الخميس، ١٢ أغسطس ٢٠١٠

الوكالة اليهودية لفلسطين، هي الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونيه



الوكالة اليهودية لفلسطين، هي الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونية التي من مهامها جمع الإعانات المالية لدعم الحركة الصهيونية لإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين. أسسها حاييم وايزمان عام 1923 إلا أنها لم يـُعترف بها حتى عام 1929.

يوم 14 مايو 1948 غيرت الوكالة اليهودية لفلسطين, تحت قيادة ديڤيد بن گوريون, اسمها لتصبح "حكومة إسرائيل المؤقتة".

بعد قيام دولة إسرائيل أنشأت الدولة هيئة جديدة باسم "الوكالة اليهودية لإسرائيل" للتنمية الاقتصادية واستيعاب المهاجرين. وما زالت هذه الهيئة تزاول نشاطها.

تعتبر الوكالة اليهودية القاعدة الأساسية لإسرائيل، وسبب قوتها أمام الأحداث والمصائب التي تواجهها، هذا فضلاً عن الدور التي تلعبه هذه الوكالة في الانتخابات الأمريكية والكونغرس الأمريكي حيال إسرائيل، أي بمعنى آخر لها الفضل في توجيه السياسة الأمريكية لصالح إسرائيل، هذا وإذا أردنا الحديث عنها، فيتوجب علينا بدايةً التعرف على مراحل تأسيسها

تأسيس الوكالة اليهودية:-

نشأت الفكرة الأولى التي تدعو إلى إنشاء الوكالة اليهودية في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897م، وقد قُدم هذا الاقتراح من خلال بعض الفئات والشخصيات المشاركة في هذا المؤتمر.

وفيما بعد، نص صك الانتداب على فلسطين والذي أقرته عصبة الأمم إلى تأسيس الوكالة اليهودية بهدف إشراك يهود آخرين غير صهيونيين في بناء الوطن القومي اليهودي، وأكد هذا الصك على أنه سوف يتم الاعتراف بهذه الوكالة حال ظهورها، إلا أنه أعترف في مادته الأولى "بالمنظمة الصهيونية بوصفها هيئة مستقلة من الشعب اليهودي".

وأما المادة الرابعة من صك الانتداب نفسه، فقد دعت حكومة فلسطين إلى الاعتراف "بالوكالة اليهودية" كما واعتبرت المادة نفسها من هذا الصك أن المنظمة الصهيونية هي نفسها الوكالة مادام أن مصلحتهما مشتركة، وذلك على النحو التالي:-

"وكالة يهودية ملائمة كهيئة عمومية لإسداء المشورة إلى إدارة فلسطين والتعاون معها في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الأمور التي قد تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان اليهود في فلسطين، ولتساعد وتشترك في ترقية البلد على أن تكون خاضعة دوماً لمراقبة الإدارة … ويعترف بالمنظمة الصهيونية وكالة ملائمة ما دامت الدولة المنتدبة ترى أن تأليفها ودستورها يجعلانها صالحة ولائقة لهذا الغرض، ويترتب على المنظمة الصهيونية أن تتخذ ما يلزم من التدابير، بعد استشارة حكومة صاحب الجلالة البريطانية للحصول على معونة جميع اليهود الذين يبغون المساعدة في إنشاء الوطن القومي اليهودي". وبهذا اعترفت الحكومة البريطانية بهذه الوكالة المُعينة أساساً من قبل المنظمة الصهيونية، وتعاملت معها على هذا الأساس، هذا وقد قامت الكيرن هايسود بالأعمال التي من المفترض أن تقوم بها هذه الوكالة وذلك لأن الكيرن هايسود كانت هي الإدارة المناسبة بالنسبة لليهود غير الصهيونيين في ذلك الوقت، إلا إنها لم تستطيع القيام إلا بجزء يسير من هذه الأعمال، ويتمثل هذا بعدم استطاعتها على جمع المال اللازم للنشاط الاستيطاني، أي إنها استطاعت جمع جزء بسيط من هذا المال، وهذا هو العامل المؤثر الذي دفع وايزمان إلى الدعوة لتشكيل الوكالة اليهودية التي يكون باستطاعتها جمع المال لدعم النشاط الصهيوني على أكمل وجه، وذلك من خلال ضم أكبر عدد ممكن من يهود العالم، وبناءً عليه عمد الصهيونيون إلى طرح هذه الفكرة الداعية إلى إنشاء الوكالة في وقت مبكر، وعليه فقد طالبوا في مذكرتهم المقدمة إلى مؤتمر الصلح عام 1919م "بإنشاء مجلس يهودي" تحول اسمه إلى "الوكالة اليهودية" كما جاء في صك الانتداب، وبهذا انشأت هذه الوكالة بعد 10 سنوات وكان ذلك نتيجة الأعمال التي بذلت من قبل المنظمة الصهيونية العالمية.

