونان بضمِّ جزيرة قبرص لتكون جزءًا من اليونان. وكانت الجزيرة في ذلك الوقت خاضعة للحكم البريطاني ويشكّل اليونانيون حوالي 80% من عدد سكانها، بينما كانت غالبية باقي السكان من الأتراك، وكان الخلاف عميقًا بين الفئتين وبلغ حد الخطورة في فبراير 1957م. ونتيجة لضغوط الجمعية العامة استطاعت بريطانيا واليونان وتركيا التوصل إلى حلٍّ مُرْضٍ. وفي 16 أغسطس 1960م صارت قبرص جمهورية مستقلة وضمن لها هذا الاستقلال كلٌّ من بريطانيا واليونان وتركيا.

وفي ديسمبر 1963م قام الرئيس مكاريوس بهضم حقوق السّكان الأتراك. وعندما ظهر الأسطول التركي بالقرب من الجزيرة اندلع القتال بين القبارصة الأتراك واليونانيين، فأرسلت الأمم المتحدة قوةً لحفظ السلام في الجزيرة عام 1964م وساعدت هذه القوة، التي تبرع بتمويلها أعضاء من الأمم المتحدة، في منع الصِّدام داخل الجزيرة خلال الستينيات وبداية السبعينيات. انظر: قبرص.

الحالة الطارئة في الكونغو

نالت الكُونغو (ليوبولدفيل) ـ الكونغو الديمقراطية الآن ـ استقلالها في 30 يونيو 1960م، بعد 55 سنة من الحكم البلجيكي. وبمجرد انسحاب الإدارة البلجيكية والجيش اندلعت المظاهرات بصورة خطيرة شكلت تهديدًا للبلاد؛ مما جعل القوات البلجيكية تعود لحفظ النظام. انظر: الكونغو الديمقراطية.

تقدمت الحكومة الكونغوليّة إلى الأمم المتحدة بطلب مساعدة عسكرية فوافق مجلس الأمن على مساعدات مدنية وتشكيل قوة دولية خاصة لإعادة النظام للبلاد. وخلال الشهور التالية قام الاتحاد السوفييتي السابق باستعمال حقِّ الاعتراض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من اتخاذ إجراءات أخرى، مما جعل الجمعية العامة تتولى العملية. وقامت قوات الأمم المتحدة بمساعدة الحكومة الكونغولية لإعادة سيطرتها على البلاد وضبط النظام، ثمّ سحبت قواتها في 30 يونيو 1964م.

وبلغ الحد الأقصى لقوة الأمم المتحدة 20,000 جندي، وبلغت تكاليفها حوالي 400 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى 50 مليون دولار أمريكي أخرى قُدِّمَت كمساعدات اقتصادية للكونغوليين. ولكن كلاً من فرنسا والاتحاد السوفييتي السابق وعدة دول أخرى من أعضاء الأمم المتحدة، رفضت المشاركة في تحمّل تلك المصاريف بحجة أن سلطة تقدير تكاليف حفظ السلام يتمتعُ بها مجلسُ الأمن فقط. وكانت الجمعية العامة هي التي قامت بتقدير تكاليف عملية الكونغو. وبعد فترة وجيزة أضحت الأمم المتحدة مُثْقَلةً بالديون مما أضعف من مقدرتها على مواجهه أي مسائل طارئة في المستقبل.

أزمة صواريخ كوبا

في 22 أكتوبر 1962م أعلن الرئيس الأمريكي جون كنيدي إلى العالم أن الاتحاد السوفييتي السابق كان ينشئ قواعد سرية في كوبا لإطلاق الصواريخ. وكانت السفن السوفييتية في طريقها لإحضار الصواريخ والأجهزة اللازمة لتلك القواعد. وكان من الممكن إطلاق قذائف نووّية من تلك القواعد على الولايات المتحدة والدول الأخرى، خاصةً وأن كوبا تبعد مسافة 145كم فقط من فلوريدا. طالب كنيدي أن يقوم الاتحاد السوفييتي السابق بسحب جميع القواعد والصواريخ من كوبا، وأعلن حصارًا بحريًا على كوبا وطلب من كــلٍّ من منظمة الدول الأمريكية أو إيه إس ومجلس الأمن اتخاذ إجراء. وبدأ الأمين العام القائم بالعمل وقتئذٍ، يو ثانت، فورًا في بحث الوسائل الكفيلة بمنع الصدام بين القوتين. وأُعلن في 24 أكتوبر أنه قدم اقتراحات لكلٍّ من الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة لتسوية النزاع، وبعد عدة أيام أصدر الاتحاد السوفييتي السابق أمرًا لسفنه بعدم الإبحار إلى كوبا، وبالمقابل التزمت الولايات المتحدة بفعل كلِّ ما في وسعها لتجنب الحرب. وفي 28 أكتوبر وافق الرئيس السوفييتي نيكيتا خُروتْشوف على مطالب كنيدي، وتم الاتفاق بين كل من الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة على أن تقوم الأمم المتحدة بالإشراف على سحب الصواريخ والقواعد، إلا أن يو ثانت فشل في إقناع كوبا بقبول المفتشين الدوليين. انظر: كوبا.

مشكلة جنوب إفريقيا

واجهت الأمم المتحدة صعوبةً خاصة تجاه هذه المشكلة. ففي جنوب إفريقيا ـ وهي من أكبر أقطار إفريقيا الجنوبية ـ أقلية من البيض كانت تحكم غالبية كبيرة من السّود. وفي عام 1920م بدأت حكومة جنوب إفريقيا البيضاء حكم ناميبيا وهي منطقة كبيرة مجاورة، والغالبية العظمى من سكانها من السود. كان البيض أيضًا يحكمون غالبية من السود في رودِيسيا (زمبَابوي الآن)، وهو قطر آخر من أقطار جنوب إفريقيا وذلك بعد فترة طويلة من انتهاء الحكم الأبيض لمعظم مناطق إفريقيا. وفي عام 1948م، انتهجت حكومة جنوب إفريقيا سياسةً متشددة للتفرقة القانونية والعنصرية عرفت بسياســة التفرقة العنصرية وهدفت إلى التفرقة الاجتماعية بين السّود والبيض. وزادت هذه التفرقة حدّةً بصدور عدة قوانين عنصرية تهدف إلى عزل السود في العمل والتعليم وجميع مظاهر الحياة اليومية.

اتّخذت الأممُ المتحدة بعض الإجراءات ضد جنوب إفريقيا. ففي عام 1974م منعت الجمعية العامة مندوب جنوب إفريقيا من حضور دورة ذلك العام بسبب السياسة العنصرية التي تنتهجها بلاده.

