الجمعة، ٦ أغسطس ٢٠١٠

مايكل آنجلو

مايكل أنجلو

الإسم الكاملمايكل آنجلو دي لودفيگو بوناروتي
الجيل الفنيعصر النهضة
مجال الإبداعالرسم ، النحت ، الهندسة المعمارية ،الشعر
تاريخ الميلاد6 مارس 1475
مكان الميلادكابريزي ، إيطاليا
تاريخ الوفاة18 فبراير 1564
مكان الوفاةروما ، إيطاليا

مايكل أنجلو بوناروتي رسام و نحات و مهندس و شاعر إيطالي كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر على محور الفنون ضمن عصره وخلال المراحل الفنيةالأوروبية اللاحقة. اعتبر مايكل أنجلو أن جسد الـ إنسان العاري الموضوع الأساسي بالفن مما دفعه لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن البيئات المختلفة. حتى أن جميع فنونه المعمارية كانت ولا بد أن تحتوي على شكل إنساني من خلال نافذة، جدار أو باب [1]. سواء كان تحدي جسدي أو عقلي كان مايكل أنجلو يبحث دائما عن الـ تحدي وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهدًا بالغاً سواء كانت عبارة عن لوحات جصية أو لوحات فنية كان مايكل يختار الوضعيات الأصعب للـ رسم إضافة لذلك كان دائما ما يخلق عدة معاني من لوحته من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير ، الدين ومواضيع أخرى. نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه كان مذهلا إلا أنه كثيرا ما كان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه [2]. اثنان من أعظم أعماله النحتية ، تمثال داوود و تمثال بيتتا ، العذراء تنتحب قام بإنجازهما وهو دون سن الثلاثين .

رغم كون مايكل أنجلو من الفنانين شديدي التدين فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خلال أعماله الأخيرة. فقد كانت أعماله الأخيرة من وحي واستلهام الديانة المسيحية مثل صلب السيد المسيح [3]. خلال مسيرة عمله فقد تعرف مايكل على مجموعة من الأشخاص المثقفين يتمتعون بنفوذ اجتماعي كبير. رعاته كانوا دائما من رجال الأعمال الفاحش الثراء أو رجال ذوي المكانة الاجتماعية القوية وطبعاً أعضاء الكنيسة وزعمائها ، من ضمنهم البابا يوليوس الثاني. كليمنت السابع و بولص الثالث . مايكل أنجلو سعى دائما ليكون مقبولاً من رعاته لأنه كان يعلم بأنهم الوحيدون القادرون على جعل أعماله حقيقة [4]. منصفات مايكل أنجلو أنه كان يعتبر الفن عمل يجب أن يتضمن جهدا كبيراً وعملاً مضنياً فكان معظم أعماله أعمال تتطلب جهداً عضلي وعدداً كبيرا من العمال وقليلاً ما كان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف [5]. وتعتبر هذه الرؤية من إحدى تناقضاته التي جعلته يتطور في نفسه من حرفي إلى فنان عبقري قام بخلقه بنفسه.

قام مايكل آنجلو في فترة من حياته بمحاولة تدمير كافة اللوحات التي قام برسمها ولم يبق من لوحاته إلا عدة لوحات ومنها لوحة بإسم دراسة لجذع الذكر التي أكملها آنجلو عام 1550 والتي بيعت في صالة مزادات كريستي بنحو اربعة ملايين دولار وكانت هذه اللوحة واحدة من عدة رسومات قليلة للأعمال الأخيرة لمايكل انجلو الذي توفي عام 1564، والتي تبدو انها تمت بصلة إلى شخصية المسيح [6] . في الذكرى الـ500 لتمثال داوود الشهير أثارت عملية تنظيف ذلك التمثال بالمياه المقطرة جدلا واسعا حيث وافق وزير الثقافة الايطالى جوليانو أوروبانى على تنظيف تمثال داوود بالمياه المقطرة رغم احتجاج العديد من الخبراء على طريقة التنظيف [7] حيث رأى البعض ان تلك الطريقة في التنظيف ستلحق اضرارا بالرخام وسط مخاوف من ان تصبح منحوتة داود اشبه بمنحوتة عادية من الجص [8] وطرح الخبراء فكرة التنظيف الجاف الذي رفضه وزير الثقافة جوليانو أوروبانى .