وبالفعل قامت اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية في 26 آب 1919م في دورتها المنعقدة في لندن ببحث هذه المسألة، وقررت اللجنة إقامتها بأقصى وقت ممكنة، إلا أن الصهيونيون انصرفوا عن هذا الموضوع إلى العمل من أجل المصادقة على صك الانتداب، وبعد فترة وجيزة عاد الصهيونيون إلى هذا الموضوع خاصة بعدما قرر المجلس الملّي اليهودي في فلسطين العمل على استئناف المفاوضات مع الحكومة بهذا الشأن، وكان ذلك في أوائل شهر أيار عام 1923م، وفي مطلع حزيران عملت اللجنة التنفيذية على إقامة لجنة فرعية مختصة من بين أعضائها لبحث هذه المسألة، وإعداد تقارير عن ذلك لطرحها في المؤتمر الصهيوني المزمع عقده (المؤتمر الثالث عشر)، وفي هذا المؤتمر جرى نقاش واسع بشأن هذا الموضوع حيث حظي هذا الموضوع في النهاية بالأغلبية (164 ضد 87 صوتاً) وهذه الأغلبية دعت إلى تكليف الإدارة العامة للمنظمة الصهيونية بالإعداد والتحضير لمؤتمر صهيوني عالمي وعقده خلال ثلاث سنوات، وبالفعل عقد هذا الإجتماع في منتصف شباط عام 1924م، وكان ذلك بمشاركة وايزمان الذي اجتمع بالعديد من اليهود غير الصهيونيين من الولايات المتحدة، وبناءً على هذا الاجتماع وغيره من الاجتماعات، تقرر إشراك اليهود من الولايات المتحدة الأمريكية في الوكالة اليهودية، وفي المؤتمر الصهيوني الرابع عشر عام 1925، تقرر إقامة هذا المجلس "مجلس الوكالة" على أن يكون من 150 مندوباً، واشترط هذا المؤتمر على أن يكون نصف هؤلاء المندوبين من اليهود غير الصهيونيين، وأن يمثل يهود الولايات المتحدة الأمريكية 40% منهم، أما المقاعد الأخرى فتوزع بين يهود العالم بشرط أن يكون توزيعها وفق الأسس الديمقراطية.

وبناءً على ما سبق ذكره، ولعدة أسباب أخرى مالية منها وسياسية عمد وايزمان إلى توسيع الوكالة اليهودية، وذلك بعد أن خيبت الكيرن هايسود الآمال المرجوة منها، وذلك بضم يهود غير صهيونيون إلى الوكالة بغية الإنفاق على النشاط الاستيطاني، وبناءً عليه بدأ وايزمان بإجراء اتصالاته مع شخصيات يهودية ذات نفوذ مالي كبير ونفوذ سياسي أيضا، أمثال لويس مارشال وفيلكس واربوغ في الولايات المتحدة، وكذلك اللورد ميلتست في بريطانيا، وليون بلوم في فرنسا، واوسكار فاسرمان في ألمانيا وغيرهم الكثيرين من اجل توسيع الوكالة.

ولكن على الرغم من هذا الدور الذي قام به وايزمان إلا أنه قوبل بالمعارضة لمشروعه من الداخل والخارج، ومن الجماعات التي اعترضت على هذا المشروع "التصحيحيون اليمينيون" الذين دعوا إلى عدم إشراك اليهود الأمريكيين في أي هيئة يكون لها القدرة على التأثير في شؤون الوطن القومي، وكذلك حزب أحدوت هعفوداة وغيرها من الجماعات الصهيونية، وبالمقابل أي مقابل هذا الرفض عرضوا على المنظمة الصهيونية بالانضمام لها، وكذلك بالتبرع من أموالهم لها دون أن يكون لهم الحق في التدخل بالسياسة الصهيونية، ولكن هذه المعارضة لم تكن صعبة التجاوز، حيث أن وايزمان في المقابل حظي بدعم العديد من الجماعات التي أبدت رغبتها في توسيع الوكالة اليهودية، أمثال الصهيونيون العموميون والمزراحي، وكذلك حزب هابوعيل هاتسعير…، وكان السبب الرئيسي لرفض توسيع هذا المشروع هو الخوف من المساس بمكانة المنظمة الصهيونية خاصة وان نصفها من اليهود غير الصهيونيين، أي بمعنى آخر الخوف من تقليص صلاحيات ومهام المنظمة الصهيونية اتجاه الخارج وكذلك تقييد وتكبيل حريتها في العمل الداخلي، ولكن في عام 1927م، تم الموافقة على المقترحات الداعية إلى إقامة وتوسيع الوكالة اليهودية.