وفي عام 1976م اتخذت الجمعية العامة مجموعة من القرارات تُطَالب أعضاء الأمم المتحدة بإيقاف التجارة مع جنوب إفريقيا وشحنات الأسلحة إليها، وترفض إشراكها في المنافسات الرياضية. كما أصدر مجلس الأمن عام 1977م أمره للدول الأعضاء بعدم بيع السّلاح لجنوب إفريقيا وكان هذا أول قرار من نوعه يتخذه المجلس ضد عضو في الأمم المتحدة. وقامت حكومة جنوب إفريقيا في 1991م بإلغاء القوانين التي كانت تُشكل أسس التفرقة العنصرية. وحثت الجمعية العامة جميع الدول على قبول اشتراك جنوب إفريقيا في المنافسات الرياضية. وفي 1994م رفعت الأمم المتحدة الحظر التجاري عن جنوب إفريقيا وسمحت لمندوبها حضور جلسات الجمعية العامة.

اتّخذت الأمم المتحدة إجراءات ضد روديسيا أيضًا، رغم عدم انتمائها للأمم المتحدة وذلك في عام 1966م، حين طلبت من الأعضاء عدم التجارة معها. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُصْدِرُ فيها الأممُ المتحدة مثل تلك العقوبات الاقتصادية. وخاضت روديسيا السّوداء حرب عصابات طويلة لوضع حد للسّيطرة البيضاء على البلاد. وفي عام 1980م تم إجراء انتخابات عامة تحت الإشراف البريطاني وصارت روديسيا هي زمبابوي المستقلة بحكومة يشغل السّود غالبية المناصب فيها.

وفي عام 1966م صوتت الجمعية العامة على تشكيل مجلس دولي ليحكم ناميبيا حتى تنال استقلالها. وكانت عصبة الأمم قد سمحت لجنوب إفريقيا بالسيطرة على ناميبيا لذلك رفضت جنوب إفريقيا اعتبارها من المناطق المشمولة بوصاية الأمم المتحدة، كما رفضت السّماح للمجلس الدولي بدخول ناميبيا، وبدلاً من ذلك أخضعتها لنظام عنصري.

وفي عام 1966م بدأت مجموعة حرب عصابات ناميبية تُعرف بالمنظمة الشّعبيّة لجنوب غربي إفريقيا، سوابو القتال لطرد قوات جنوب إفريقيا من البلاد. اتخذت سوابو قاعدتها في أنجولا التي كانت في ذلك الحين تعاني من حرب أهلية. وفي عام 1975م دخلت قوات كُوبية أنجولا لمساعدة مجموعة مشاركة في الحرب الأهلية. واستطاعت هذه المجموعة السّيطرة على حكومة أنجولا، واستمرَّ الكُوبيون في مساعدة الحكومة الجديدة ضد مجموعة أخرى منافسة لها، كما قدموا مساعدتهم لمنظمة سوابو. وفي عام 1982م وافقت جنوب إفريقيا على سحب قواتها من ناميبيا إذا انسحبت القوات الكُوبية من أنجولا.

بدأت الولايات المتحدة المفاوضات بين أنجولا وكُوبا وجنوب إفريقيا. وفي عام 1988م تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين أنجولا وجنوب إفريقيا. وفي فبراير 1989م وافقت الأمم المتحدة على خطة لاستقلال ناميبيا. وسحبت جنوب إفريقيا قواتها من ناميبيا في نوفمبر 1989م. وقامت الأمم المتحدة بإرسال قوات لحفظ السلام إلى ناميبيا، وعرفت هذه القوات بالمجموعة الدولية للمساعدة الانتقالية، يونتاج. ونالت ناميبيا استقلالها في إبريل 1990م، وسحبت الأمم المتحدة قوات حفظ السلام في 1991م. وسحبت كُوبا قواتها من أنجولا في مايو من نفس العام، إلا أن قوة حفظ السلام الدولية لم تغادر أنجولا بهدف مراقبة تسوية الحرب الأهلية.

الأزمة الإيرانية

في فبراير 1979م استطاعت حركة بقيادة الزّعيم الديني الإيراني الخميني إسقاط حكومة شاه إيران. وكان الشّاه المخلوع، مُحمّد رضا بهلوي قد غادر إيران في يناير. وفي أكتوبر وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج.

وفي نوفمبر احتل الثوار الإيرانيون السفارة الأمريكية في طهران عاصمة إيران، واعتقلوا أعضاء السِّفارة ومواطنين أمريكيين آخرين، واحتفظوا بهم رهائن في السِّفارة، وطالبوا الولايات المتحدة بإرجاع الشاه لمحاكمته مقابل الإفراج عن الرهائن، إلا أن حكومة الولايات المتحدة رفضت هذا العرض.

وفي ديسمبر عقد مجلسُ الأمن جلسة طارئة لإنهاء الأزمة، وأصدر قرارًا بالإجماع يدعو إيران للإفراج عن الرّهائن فورًا، إلا أن الثوار استمروا في حبس الرهائن حتى بعد أن خرج الشاه من الولايات المتحدة. وفي يوليو 1980م توفي الشاه في مصر.

وفي شهر مايو 1980م دعت محكمة العدل الدولية ـ وهي الفرع القضائي للأمم المتحدة ـ إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الأمريكيين في إيران إلا أن ذلك لم يتم إلا في يناير 1981م.

الحرب الإيرانية العراقية

في عام 1980م نشبت حرب بين إيران والعراق نتيجة لنزاع على الحدود وخلافات أخرى. دعا مجلس الأمن للتّسوية السلمية إلا أن إيران رفضت ذلك. وفشل مبعوث الأمم المتحدة الخاص أولف بالم، السويدي، في إقناع الطرفين بالاتفاق رغم مقابلته للمسؤولين في كل من إيران والعراق عدة مرات في الفترة بين عامي 1980م و1982م. وفي الفترة بين عامي 1982- 1987م أصدرت الجمعية العامة ومجلس الأمن عدة قرارات تنادي بوقف إطلاق النار، إلا أن مصيرها كان الإهمال من كل من إيران والعراق. كما شاركت الأمم المتحدة في محاولات أخرى عديدة لإقناع الطرفين للدخول في مفاوضات. وفي عام 1988م قبلت إيران بخطة سلام اقترحها مجلس الأمن، وتمّ إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار. وفي أغسطس 1990م تم الاتفاق بين الطرفين على شروط سلام.

الاحتلال السوفييتي لأفغانستان

في عام 1978م قـام القادة الأفغانيون اليساريون بقتل محمد داود خان رئيس دولة أفغانستان ورئيس مجلس الوزراء. استولت المجموعة اليسارية مدعومةً بالاتحاد السوفييتي السابق على السُّلطة ووضعت سياسات شيوعية عارضها الكثير من الأفغان، ورفضوا كذلك الهيمنة السوفييتية. ثارت عدة مجموعات من المجاهدين ضد الحكومة.