بالرغم من إعتبار رسم اللوحات من الإهتمامات الثانوية عند آنجلو إلا أنه تمكن من رسم لوحات جدارية عملاقة أثرت بصورة كبيرة على منحى الفن التشكيليالأوروبي مثل تصوير قصة سفر التكوين في العهد القديم على سقف كنيسة سيستاين ولوحة يوم القيامة على منبر كنيسة سيستايت في روما. مايعتبر فريدا في حياة فناني عصر النهضة إن أنجلو كان الفنان الوحيد الذي تم كتابة سيرته على بد مؤرخين بينما كان على قيد الحياة حيث قام المؤرخ جورجيو فاساري بكتابة سيرته وهو على قيد الحياة ووصف فاساري أنجيلو بذروة فناني عصر النهضة [9] . بلا شك فإن مايكل أنجلو قد أثر على من عاصروه ومن لحقوه بتأثيرات عميقة فأصبح أسلوبه بحد ذاته مدرسة وحركة فنية تعتمد على تضخيم أساليب مايكل ومبادئه بشكل مبالغ به حتى أواخر عصر النهضة فكانت هذه المدرسة تستقي مبادئها من رسومات مايكل ذات الوضعيات المعقدة و المرونة الأنيقة فريد من نوعه وباحث عن التحدي بهذه الكلمات نصف مايكل أنجلو الذي أسره الفن واستلهمته الابداعات.


البدايات

تمثال مايكل أنجلو على مشارف مدينة أوفيزي في فلورنسا

ولد مايكل أنجلو في قرية كابريزي مقاطعة توسكانا وترعرع في فلورنسا حيث كانت مركز النهضة الأوروبية آنذاك ومن محيطها المليء بمنجزات فناني النهضة السابقين إلى تحف الإغريق لمذهلة استطاع مايكل أن يتعلم ويستقي من هذه التحف الكثير عن فن النحت والرسم. عندما كان صغيرا كثيرا ما فضل درس الرسم بالمدرسة على عكس رغبة أبيه لودفيكو دي ليوناردو دي بوناروتي دي سيموني الذي كان قاضياً على بلدة كابريزي [10]. في النهاية وافق الأب على رغبة مايكل وسمح لهذا الصبي ذو 13 ربيعاً بأن يعمل لدى رسام جص يدعى دومينيكو غيرلاندايو. إلا أن مايكل أنجلو لم يستطع التوافق مع هذا المعلم وكثيرا ما كان يصطدم معه مما حذا به لينهي عمله لديه بعد أقل من سنة [11]. على الرغم من إنكار مايكل أنجلو لفضل غيرلاندايو في تعليمه أي شيء إلا أنه من الواضح أن مايكل تعلم فن الرسم الجداري حيث أن رسومه الأولية كانت قد أظهرت طرق ومناهج اتبعها غيرلاندايو. في سنة 1490-1492 أمضى وقته في منزل لورينزو دي ميتشي المعروف ب لورينزو العظيم الراعي الأهم للفنون في فلورنسا وحاكمها. حيث كان المنزل مكان دائم لاجتماع الفنانين الفلاسفة والشعراء. ومن المفترض أن مايكل أنجلو قابل وتعلم من المعلم الكهل بيرتولدو الذي كان قد تدرب مع دونا تلو فنان القرن الخامس عشر فيفلورنسا [12].