هذا وعلى الرغم من اتصالات وايزمان مع الشخصيات اليهودية في الدول المختلفة، إلا انه قوبل أيضا بمعارضة خارجية بشان إقامة الوكالة اليهودية المقترحة، ومن ابرز هذه المعارضات هي معارضة اليهود الأمريكيين الذين سعى وايزمان إلى صهرهم في هذه الوكالة، والسبب في هذه المعارضة أن المنظمة الصهيونية لم ترضى بتوطين اليهود في بيروبيجان في الاتحاد السوفيتي، حسب رأي هؤلاء اليهود، ولكن في النهاية استطاع الصهيونيون التغلب على هذه العقبة، وذلك من خلال عقد مؤتمر صلح في عام 1926م. جمع ما بين وايزمان ولويس مارشال، وكذلك استطاع وايزمان إقناع فيلكس واربوا وغيرهم من يهود العالم كما ذكر سابقاً، وبناءً عليه وفي 17 كانون الثاني عام 1927م. تم اجتماع بين وايزمان ومارشال لبحث السبل والمرتكزات التي يجب أن تقام عليها الوكالة اليهودية، وفي نهاية الاجتماع تم الاتفاق على تشكيل وتكوين لجنة من الخبراء غير الحزبيين تكون مهمتهم إعداد دراسة وافية عن إمكانية فلسطين الاقتصادية والزراعية والصناعية والتجارية، وذلك من اجل وضع خطة تنمية منهجية لتطوير الإمكانيات الإقتصادية لأرض إسرائيل، وكذلك من مهامها أيضاً إعداد الميزانية اللازمة والضرورية من اجل هذا التطوير.

وفي المؤتمر الخامس عشر المنعقد في بازل عام 1927م. تم إصدار عدة توجيهات والتي اعتبرت فيما بعد المهام التي يجب على الوكالة اليهودية القيام بها حسب نص دستور الوكالة، وهي على النحو التالي:

(مهام الوكالة اليهودية):

1 – تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

2 – جعل الأراضي في فلسطين ممتلكات يهودية كاملة.

3 – تأسيس منشآت زراعية قائمة على الأيدي اليهودية العاملة.

4 – نشر اللغة والثقافة العبرية.

وكذلك أقر المؤتمر بأن " يكون رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، رئيساً للوكالة اليهودية أيضاً، وأن يمثل يهود فلسطين، وكذلك العمال اليهود في كافة أماكن تواجدهم في الوكالة".

وأما بالنسبة للجنة الخبراء التي دعي إلى تكوينها خلال المؤتمر الذي جمع ما بين وايزمان ومارشال، والتي عملت على إعداد الدراسة خلال عامي 1927-1928م، فقد قدمت تقريرها في 18 حزيران 1928م، وأهم ما جاء في هذا التقرير ما يلي:-

1- تحديد عدد ونوعية المهاجرين إلى فلسطين، وذلك ليتماشى مع طاقة فلسطين الاقتصادية، هذا ودعت إلى تفضيل هجرة أصحاب رؤوس الأموال اليهود.

2- عدم القيام بتأسيس مستوطنات جديدة، والعمل على استكمال بناء المستوطنات القائمة بشكل تام وكامل.

3- نقل ملكية الأراضي إلى المستوطنين أنفسهم.

وهذه التوصيات رفضتها الكثير من الأحزاب، ومنها أحدوت هعفوداه وكذلك المركز الزراعي التابع للهستدروت، هذا وقد تم العدول عن هذا القرار خلال اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة في تموز 1928م، ما عدا التصحيحيين الذين بقوا على موقفهم المعارض منذ البداية.

وفي عام 1929م أي في المؤتمر الصهيوني السادس عشر في زوريخ، أقر هذا المؤتمر وبأكثرية ساحقة توسيع الوكالة اليهودية ليشمل بالإضافة إلى الصهيونيين يهود غير صهيونيون وذلك بعد أن تم استكمال جميع الاستعدادات لإقامة هذه الوكالة، وبناءً عليه تم في 14 آب 1929م عقد اتفاق بين اليهود الصهيونيين واليهود غير الصهيونيين من كافة أرجاء العالم بشأن دستور الوكالة، وذلك كان بمشاركة العديد من الشخصيات الصهيونية وغير الصهيونية، أمثال لويس مارشال، وألبرت اينشتاين العالم الأمريكي، وهربرت صموئيل البريطاني واللورد ميلتست وليون بلوم الفرنسي وغيرهم الكثيرين.