وفي عامي 1979م و1980م دخلت القوات السوفييتية أفغانستان لمساعدة الحكومة الأفغانية في قتال المجاهدين، إلا أن الجمعية العامة اتخذت قرارًا عاجلاً تطالب فيه القوات الأجنبية بالانسحاب فورًا من أفغانستان. لكن السوفييت مضوا في القتل والهدم والتشريد حتى ترك أكثر من ثلاثة ملايين أفغاني قُرَاهم التي مزّقَتها الحرب إلى دولتي باكستان وإيران المجاورتين.

ومع استمرار الهزائم المتلاحقة، ابتداء من عام 1982م عقدت الأمم المتحدة عدة محادثات للسّلام اشتركت فيها كل من أفغانستان وإيران وباكستان والمجاهدين. وفي عام 1987م وضعت الأمم المتحدة خطة للسلام تدعو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وفي عام 1988م توصّل جميع الأطراف إلى اتفاق حول انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان. وقد تم الانسحاب سنة 1989م، كما انتهت المعارك في 1992م بعد أن سيطر المجاهدون على الحكومة بالقوة، غير أن الوضع لم يستقر حتى بعد استيلاء طالبان على السلطة في سبتمبر 1996م. وفي نهاية عام 2001م، استطاعت القوات الأمريكية بمساعدة قوات المعارضة الأفغانية من هزيمة قوات طالبان وطردها من السلطة. وكانت الأمم المتحدة تحاول خلال عقد كامل تيسير عمليتي المصالحة الوطنية والإعمار في أفغانستان بعد الحرب الأهلية الطويلة. وفي أعقاب أحداث 11سبتمبر 2001م، عين الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي ممثلاً خاصاً له في أفغانستان. وعملت الأمم المتحدة في مرحلة مابعد طالبان على تشجيع الحوار بين الأطراف الأفغانية بغية تشكيل حكومة موسعة شاملة. انظر: أفغانستان.

نزاع الصحراء الغربية

في بداية السبعينيات من القرن العشرين قام الملك الحسن الثاني ملك المغرب بالتركيز على مطالبة بلاده بالصحراء الغربية وهي منطقة تسيطر عليها أسبانيا وتقع على حدود المغرب الجنوبية. طالبت موريتانيا أيضًا بأجزاء من هذه المنطقة، بينما طالبت جبهة البوليساريو، وهي مجموعة حرب عصابات تحارب الأسبان في تلك الصحراء، باستقلال المنطقة.

في عام 1976م تنازلت أسبانيا عن مطالبتها بالمنطقة، بينما طالبت المغرب بالجزء الشماليّ منها، وطالبت موريتانيا بالجزء الجنوبي. وصارت المنطقة تعرف بالصحراء الغربية.

ومازالت جبهة البوليساريو تطالب بالاستقلال، وحاربت في سبيله القوات المغربية والموريتانية. وفي عام 1979م تنازلت موريتانيا عن مطالبتها إلا أن المغرب طالبت بكامل المنطقة.

أصرت الأمم المتحدة على المفاوضات حول مصير المنطقة، وفي عام 1986م بدأت محادثات منفصلة مع كلّ من المغرب وجبهة البوليساريو. وفي سبتمبر 1991م أُعْلِن اتفاقٌ بوقف إطلاق النار يقضي بإجراء استفتاء (تصويت مباشر) لتقرير ما إذا كانت الصحراء الغربية ستكون مستقلة أم جزءًا من المغرب. وتقرر إجراء هذا الاستفتاء في بداية عام 1992م. غير أن ذلك قد تأجل لعدم الاتفاق على من يحق له التصويت.

النزاع في نيكاراجوا

في عام 1979م قامت مجموعة ثورية تُسمى جبهة ساندينيستا الوطنية للتحرير بإسقاط الحكومة النيكاراجوية التي يرأسها أنستازيو سوموزا ديبايل. وشكّلت الساندينيستا حكومة جديدة وسيطرت على القطاعات الاقتصادية الرئيسية. وفي بداية الثمانينيات من القرن العشرين نشطت حركة المقاومة للحكومة الجديدة في نيكاراجوا حول السياسة الاقتصادية وطريقة الحكم، وقامت القوات المناوئة للساندينيستا التي تُعْرَف بالكونترا بهجمات عسكرية على قوات الحكومة من قواعد اتخذتها في هندوراس المجاورة.

وفي مارس 1989م، طلب خمسة من رؤساء أمريكا الوسطى من الأمم المتحدة تشكيل قوة دولية لحفظ السلام للمساعدة في إنهاء النزاع في نيكاراجوا ونزاعات أخرى في أمريكا الوسطى. ونتيجة لذلك قام مجلس الأمن في نوفمبر 1989م بتشكيل القوة الدولية للمراقبة في أمريكا الوسطى أونيوسا. وبعد انتخابات أُجْرِيت في بداية عام 1990م فقدت الساندينيستا سيطرتها على الحكومة. وبعد فترة وجيزة من ذلك وافقت الكونترا على إلقاء السلاح، وترك قواعدها في هندوراس، ومن ثمَّ قامت الأمم المتحدة بتكليف أونيوسا بالإشراف على وقف إطلاق النار بين الساندينيستا والكونترا والتأكد من فصل القوتين بعضهما عن بعض.

حرب الخليج

في أغسطس 1990م قام النظام العراقي بغزو واحتلال الكويت. طالب مجلس الأمن النظام العراقي بسحب قواته كما طالب الدول بوقف التبادل التجاري مع النظام العراقي إلى أن ينسحب من الكويت، مما أدى إلى انخفاض حاد في التجارة مع العراق.

وفي نوفمبر 1990م فوّض مجلس الأمن أعضاء الأمم المتحدة باستعمال القوة لإخراج النظام العراقي من الكويت إذا رفض الانسحاب حتى 15 يناير 1991م. ونتيجة لعدم انسحاب النظام العراقي حتى التاريخ المحدد، قامت قوات من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بقصف أهداف عسكرية في العراق والكويت في 17 يناير. وكان من بين أعضاء الأمم المتحدة الذين اشتركوا في محاربة النظام العراقي الولايات المتحدة، بريطانيا، وعدة دول أخرى من أوروبا الغربية بالإضافة إلى عدد من الدول العربية. قامت قوات من المشاة بغزو الكويت وأجزاء من العراق في 24 فبراير، وفي 28 فبراير انتهت جميع العمليات العسكرية. وفي 6 أبريل وافق النظام العراقي على شروط قرار صادر من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، إلا أن الحظر التجاري على العراق ظل مستمرًا. ولكن سمحت الأمم المتحدة للعراق في 20 مايو 1996م ببيع ما قيمته مليار دولار أمريكي من نفطه كل 3 شهور لشراء بعض الأغذية والأدوية (النفط مقابل الغذاء). وقد اتخذت الأمم المتحدة هذا القرار (رقم 986) بناء على تقرير منظمة الصحة العالمية الذي صدر في شهر مارس وصفت فيه الحالة الصحية المتردية لكثير من العراقيين خاصة الأطفال. لاتزال فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة تبحث عن أسلحة الدمار الشامل بالعراق لإزالتها.