من خلال مجموعات النخبة الثقافية التي كانت تجتمع في منزل لورينزو شيئا فشيئا أخذ مايكل أنجلو ينخرط في معتقداتهم ويتبناها فتزايد اهتمامه بالأدب والشعركما اهتم بأفكار تدور حول النيوبلاتونيسم (نظام فلسفي يجمع ما بين الأفكار الأفلاطونية والمسيحية واليهودية ويدور حول فلسفة تعتبر أن الجسد هو مخزنالروح التي تتوق العودة إلى بارئها ، وكثيرا ما فسر النقاد أعمال مايكل أنجلو على أساس هذه الأفكار وخصوصا أعماله التي تصور الإنسان وكأنه يسعى إلى أفق حر يخلصه من السجن أو الحاجز الذي يعيشه [13]. أمنية لورينزو دي ميتشي كانت إحياء الفن الإغريقي واليوناني وهذا ما جعله يجمع مجموعة رائعة من هذه التحف التي أصبحت مادة للدراسة لدى مايكل أنجلو. من خلال هذه المنحوتات والرسوم استطاع مايكل أن يحدد المعايير والمقاييس الحقيقية للفنالأصيل وبدأ يسعى ليتفوق على نفسه من خلال الحدود التي وضعها بنفسه حتى أنه قام مرة بتقليد بعض الأعمال الكلاسيكية الرومانية بإتقان لدرجة أنه تم تداولها على أنها أصلية [14].


الأعمال الأولى

بعد سلسلة من الأحداث السياسية التي أدت إلى تصدع موقع عائلة مديتشي وانهيارها في سنة 1494 فلورنسا. رحل مايكل إلى فينيس ، بولونيا ، وأخيرا إلى روما. هناك قام بإبداع أو نحت منحوتة ضخمة لجسد يفوق حجم الإنسان الطبيعي حيث صور باخوس السكير ( 1496-1498 ) فلورنسا ، إله الخمر الروماني ويكتسب هذا العمل أهمية خاصة من خلال تصويره لجسد شاب عاري يمثل موضوع من المواضيع الوثنية وليس المسيحية.

مايكل آنجلو الإنسان

كان مايكل آنجلو إنسانا يتعامل بطريقة متعجرفة مع الآخرين وكان غير راضيا عن منجزاته الشخصية . كان آنجلو يعتبر مصدر الفن أحاسيس داخلية متؤثرة بالبيئة التي يعيش فيها الفنان ، على النقيض من أفكار ليوناردو دا فنتشي فقد رأى آنجلو الطبيعة عدوا للفن ويجب القضاء عليه فنرى منحوتاته على هيئة شخصيات قوية و ديناميكية منعزلة تماما من البيئة المحيطة الشخصية الرئيسيسة [15]. فلسفةمايكل آنجلو الإبداعية كانت تكمن في تحرير الشخصية المحبوسة في رخام الثمثال وكان أنجلو مقتنعا إن لكل صخرة تمثالا مسكونا بداخله وإن وظيفة النحات هو إكتشاف التمثال في ثنايا الصخر. يعتقدالناقدون ان تركيز آنجيلو على جمال الجسد الذكري كانت ضمن موجة عابرة في تلك المرحلة عندما كان إبراز الخصائص العضلية الذكرية إحدى رموز الرجولة في عصر النهضة ولكن البعض يعتقد ان الرسوم و المنحوتاتات قد يكون تعبيرا عن حب أفلاطونى مكبوت [16].

يعتقد بعض النقاد ان الأعمال النحتية لآنجلو كانت ذات طابع مزيج بين الإفلاطونية المحدثة و نزعة مشتهى المثيل الذكري ويستند الباحثون على نصوص شعرية كتبت من قبل آنجيلو لرثاء الشاب ذات الـ16 ربيعا جيجينو ديبراسي [17] والذي توفي في عام 1543 بعد عام واحد من لقاءهما حيث كتب آنجلو 48 قصيدة في رثاء ذلك الشاب والذي يقول في أحدها [18]:


الإيطالية
العربية
الإنجليزية
La carne terra، e qui l'ossa mia، prive
de' lor begli occhi، e del leggiadro aspetto
fan fede a quel ch'i' fu grazia nel letto
che abbracciava، e' n che l'anima vive
جسدك هو الأرض و هنا عظامي
بعدك محروم أنا من العيون الوسيمة والأثير المتبختر
لاتزال بهجتي في سريري مخلصة له
للذي عانقته وللذي يسكن الآن فيه روحي[19]
The flesh now earth، and here my bones
Bereft of handsome eyes، and jaunty air
Still loyal are to him I joyed in bed
Whom I embraced، in whom my soul now lives

يعتقد البعض ان قصيدة كهذه لاعلاقة لها بإشتهاء المثيل وإنما هو تعبير فلسفي عن حب أفلاطونى والقصيدة ذات الطابع الجنسي في عصر النهضة كانت على الأغلب تعبير عن الأحاسيس الشائعة في عصر النهضة نحو تمجيدالصفات الذكورية [20]. هناك العديد من الروايات عن إستغلال آنجلو من قبل شباب الشارع ومنهم فيبو دي والذي وفي عام 1532 طلب مبلغا من المال من أنجلو لأنه كان السبب في إلهام أنجلو لأحد اعماله الفنية وقبل ذلك قام شاب أخر و إسمه غيراردو بارنييه [21] بسرقة آنجلو وهناك حكاية موثقة عن صديق لمايكل وإسمه نيكولو كاراتيسي والذي حاول ان يقنع آنجلو بأن يقبل بتدريب ابنه حيث قال نيكولو كاراتيسي لمايكل آنجلو "انى أعدك بأن ابني سيكون جيدا حتى في الفراش ولكن آنجلو رفض الطلب بسخط وقرر عدم قبول ابن صديقه نيكولو كاراتيسي كمتدرب تحت رعايته [22] [23]. أعظم ما كتبه آنجلو عن الحب كان تعبير موجه لشخص إسمه توماسو كافالييري (1509 - 1587) وكان عمر توماسو أنذاك 23 عاما بينما كان عمر آنجلو 57 سنة[24] حيث كتب آنجلو:

اقسم لك ان أحبك كما احببتني ، ابدا لم اشعر بالحب تجاه رجل سواك و اقسم باني لم اطمح بصداقة اي رجل آخر سواك ، تذكر يا كافالييري ان تكرس حبك لمايكل أنجيلو إلى يوم وفاته [25] [26].

يرى النقاد في العصر الحديث ان 300 من قصائد أنجلو في هذا المضمار هي مجرد تعبير عن محبة مثاليه وذهب البعض إلى طرح فكرة ان آنجلو كان يفكر بتبني ابن ولكن الشيء المثير للجدل حاليا أن تلك القصائد كانت مثيرة للجدل في حينها أيضا حيث قام ابن أخ مايكل إنجيلو بنشر طبعة من أشعار أنجلو مع تغيير الضمائر من مذكر إلى مؤنث [27]. في عام 1893 قام الناشط المثلي البريطانيجون إيدنغتون سيمون [28] بتغيير الضمائر في قصائده من المؤنث إلى المذكر مرة اخرى وتم إعتبارها أول سلسلة كبيرة من القصائد في أي لغة موجهة من رجل إلى آخر [29].

مايكل آنجلو المعماري

بالرغم من أن مشروع قبر يوليوس الثاني كان يتطلب خطة معمارية إلا أن نشاط مايكل أنجلو في العمارة بدأ بشكل جدي عبر مشروع لواجهة كنيسة القديس لورينزو في فلورنسا . من المحتمل أن مايكل أنجلو لم يتلقى تدريباً على الفنون المعمارية لكن خلال عصر النهضة لم يكن شيئاً غريباً بأن يقوم رسام و فنان بعمل المعماري . تصور مايكل أنجلو الأولي كان على شكل بناء من طبقتين رخاميتينتدعمان ما يقارب من 40 منحوتة وتمثال. بحلول سنة 1520 تم تقليص ميزانية العمل على الواجهة إلا أن مايكل أنجلو استمر بالعمل على مشاريع متعددة متعلقة بذات الكنيسة. حيث عمل على مشروع:

  • غرفة المقدسات (1519 – 1534) تضمنت خطط لتصميم قبور لعائلة مديتشي وكالعديد من مشاريع مايكل أنجلو فقد مرت تصاميمه خلال عمليات تحوير كثيرة قبل تنفيذها. حيث انتهت إلى جدارين تابعين لقبرين مقابل بعضهم البعض ضمن غرفة ضخمة مقببة. إحداهما صمم لجيوليانو دي ميتشي ابن لورينزو العظيم حاكم فلورنساالسابق والآخر لابن الأخ/الأخت جيوليانو لورينزو دي بيرو دي ميتشي . وقد تصور مايكل أنجلو القبرين كممثلين لمتناقضين متكاملين. حيث مثل جيوليانو الشخصية الفعالة المرنة أما لورينزو فمثله كمتصوف متأمل ، وقد وضع أجساد عارية مثلت النهار والليل أسفل جيوليانو أما لورينزو فقد وضع له أجساد عارية تمثل الفجروالغسق [30].
  • مشروع المكتبة الأنيقة (1524-1534) المتعلق بكنيسة القديس لورينزو فكان التي جاورت الكنيسة ومن خلال برهن مايكل أنجلو على قدراته المعمارية حيث قام بدءاً من خلال هذا العمل وما تلاه من اعمال معمارية بخلق منهج خاص به حيث دمج نمط الأعمدة المتجاورة مع الأقواس والكوات والمثلثات وقام بحرفها وتنصيبها لتعطي شعوراً موجي ومتدفق. من خلال مدخل المكتبة تستطيع أن ترى وبوضح كيف استخدم الأعمدة لتصبح جزءاً من الجدار وليس شيئاً منفصل عنه. ومن خلال الدرجات والسلالم نجد لمسات مايكل بجعله الدرج محنياً ومكوراً بشكل يعطي إحساس بأن الدرجات تفيض للأسفل وبشكل عرضاني وليس للأعلى وإضافته للدرجات المستقيمة على الجانبين تجعل الناظر يشعر بانجذاب بصري نحو الصعود على هذه الدرجات.
  • كاتدرائية القديس بطرس التي تم تكليف مايكل أنجلو بإكمال التصاميم المتعلقة به . البابا يوليوس الثاني في البدء كان قد كلف بهذا العمل منافس مايكل في ذلك الوقتدوناتو برامانتي سنة 1506 Donato Bramante حيث صور برامانتي الكنيسة على شكل الصليب الإغريقي المتساوي الأطراف مغطاة بقبة ضخمة ، بوفاةبرامانتي سنة 1514 كانت الدعائم فقط قد أنجزت بعد ذلك توالى عدد من المعماريين على بناء هذه الكاتدرائية وفي النهاية وصلت إلى مايكل أنجلو الذي عاد إلى تصاميم برامانتي فقام بتعديل التصاميم فضغط حجم الكنيسة وحرر- مدد الدعائم موحداً المنظر الخارجي مع أعمدة ضخمة ناتئة ذات رؤوس مستدقة التي اختتمها بواجهة مثلثيه ، وحول قاعدة القبة مدد الأعمدة الناتئة بأعمدة مستديرة بالكامل متصلة بالقاعدة. وبالنتيجة كان مايكل أنجلو قد حل على بناء يعطيك مظهراً معقداً يوحيبالقوة والمرونة بذات الوقت [31].
  • ساحة كامبيدوجليو البرلمان : بدأ العمل على تصاميم هذا العمل خلال سنة 1539 ولكن أكملت فيما بعد على يد الآخرين بدأ مايكل أنجلو بإعادة التصميم لهذه الساحة بدءا من قاعدة التمثال الروماني البرونزي الإمبراطور ماركوس وهو على ظهر حصانه و إنشاء واجهات جديدة متطابقة للأبنية المتقابلة ونهاية سلالم عريضة تسهل عملية الوصول للساحة . القاعدة البيضاوية التي قام بتصميمها للنصب التذكاري أصبحت مركز الساحة التي نقشت نقوش بيضاوية متداخلة على شكل تموجات ومشكلة خطوط متقاطعة مما يسبب خداع بصري للقادم عبر الدرجات فيشعر بدوار بسبب التداخل البصري . استطاع مايكل أنجلو وببراعة إضفاء الحيوية والديناميكيةعلى هذه الساحة مما أعاد الأهمية إليها وجعلها تستعيد هيبتها السياسية والمدنية لتصبح قلب روما من جديد [32].