هيكليتها:-

تتكون الوكالة اليهودية حسب نص دستورها من مجلس ولجنتين:-

ويتكون المجلس من 224 عضواً ويتم توزيعهم مناصفة بين اليهود الصهيونيين (وكان اغلبهم من بين أعضاء المنظمات والأحزاب الصهيونية المتعددة) واليهود غير الصهيونيين (وكان توزيعهم يتم حسب نفوذهم في تلك البلد الموجودين فيها، وأحياناً حسب توزيعهم الجغرافي فيها)، ونتيجة لهذا التوزيع فقد حصل يهود أمريكا على أكبر عدد من المقاعد المخصصة لليهود غير الصهيونيين.

وأما بالنسبة الى اللجنتين فهما:-

1- لجنة إدارية، وتتكون من 40 عضواً، يتم إختيارهم من بين أعضاء المجلس ويكون توزيعهم مناصفةً بين الصهيونيون وغير الصهيونيين.

2- لجنة تنفيذية، وتتكون من 8 أعضاء ويتم اختيارهم من بين أعضاء اللجنة الإدارية، هذا وتقرر عقد مجلس الوكالة مرة كل سنتين، وتقرر أيضا بأن يكون وايزمان رئيساً للوكالة بحكم منصبه كرئيس للمنظمة الصهيونية وكذلك تم انتخاب البارون روتشليد كرئيس شرف لها، ولويس مارشال كرئيس للجنتها التنفيذية.

وعليه ومنذ 1929م أصبحت الوكالة اليهودية الموسعة منفصلة من الناحية الشكلية عن المنظمة الصهيونية، فقد تم الاعتراف بها من قبل الحكومة البريطانية وذلك من خلال الرسالة التي بعثها سكرتير المنظمة الصهيونية إلى وزارة المستعمرات البريطانية في 16/9/1929م، والتي طالب فيها وبموجب المادة الرابعة من صك الانتداب بالاعتراف بالوكالة، وبالفعل ردت الوزارة باعتراف خطي بهذه الوكالة وأوضحت انه في حال تم حلها فإن الحكومة البريطانية ستعود للاعتراف بالمنظمة الصهيونية باعتبارها الوكالة اليهودية كما كان عليه الحال في السابق، ولكن على الرغم من هذا الاعتراف إلا أن الوكالة اليهودية في فلسطين بقيت على حالها، وذلك من ناحية انتمائها للمنظمة أو من ناحية الموقع السياسي إزاء المنظمة أو من ناحية الاستيطان أو الانتداب أو الساحة الدولية …الخ.

فمن خلال هذا البحث يتضح لنا بأن هنالك العديد من الآمال ظهرت عند الصهيونيين نتيجة تأسيس الوكالة، ولكن وبعد أقل من شهر على تأسيسها اتضح بأن هذه الآمال لم تكن في محلها فقد ظهرت عدة أسباب جعلت اليهود غير الصهيونيين لم يبدو أي نشاط من النشاطات التي تعهدت بها الوكالة ومن هذه الأسباب التي أدت إلى فشل الوكالة في تنفيذ تعهداتها:

1) وفاة لويس مارشال في أوروبا على أثر عملية جراحية أجريت له.

2) كذلك وفاة الورد ميلشت بعد عام على وفاة لويس مارشال.

3) الانهيار الاقتصادي الذي أصاب أمريكا في أواخر عام 1929م. وهذا الانهيار تبعه ركود اقتصادي أدى إلى عدم استطاعت الوكالة على جمع الأموال اللازمة لبناء الوطن القومي اليهودي.

وكنتيجة لهذه الأسباب تعاظم نفوذ المنظمة الصهيونية على الوكالة اليهودية بحيث وصل عدد أعضاء لجنتها التنفيذية عام 1933م، إلى عشرة أعضاء من الصهيونيين مقابل ثلاثة أعضاء من غير الصهيونيين، مما أدى بمجلس الوكالة إلى الطلب من إدارتها خلال الدورة الثالثة المنعقدة في صيف 1933م، "العمل على إحياء الجناح غير الصهيوني منها".