النزاع في يوغوسلافيا

في يونيو من عام 1991م أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما عن يوغوسلافيا، غير أن حكومة يوغوسلافيا التي كانت تهيمن عليها صربيا، وهي أيضًا إحدى جمهوريات تلك الدولة، عارضت بشدة توجه الجمهوريتين نحو الاستقلال. وأرسلت قوات اتحادية لمحاربة كل من كرواتيا وسلوفينيا اللتين تكبدتا خسائر فادحة في الجيش وبين المدنيين. وفي كرواتيا التحق مواطنوها من الصرب المسلحين بالجيش الاتحادي، وكان هؤلاء يرغبون في اتحاد هذه البلاد مع صربيا ولتكون جزءًا منها. وقد أعلن عن وقف إطلاق النار في شهر يوليو في كل من كرواتيا وسلوفينيا، غير أن المعارك اندلعت في كرواتيا مرة أخرى في شهر أغسطس. وفي يناير 1992م قامت الأمم المتحدة بالتفاوض مع زعماء الصرب والكروات حول إعلان وقف إطلاق النار. وفي شهر مارس قرر مجلس الأمن إرسال قوة خاصة بحفظ السلام إلى كرواتيا تحت اسم قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة في يوغوسلافيا.

وفي نفس الشهر، أعلنت جمهورية البوسنة والهرسك (معظم سكانها من المسلمين) استقلالها عن يوغوسلافيا. واعترض الصرب الموجودون في تلك الجمهورية على هذا الإعلان، وبدأت المعارك بينهم وبين جيش البوسنة والهرسك، كما أرسلت صربيا الجيش اليوغوسلافي للقتال في صف صرب البوسنة في محاولة وحشية للتصفية الجسدية لمسلمي جمهورية البوسنة والهرسك. وقد قرر مجلس الأمن في شهر مايو فرض الحصار على صربيا، وقد أثر ذلك كثيرًا على تجارة صربيا الخارجية. وفي شهر يونيو بدأت طائرات الأمم المتحدة نقل إمدادات الأطعمة والأدوية إلى سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك لتوزيعها على المدنيين الذين كانوا يعانون من نقص المواد الغذائية بسبب القتال. رفض الصرب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وواصلوا القتل والإبادة ضد المسلمين. وبقيت الأمم المتحدة عاجزة عن تنفيذ قراراتها لحماية مسلمي البوسنة والهرسك. وأجبر تدخل حلف شمال الأطلسي المعتدين الصرب على قبول اتفاقية دايتون في نوفمبر 1995م، وأعيد تقسيم البلاد بين المسلمين والكروات من جهة والصرب البوسنيين من جهة أخرى. انظر: البوسنة والهرسك.

وقد أثبتت الأمم المتحدة وجودها في منازعات أخرى حدثت في أنحاء العالم المختلفة. ففي كمبوديا قامت الأمم المتحدة بصفتها سلطة انتقالية بإدارة تلك البلاد في عام 1992م، كما تم توقيع معاهدة السلام في إلسلفادور برعاية الأمم المتحدة في تلك السنة.

نزع السلاح

أشار ميثاق الأمم المتحدة باختصار إلى ضرورة السيطرة على الأسلحة، إلا أنه صدر قبل بداية العصر النووي. فبحلول عام 1949م استطاع كلٌّ من الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة امتلاك القُنبلة الذّرّية واتفقا على ضرورة وضع ضوابط لاستعمال تلك الأسلحة، إلا أنهما لم يتفقا على طبيعة تلك الضّوابط.

وفي عام 1961م اتفق الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة على خطة لتشكيل لجنة لنزع السلاح، وأيدت الأمم المتحدة هذه الخطة فشكّلت لجنةً من 18 دولة. وارتفع عدد الدول المشاركة في عام 1969م إلى 40 دولة، وصارت لجنة نزع السلاح من لجان الأمم المتحدة الرسمية.

أقنعت أزمة الصواريخ الكُوبية عام 1962م كلاً من الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة بالعمل الجاد للحدِّ من الأسلحة النوّويّة. وفي عام 1963م قامت ثلاثٌ من الدول التي تملك أسلحةً نووية، وهي الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة وبريطانيا، بتوقيع اتفاقية بالاشتراك مع معظم أعضاء الأمم المتحدة لتحريم التجارب النّوويّة في الجوِّ والفضاء الخارجي وتحت الماء، باستثناء التجارب التي تُجرَى تحت الأرض. كما اتفقت الدول الثلاث على عدم وضع أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض.

في عام 1968م وافقت الأمم المتحدة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي تمنع الدول النووية التي وقعتها أو وافقت عليها ـ الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة وبريطانيا ـ من إعطاء الأسلحة النووية للدول التي لم تكن تملكها من قبل. وبالرغم من أن كلاً من الصين وفرنسا وإسرائيل والهند تملك أسلحة نوويّة إلا أنها لم توقع على المعاهدة التي أصبحت ساريةً اعتبارًا من عام 1970م. وفي عام 1971م وافقت الجمعية العامة على معاهدة تُحَرِّم إنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية، وبدأ سريان المعاهدة في عام 1975م.

الحرب على الإرهاب

في سبتمبر 2001م، اتخذ مجلس الأمن، إثر الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001م قراراً يلزم الدول الأعضاء بمكافحة الإرهاب بموجب أحكام الإنفاذ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة. وشمل القرار بنوداً تمنع تمويل الإرهاب، وتحريم جمع الأموال لمثل هذه الأغراض، والقيام بدون تأخير بتجميد الأصول المالية لمن يرتكب أعمالاً إرهابية. ودعا قرار المجلس إلى تبادل المعلومات المتعلقة بتحركات الإرهابيين وعدم التستر عليهم أو تدريبهم.

الاستعمالات السلمية للفضاء الخارجي. في عام 1958م دعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الدول للموافقة على عدم المطالبة بملكية أية منطقة في الفضاء الخارجي. وأعلنت الجمعية العامة عام 1963م وجوب استعمال الفضاء الخارجي لمصلحة جميع الشُّعوب، ولا يجوز لأي دولة إدّعاء ملكية أي جزءٍ منه. وفي عام 1967م وقّعت أكثر من 90 دولة على معاهدة تنصّ على تلك الأهداف.