في عام 1927 تشجع مواطنوا فلورنسا على القيام بإنقلاب لإستعادة النظام الجمهوري وتم محاصرة مدينة فلورنسا الذي كان مايكل أنجلو متواجدا فيه من قبل الحكام القمعيين لعائلة دي ميتشي المعارضين للنظام الجمهوري وهنا وجد مايكل نفسه بين نارين فمن ناحية كان أنجلو فنان البلاط الرئيسي للحكام القمعيين لعائلة دي ميتشي ومن ناحية اخر ى كان متعاطفا مع البسطاء من ابناء بلدته ولكنه وفي النهاية وقف في صف البسطاء وساعد على تحصين المدينة وحتى بعد سقوط المدينة قرر آنجلو الرحيل وعدم التعاون مجددا مع عائلة دي ميتشي الحاكمة[33].

يوم القيامة

يوم القيامة:القديس برثلماوس يحمل سكينه بيد وجلده المسلوخ باليد الأخرى

مرة أخرى تم استدعاء مايكل أنجلو للعمل في كنيسة سيستاين سنة 1534 حيث كلف بمهمة زخرفة الحائط فوق المذبح ( يوم القيامة 1536-1541 ). قام مايكل أنجلو بإنجاز رسومات تتحدث عن نبوءة عودة المسيح قبل نهاية العالم ضمن مشهد صوره وهو المسيح يقوم بتوجيه ضربة للشيطان ) بينما يده اليسرى وبرقة تطلب الرحمة والمغفرة له، وبجانب السيد المسيح كانت مريم العذراء وهي تنظر إلى الحشود الغفيرة المنبثقة من القبور جميعهم من الكهنة والصالحين صاعدين نحو الجنة صورهم مايكل أنجلو عراة وبكميات ضخمة ربما ليؤكد النبوءة التي تقول بأنهم سيعودون صحيح الجسد والروح [34].

ضمن الزاوية السفلية اليمنى من الحائط كانت قد صورت جهنم بشكل مختلف فلم يصور الشيطان أو العفاريت كما هو مألوف فمايكل أنجلو اقتبس بدلا من ذلك مقتطفات من القصة الأسطورية: الكوميديا الإلهية للكاتب الايطالي المشهور دانتي أليغييري على كل وبعد أن قام مايكل أنجلو برفع الغطاء عن لوحته الجدارية هذه تعرض لموجة ضخمة من النقد بسبب الرسوم العارية خصوصاً وأصبحت حديث كل لسان ولهذا السبب ربما أصبحت هذه اللوحة أحد أشهر أعمال مايكل أنجلو خلال القرن السادس عشر [35].

إستغرق العمل ست سنوات كاملة كانت اللوحة تعبيرا عن المجيء الثاني للمسيح و نهاية العالم. نظم الكاردينال كارافا حملة ضد آنجلو بسبب الصور العارية في تلك اللوحة الضخمة وعرفت الحملة بحملة ورقة التين وتم إتهام آنجلو بتهمة إهانة الكنيسة وفي مفاجئة مذهلة قرر البابا إبقاء الصور كما هي وقال عبارته المشهورة : محكمة الفاتيكان لا صلاحيات لها في منطقة الجحيم [36].

مراجع