وبناءً عليه أخذت الوكالة اليهودية بتقوية مركزها تدريجياً من خلال علاقاتها مع المؤسسات الصهيونية الأخرى، وذلك منذ أن توقف مجلسها عن الاجتماع من أجل اختيار أعضاء غير صهيونيين في مؤسساتها وذلك منذ المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين عام 1946م، فمن خلال علاقاتها مع هذه المؤسسات الصهيونية أصبحت الوكالة وخلال فترة قصيرة تسيطر على كافة جوانب النشاط الصهيوني في فلسطين في الوقت الذي اتجهت فيه المنظمة الصهيونية بالنشاط الصهيوني في الخارج، وبهذا أصبحت الوكالة اليهودية من ناحية عملية بمثابة حكومة قائمة إلى جانب حكومة الانتداب كما وضعتها لجنة بيل في تقريرها عام 1937م، فعمدت إلى إقامة العديد من الدوائر والأجهزة الإدارية التابعة لها، فلم تترك الوكالة أي جانب من جوانب الحياة والحكم في فلسطين إلا وأبدت اهتمامها به وذلك من خلال صلاحياتها التي منحها إياها صك الانتداب.


دوائرها:-

من أهم الدوائر التي أقامتها الوكالة اليهودية في فلسطين ما يلي:-

1- دائرة الشباب الرواد.

2- دائرة الهجرة.

3- دائرة التعليم والثقافة.

4- دائرة تعليم التوراة والثقافة اليهودية.

5- دائرة الاقتصاد.

6- دائرة الرعاية.

7- دائرة توطين اليهود الألمان.

وغيرها من الدوائر.

  • أما بالنسبة لتمويل الوكالة اليهودية :-

فقد كان يتم تغطية نفقاتها من ميزانيتها السنوية من خلال الأموال التي يتم جمعها من يهود أمريكا عن طريق النداء اليهودي، وكذلك من يهود العالم عن طريق الكيرن هايسود، هذا وكان يمثل دخل النداء اليهودي أكثر من 60% من الميزانية المعمول بها، ففي عام 1971م مثلاً قدم النداء اليهودي وحدة ثلاثة بلايين دولار للوكالة اليهودية وهذا المبلغ أكثر من 63% من الميزانية المعمول بها، وإذا أخذنا بعين الاعتبار المبلغ الذي قدمته الولايات المتحدة بين عامي 1972 و 1982 من أجل توطين اليهود السوفييت والأوروبيين الشرقيين فهو يزيد عن 210 ملايين دولار ويمثل نحو 7% من الميزانية المعمول بها، أما بالنسبة لدخل الوكالة عن طريق الكيرن هايسود فقد بلغ 36.5 مليون دولار بين عامي 1981/1982م وكذلك 15.5 مليون دولار من الحكومة الإسرائيلية، أي أهم شيء يجب معرفته هنا هو أنه كان يتم تمويل الوكالة عن طريقين هما:-

1- عن طريق النداء اليهودي وذلك من خلال جمع الأموال من يهود أمريكا.

2- عن طريق الكيرن هايسود وذلك من خلال جمع الأموال من يهود العالم.


مكاتبها:-

في البداية تم إنشاء مكتب رئيسي لها في العاصمة البريطانية لندن، وذلك من أجل الاتصال من خلاله مع الحكومة البريطانية، وذلك لتعمل على تقديم جميع مراجعاتها ودراساتها وقراراتها رأساً إلى وزير المستعمرات البريطانية دون عرضها على المندوب السامي في بادئ الأمر، ولكن بعد ذلك تم إنشاء عدة مكاتب فرعية لها في كل من نيويورك وباريس وجنيف، وفيما بعد وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح مكتب نيويورك والذي افتتحته الوكالة عام 1944م، المكتب الرئيسي لها، "ففي البداية كان هذا المكتب، مكتب لوكيلتها في الولايات المتحدة، ولكن بعد خمسة أعوام أي في عام 1949م، تم تغيير اسم المكتب إلى اسم الوكالة اليهودية المتحدة، وكان بمثابة شركة كاملة مسجلة في نيويورك ومسجلة في دائرة العدل الأمريكية كوكالة أجنبية تعمل بالنيابة عن المنظمة الأم في القدس".

وبهذا نكون قد قدمنا جزء بسيط عن هذه الوكالة التي كان لها دور كبير في إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين، يتمثل هذا الجزء في معرفتنا لمراحل تأسيسها وكذلك مهامها، والهدف من إقامتها، وهيكليتها، ومكاتبها، ومصادر تمويلها.


وبعد حرب يونيو 1967 أسست الوكالة فرعاً لها للمساعدة في انشاء المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

الوكالة, المعروفة باسم "سوخنوت" في إسرائيل, لها سمعة داخل إسرائيل بالفوضى والبيروقراطية, والتخمة بالموظفين غير الأكفاء.

معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي

هو مركز لصنع القرار أنشأته الوكالة مؤخراً.


المصادر

دنيا الرأى "يوسف عودة"

وصلات خارجية