الاستعمالات السّلميّة لقاع البحار. طُرحت مسألة قاع البحار أمام الجمعية العامة للمرة الأولى عام 1967م. ولاحظت الجمعية أن الاختراعات الحديثة مكّنت الدول من استعمال قاع البحار كمصدر للمعادن القيمة واستعمالات حديثة أخرى. فشكَّلت الجمعية لجنة دائمة من 42 دولة لدراسة هذا الموضوع، وأقرت اللجنة استعمال معظم مناطق قاع البحار لمصلحة جميع الشعوب. وفي عام 1971م أعدت الجمعية مشروع معاهدة تمنع تجارب أو استعمال الأسلحة النّوويّة بعد شريط ساحلي بعرض 12ميلاً بحريًا، وأصبحت هذه المعاهدة ساريةً اعتبارًا من عام 1972م. وفي عام 1982م وافق مؤتمر دولي على مسودة معاهدة قانون البحار التي تعالج كثيرًا من أوجه الاستفادة من المحيطات. وأصبحت المعاهدة سارية بعد موافقة 60 دولة عليها عام 1994م.

مشكلات تواجه المنظمة

صعوبات حفظ السّلام

تعاني الأمم المتحدة من صعوبات في حفظ السلام، إذ لم يتفق أعضاؤها في أيِّ وقت على قوة أمنية دائمة لمعالجة النزاعات الدولية. وكلُ ما تستطيعه في هذا الصّدد هو إرسال قوة لحفظ السلام إلى مناطق النّزاع إذا وافق طرفا النزاع على ذلك. ولكن بازدياد التعاون بين الأعضاء، في السنوات الأخيرة، أصبح بإمكان الأمم المتحدة أن تلعب دورًا أكثر فعالية في حماية الأمن والسلام في العالم.

الشؤون المالية

يجب على كل عضو المشاركة في تحمل المصاريف اليومية للهيئة. ويعتمد المبلغ الذي يشارك به العضو على مقدرته على الدفع. وتنص لوائح الأمم المتحدة على أنه لا يجوز لأي عضو أن يدفع أكثر من 25% أو أقل من 0,01% من المصروفات العادية للهيئة.

لقد عانت الأمم المتحدة من حالة ضعف شديدة بسبب ديونها التي بلغت 690 مليون دولار أمريكي عام 1988م.

وكانت محكمة العدل الدولية قد قضت عام 1962م أن يتحمّل جميع أعضاء الأمم المتحدة تكاليف عمليات حفظ السلام في الشرق الأوسط والكونغو. ويلاحظ أن الجمعية العامة هي التي حددت التمويل اللازم لتلك العمليات إلا أن الاتحاد السوفييتي السابق والدول الشيوعية ومعها فرنسا رفضت المشاركة بحجة أنّ تحديد التمويل اللازم من مسؤوليات مجلس الأمن فقط.

وفي أوائل تسعينيات القرن العشرين كان كثير من أعضاء الأمم المتحدة قد تأخروا في دفع المبالغ المطلوبة منهم، أو سددوا جزءًا من تلك المبالغ فقط. وكانت الولايات المتحدة مدينة بمبلغ 555 مليون دولار عن الدفعات المنتظمة المطلوبة، و110 ملايين دولار عن تكاليف عمليات حفظ السلام. وبلغت مديونية روسيا 160 مليون دولار عن تكاليف تلك العمليات.

مسائل العضوية

معظم الدول أعضاء في الأمم المتحدة. وكان موضوع عضوية الصين الشيوعية معروضًا في كلِّ دورات الجمعية العامة منذ عام 1950م وحتى عام 1971م عندما صوّتت الجمعية باستبعاد الصين الوطنية ومنح عضوية الهيئة للصين الشيوعية.

تنشد الدول الانضمام لهيئة الأمم المتحدة لأسباب مختلفة. فالعضوية تتيح لبعض الدول التمتع بمكانة وسط المجموعة الدولية قد لا تتوفر لها بدونها، إذ إن بعضها صغير لدرجة لا يملك معه سفارات خاصة به. ومن خلال بعثة واحدة في الأمم المتحدة يمكنها الاتصال مع معظم دول العالم. كما تتيح العضوية للدول الصغيرة طرح مشاكلها أمام الرأي العام والاستفادة من برامج الأمم المتحدة الاقتصادية، ومساعدتها الفنية.

كما أدى وجود عدد كبير من الدول الصغيرة في المنظمة إلى بعض المشاكل. ففي الجمعية العامة يتساوى صوت أصغر دولة مع صوت أكبر دولة، لذلك اقترحت بعض الدول ألاّ يكون للدول الصغيرة صوت كامل.

لم تنسحب من الأمم المتحدة سوى دولة واحدة هي إندونيسيا، إلا أنها استأنفت عضويتها بعد أقل من سنتين. وتبدو معظم الدول غير راغبة في الاستمرار بدون هيئة الأمم المتحدة، كما تفهّمت قيمة المجهود الدولي في معالجة بعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وفوق كل شيء، تفهّم الأعضاء أن مجهودات الأمم المتحدة في حفظ وإعادة السلام يمكن أن تساعد في منع حرب عالمية ثالثة.

متابعة القضايا الدولية

عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 31 يناير 1992م أول اجتماع قمة لزعماء دوله الأعضاء الخمسة عشرة. وتناول اجتماع القمة دور الأمم المتحدة في فترة ما بعد الحرب الباردة، كما أبدى المجلس ملاحظته من أن الاجتماع قد عُقد في وقت متغيرات بارزة وكانت نهاية الحرب الباردة قد ¸عقدت الآمال على أنه سيكون هناك عالم أكثر أمنًا وأكثر إنصافًا وإنسانية· حسب ما جاء في أقوال مؤتمر القمة.

وفي اجتماع القمة ذاك طلب المؤتمر من بطرس غالي الذي أصبح سكرتيرًا عامًا للأمم المتحدة في 1 يناير أن يعد مقترحات تمهيدية لنشاطات الأمم المتحدة في المستقبل لتعزيز السلام والتنمية الاجتماعية في أنحاء العالم المختلفة. وفي يونيو قدم بطرس غالي السكرتير العام ورقة عمل لتحقيق السلام، وكان قد أكد فيها الحاجة إلى الدبلوماسية الواقية وغيرها من الإجراءات التي صممت لإيقاف تصعيد النزاعات.

طلب بطرس غالي من الدول الأعضاء تقديم عدد من الجنود لإنشاء قوة عسكرية يمكن نشرها بسرعة للإشراف على اتفاقيات وقف إطلاق النار، أو للتدخل في النزاعات التي تهدد بانفجار حرب. ويسمح دستور هيئة الأمم المتحدة بإنشاء مثل هذه القوة العسكرية. وبموجب مقترحات بطرس غالي، بإمكان السكرتير العام أن ينشر القوة فقط بموافقة مجلس الأمن. وكان قد وُضع برنامج لكي يقوم المجلس بمناقشة هذه الخطة بالتفصيل في أوائل عام 1993م. وبالرغم من الشعور بالتفاؤل حول قدرة الأمم المتحدة على المساعدة على إقامة النظام العالمي الجديد؛ إلا أن المنظمة كانت تُدعى دائمًا في سنة 1992م لحل مشكلات تفوق طاقتها العملية، ومواردها الاقتصادية.

يوغوسلافيا

قرر مجلس الأمن في 21 فبراير 1991م أن ينشئ قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة في الجمهوريات التي انفصلت عن يوغوسلافيا السابقة. وكان ذلك أول نشر لقوة تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في قارة أوروبا. وكان على نحو 14,000جندي لحفظ السلام أن يراقبوا وقف إطلاق النار، وأن يحموا المناطق التي احتلتها الأقليات الصربية في كرواتيا إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وقد أعلنت استقلالها في يونيو 1991م. وكان إعلان الاستقلال هذا قد أغضب الجماعات الصربية الكبيرة التي تعيش في كرواتيا، وقد ظلت هذه الأقليات موالية لجمهورية يوغوسلافيا.

وبالرغم من عقد هدنة تم التفاوض عليها مع الأمم المتحدة في يناير؛ إلا أن القتال استمر وانتشر في البوسنة والهرسك ¸في أغلب الأحيان يطلق عليهما البوسنة·، وهي جمهورية أخرى كانت قد أعلنت الاستقلال عن يوغوسلافيا في مارس 1992م. وتقدمت قوات صربية قوية العتاد الحربي، وفرضت الحصار على سراييفو عاصمة البوسنة. واستولت القوات الصربية على مطار سراييفو ومنعت بذلك إمدادات الطعام والإغاثة الإنسانية التي كانت تحملها الأمم المتحدة جوًا من الوصول إلى سكان العاصمة الذين كانوا يتضررون من المجاعة. وفي 15 مايو أعلن بطرس غالي السكرتير العام للأمم المتحدة بأن الموقف في البوسنة مأساوي، وخطر وعنيف، ويصعب التكهن بما سيصل إليه. وأمر معظم القوة المؤلفة من 300 جندي من جنود حفظ السلام في سراييفو وهي المقر الرئيسي لقوة الحماية الدولية بالانسحاب مؤقتًا.

وفي 30 مايو 1992م صوّت مجلس الأمن على فرض حصار تجاري عالمي على صربيا والجبل الأسود (مونتنيجرو) وهما الجمهوريتان المتبقيتان من يوغوسلافيا واللتان شكلتا جمهورية يوغوسلافيا الجديدة. وفي 29 يونيو سلم بعض الجنود الصرب المطار لقوة صغيرة من قوة حفظ السلام الدولية. وفي نفس اليوم قرر مجلس الأمن أن يرسل 850 جنديًا للمحافظة على المطار وفتحه للمساعدات الإنسانية المحمولة جوًا.

وفي 13 أغسطس وافق مجلس الأمن على استعمال القوة لضمان وصول الغذاء والإمدادات الضرورية والأدوية للبوسنة. وعلاوة على ذلك فقد أدان ممارسات الصرب الساعية إلى التطهير العرقي، إذ كانت القوات الصربية تطرد المسلمين والفلاحين الكروات من المناطق التي كانت تحت سيطرة الصرب. ودعا مجلس الأمن أعضاء هيئة الأمم المتحدة لجمع المعلومات عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الصربية.

أدت الهجمات المستمرة التي كان يقوم بها الصرب بعد ذلك على قوافل الأمم المتحدة المحملة بالأطعمة إلى دفع مجلس الأمن في 14 سبتمبر لتكليف بطرس غالي طلب حوالي 6,000 جندي إضافي لحماية القوافل. ثم حدث أن صوّتت الجمعية العامة على طرد يوغوسلافيا من عضوية الأمم المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك فقد طلب مجلس الأمن بأن تسمح صربيا للمنظمات الدولية بحق التفتيش الفوري على سجونها ومعسكرات الاحتجاز للتحقيق في التقارير الخاصة بالجرائم الوحشية التي ارتكبها الصرب.

وفي 6 أكتوبر أمر مجلس الأمن بتعيين لجنة من الخبراء للنظر في كل تقارير مخالفات حقوق الإنسان التي ارتكبتها كل الأطراف في النزاع اليوغوسلافي وتحليلها. وذكر أعضاء مجلس الأمن بأن الخطوة التالية هي محاكمة كل أولئك الذين اتهموا بجرائم الحرب ولكن شيئًا من هذا لم يحدث حتى الآن.

وقد أفاد مسؤولو الأمم المتحدة في 10 ديسمبر بأن ما مجموعه 316 من جنود حفظ السلام قد جرحوا، وأن 20 آخرين قد قتلوا أثناء الصراع في كرواتيا والبوسنة في عام 1992م. وبينما القتال مستمر، ومخالفات الأقطار المختلفة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة تسير على قدم وساق، وافق مجلس الأمن في 16 نوفمبر على فرض حصار بحري على يوغوسلافيا، ومنذ 10 ديسمبر كان هناك نحو 23,023 جنديّا من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة قد وضعوا في كرواتيا والبوسنة.

كمبوديا

في ديسمبر 1990م، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مؤتمرًا عالميًا عن كمبوديا في باريس. وفي 1991م رعت الأمم المتحدة مباحثات السلام بين الأطراف المتنارعة انتهت بتوقيع اتفاقية للسلام في أكتوبر من نفس العام. في عام 1992م تولت الأمم المتحدة مسؤولية إرسال بعثة لحفظ السلام الشامل في كمبوديا. وهذه ثانية كبرى بعثات السلام التي تولتها الأمم المتحدة، وتجيء في الترتيب الثاني أيضًا من حيث كثرة التكلفة، وكلفت هذه البعثة بليوني دولار أمريكي في فترة 15 شهرًا. وكان قوام البعثة 15,600 رجل عسكري مع فريق من المدنيين تعدادهم 500 شخص، تولى هؤلاء بصفة مؤقتة إدارة الأعمال الحكومية الحيوية. وتولى موظفو الأمم المتحدة كذلك ترحيل وإعادة توطين ما يقرب من 370,000 لاجئ كمبودي.

تولت الأمم المتحدة بموجب الاتفاقية إدارة الحكومة الكمبودية لفترة مؤقتة تقود البلاد إلى الديمقراطية. وتشكلت الحكومة الجديدة من ممثلي الأمم المتحدة والمجلس الوطني الأعلى الذي ضم أعضاء من الحكومة السابقة وممثلي ثلاث مجموعات معارضة. وفي 1993م، تم إجراء الانتخابات العامة، وانتخب 120 عضوًا للبرلمان الكمبودي. شكلت الأحزاب الفائزة في الانتخابات حكومة انتقالية خلفت حكومة الأمم المتحدة وظلت في السلطة حتى استكمل إعداد الدستور وشكلت حكومة دائمة. رأس سيهانوك الحكومة المؤقتة واستعاد لقبه بوصفه ملكًا لكمبوديا.

الصومال

في 23 يوليو انتقد بطرس غالي مجلس الأمن لتجاهله الأزمة الصومالية حيث يتضور مئات الآلاف من الناس جوعًا حتى أشرفوا على الموت. وبالرغم من أن شحنات المواد الغذائية قد أرسلت إلى الصومال إلا أن الأطراف المتحاربة وقطاع الطرق هناك كانوا يقطعون الطرق على هذه المساعدات. وفي سبتمبر وصل 655 جنديّا من باكستان تابعين للأمم المتحدة إلى الصومال لحماية شحنات الأطعمة. وفي 3 ديسمبر أمر المجلس بعمليات عسكرية دولية تقودها الولايات المتحدة. وبدأ الجنود في الوصول إلى مقديشيو، التي هي العاصمة والميناء معًا، وذلك في 9 ديسمبر. وكان الغرض من ذلك تأمين الميناء والمطار وضمان وصول الأطعمة. وفي 1993م، خضعت كل القوات العاملة في الصومال لقيادة قوات الأمم المتحدة. هاجمت قوات الأمم المتحدة العناصر الصومالية التي قتلت بعض جنودها، ولكنها فشلت في العمل على استتباب الأمن والنظام بالبلاد فانسحبت في 1995م.

العراق

ظل مفتشو الأمم المتحدة يعملون منذ 6 أبريل 1991م، على نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية تنفيذًا لقرارات مجلس الأمن حتى قبيل أيام قليلة من اجتياح القوات الأمريكية والبريطانية للأراضي العراقية في 20 مارس 2003م. وكان المسؤولون العراقيون قد حاولوا منع دخول فرق التفتيش إلى بعض الأماكن بحسبها مناطق سيادية (1997 -1998م)، أو منع جنسيات محددة من المفتشين من دخول العراق، إلا أن العراق قبل دخول المفتشين أراضيه لاستكمال عملهم بعد نجاح المفاوضات التي أجراها المسؤولون العراقيون مع كوفي عنان ببغداد في فبراير 1998م.

موزمبيق

انتهت الحرب الأهلية في موزمبيق بين الحكومة وحركة الرينامو بعد أن استمرت 14 سنة، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق بين الجانبين وافق مجلس الأمن على إرسال بعثة لحفظ السلام في موزمبيق تتكون من 7,500 جندي وغيرهم من المسؤولين عام 1992م، وأشرفت الأمم المتحدة على أول انتخابات تعددية في موزمبيق في 1994م.

تيمور الشرقية

أسفرت المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في مايو 1999م عن اتفاق مهد السبيل لإقامة استفتاء شعبي بشأن وضع الإقليم. وبموجب هذا الاتفاق، نظمت بعثة الأمم المتحدة عملية تسجيل المقترعين وإجراء الاقتراع في أغسطس 1999م. وصوت 78% من سكان تيمور الشرقية لصالح الاستقلال عن إندونيسيا بدلاً من الحكم الذاتي في إطار هذا البلد. وفي 15 مايو 2002م نالت تيمور الشرقية استقلالها.

اللاجئون

كانت من بين أكبر التحديات التي واجهت الأمم المتحدة عام 1992م الحاجة إلى خدمة عدد من اللاجئين لم يعرف له مثيل من قبل. فقد قال ساداكو أوجاتا الياباني كبير معتمدي اللاجئين في الأمم المتحدة في أكتوبر إن هناك 1,5 مليون لاجئ قد عادوا إلى أوطانهم بمحض اختيارهم في سنة 1992م. ولكن هناك عددًا ضخمًا يبلغ 18 مليون لاجئ ما زالوا على حالهم في العالم. ومن هؤلاء أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني طردوا من ديارهم وأوطانهم إثر الحروب العربية الإسرائيلية ما زالوا لاجئين في الأردن ولبنان وسوريا ومناطق أخرى من العالم. ولا تزال إسرائيل ترفض كل قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن القاضية بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

البيئة

نظمت الأمم المتحدة أول مؤتمر دولي لها للبيئة في ريو دي جانيرو بالبرازيل ابتداء من 3 يونيو 1993م إلى 14 منه. وقد حضر مؤتمر قمة الأرض مندوبون من 178 قطرًا، ووضعوا خططًا لوقاية الأرض ولتعزيز تطورات سلامة البيئة. انظر: التلوث البيئي.

الجمعية العمومية

في 2 مارس انضمت إلى الجمعية العمومية 8 جمهوريات سوفييتية سابقة وهي أرمينيا وأذربيجان وكازاخستان وكيرجستان ومولدوفا وطاجكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وإضافة إلى ذلك فقد انضمّت إلى الأمم المتحدة أيضًا سان مارينو، وهي قطر أوروبي صغير جدًا. وفي 22 مايو أدخلت الجمعية العمومية في الأمم المتحدة كرواتيا والبوسنة وسلوفينيا أيضًا. وهذه جمهوريات انفصلت عن جمهورية يوغوسلافيا. وفي 31 يوليو قبلت جورجيا الانضمام إلى الأمم المتحدة، وهي آخر الجمهوريات الخمس عشرة السوفييتية السابقة التي تنضم إلى الأمم المتحدة.

وبدأت الجمعية العمومية جلستها السابعة والأربعين في 21 سبتمبر. وفي 27 أكتوبر انتخبت باكستان والبرازيل وجيبوتي وأسبانيا ونيوزيلندا كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن عن الفترة 1993-1994م. وحلت هذه الدول محل الهند وإكوادور وزمبابوي والنمسا وبلجيكا. انظر أيضًا: البوسنة والهرسك؛ كمبوديا؛ كرواتيا؛ الصومال.

إصلاح الأمم المتحدة

Proposed logo for a United Nations Parliamentary Assembly, which would involve direct election of a country's representative by its citizens
Proposed logo for a United Nations Parliamentary Assembly, which would involve direct election of a country's representative by its citizens

بانتهاء الحرب الباردة فإن إجماعًا عامًا في الأمم المتحدة قد يساعد المنظمة العالمية لتؤدي دورًا أكثر نشاطًا ونفوذًا في الشؤون الدولية.

¸لم يحدث مطلقًا أن كانت الأمم المتحدة من قبل أقرب إلى قلوب أعضائها مما هي عليه الآن. ولم يحدث مطلقاً من قبل أن طلبت خدماتها بشيء من الإلحاح، ليس فقط بسبب دورها التقليدي في الحفاظ على السلم، وصنع السلام، ولكن أيضًا للقيام بأدوار جديدة·. هكذا قال بطرس بطرس غالي في مايو 1992 بعد أن أصبح السكرتير العام للأمم المتحدة.

لقد جاءت التسعينيات من القرن العشرين وغيّرت من أفكار بعض الدول لدور الأمم المتحدة بطريقة غير منتظرة. ففي معظم فترة وجودها، كانت هذه المنظمة الدولية معطلة بسبب اختلاف النظريات، والمنافسة الشرسة على الزعامة نتيجة للنزاع بين الاتحاد السوفييتي السابق وحلفائه الشيوعيين وبين الولايات المتحدة وحلفائها الدول الرأسمالية. وفي حوالي منتصف الثمانينيات من القرن العشرين كان هناك كثير من الدول التي أبعدت نفسها عن الأمم المتحدة كهيئة بيروقراطية عديمة النفع والأثر. وكان بعض الأصوات المحافظة في الولايات المتحدة ينادي بنقل مكتب الأمم المتحدة الرئيسي من مدينة نيويورك. وتجاوبًا مع ما كان يرى أنه توتر سياسي أخذت الولايات المتحدة في الامتناع عن دفع مستحقاتها للمنظمة العالمية. ولكن عندما انهارت الشيوعية في الاتحاد السوفييتي وشرقي أوروبا في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ذابت الحرب الباردة، كما أن الإيماءات والإشارات بالأصابع داخل أروقة الأمم المتحدة قد حلت محلها التحية وتلاقي الأكف بالسلام. ونتيجة لذلك فقد بدأت الأمم المتحدة تؤدي دورًا في الشؤون العالمية، وأصبح دورها التقليدي في الحفاظ على السلم والمساعدات الإنسانية يتوسع ليشمل اتفاقيات في البيئة الدولية. وفي أكتوبر من عام 1995م، احتفلت الأمم المتحدة بمرور 50 عامًا على تأسيسها.

نقد

وضع النجاح والفشل بصماتهما على تاريخ الأمم المتحدة منذ أن اجتمع ممثلو 50 دولة في سان فرانسيسكو في 26 يونيو 1945 لتوقيع وثيقة الأمم المتحدة التي وضعت أسس الهيئة. وكانت الدول التي صاغت الوثيقة هي في الأصل مجموعة حلفاء حاربوا ضد ألمانيا وإيطاليا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)، إذ كانوا يؤمنون بأن وكالة سلام دولية تستطيع أن تساعد على منع حرب عالمية أخرى. وأوضحت الوثيقة أهداف الهيئة التي كانت قد حددت بشكل عريض على أنها تمنح السلام، وتحافظ عليه مؤكدة ضمان حقوق الإنسان، والعمل على الوصول إلى مستويات أحسن للعيش على نطاق العالم أجمع.

وشكلت الوثيقة أيضًا مجلس الأمن الذي كانت له المسؤولية الرئيسية لضمان السلام. ويتكون مجلس الأمن من 15 دولة عضوًا بما في ذلك الأعضاء الخمسة الدائمون الذين هم الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي السابق، وفرنسا، والصين، والمملكة المتحدة. ولكل من هذه الدول الخمس الحق في نقض أي اقتراح يقدم للمجلس وهو ما يسمى بالفيتو.

وكان كثير من الدول الأعضاء التي حضرت مؤتمر سان فرانسيسكو قد عارضت حق الفيتو وقوته التي كانت قد خصصت لأعضاء مجلس الأمن الدائمين الخمسة. وقد صودق عليها بسبب إصرار مندوبي المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي السابق الذين كانوا يعتقدون أن بإمكانهم ضمان السلام فقط إذا استمروا في العمل كما كانوا خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن بمجرد أن تم توقيع الميثاق فإن العلاقات الطيبة التي كانت سائدة بين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية تداعت، وتركت المجال لحرب باردة. ومنذ سنة 1946م أخذ الاتحاد السوفييتي السابق في ممارسة حق النقض رافضًا اقتراحًا للولايات المتحدة لتأسيس وكالة دولية للتحكم في إنتاج الطاقة النووية.

وبالرغم من بعض هذه الأشياء فقد كان للولايات المتحدة نفوذ كبير في الأمم المتحدة. ففي عام 1950م مثلاً، عضد كثير من أعضاء الأمم المتحدة بسرعة اقتراحًا أمريكيًا لإرسال قوات عسكرية الى كوريا الجنوبية لطرد غزو قامت به كوريا الشمالية الشيوعية. ولم يستطع الاتحاد السوفييتي السابق استخدام حق النقض في هذه المسألة لأنه كان في ذلك الوقت قد ترك مقعده في مجلس الأمن احتجاجًا على مسائل أخرى.

ومع أن هناك بعض التعاون الأمريكي السوفييتي الذي كان يجد طريقه في حياة الأمم المتحدة إلا أن الدولتين كانتا خصمين بصفة رئيسية. وقد أثار الرئيس السوفييتي نكيتا خروتشوف هذه الخصومة في عام 1960م عندما حضر جلسة للجمعية العمومية في الأمم المتحدة وأخذ يقاطع المتحدثين من المندوبين الآخرين وذلك بالصياح وضرب الطاولة بحذائه. وكان خروتشوف يشعر بإحباط بسبب رفض الأمم المتحدة إنهاء خدمة السكرتير العام آنذاك داج هامرشولد الذي كان يصفه بأنه أداة طيعة في يد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وفي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين شكلت الدول النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ائتلافات لتعزيز سياسات محددة في الأمم المتحدة من حيث الأصوات في الجمعية العمومية. وأدى هذا إلى مزيد من الابتعاد بين الدولتين العظميين. وفي عام 1971م كانت دول العالم الثالث هي القوة الرئيسية وراء إدخال الصين الشيوعية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وانتهى ذلك الإجراء بإخراج الصين الوطنية (تايوان). وفي سنة 1974م ألقى ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية كلمة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لأول مرة طالباً أن يمنح العرب الفلسطينيون مكانة الدولة. وقد عارضت الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل هذا الاقتراح، ولكن بقيادة الدول العربية ومعظم دول العالم الثالث صوتت الجمعية العمومية ليس فقط للاعتراف بحق الفلسطينيين لتشكيل دولتهم، ولكن كذلك للسماح لمنظمة التحرير الفلسطينية بحضور اجتماعات الجمعية العمومية كعضو دون أن يكون لها حق التصويت. وفي عام 1975 أصدرت الأمم المتحدة قرارها رقم 3379 بتاريخ 10 نوفمبر 1975م الذي يقضي بأن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. إلا أن هذا القرار قد ألغي بعد أن قادت الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل التسعينيات حملة واسعة من أجل تحقيق ذلك.