الثلاثاء، ٢٤ أغسطس ٢٠١٠

خليج سرت


خليج سرت والذي كان يعرف سابقاً باسم "خليج السدرة"، يشكل جزء من الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط ويمتد بطول 800 كيلومتر من مدينة بنغازيشرقا حتّى مدينة مصراتة غربا، وتقع على شاطئه معظم موانئ تصدير النفط الليبي، والتي من أقدمها ميناء السدرة الذي يسمّى به الخليج أحيانا.

السيادة والخلاف

لم تظهر اية خلافات حول الخليج المذكور الا سنة 1973 عندما أعلنت ليبيا رسميّا أن كامل خليج سرت جزء من مياها الاقليمية، ورفضت أميركا هذا الاعلان دون دول العالم الأخرى، متذّرعة "بأن ليبيالا تملك مقوّمات السيطرة على هذا الخليج الكبير"، مما تسبب في وقوع نزاع مسلح بين البلدين في 1981.

على الرغم من الحوادث التي تطرأ على علاقات البلدين بين فترة وأخرى منذ الاعلان الليبي المشار اليه، الاّ أن خليج سرت لم يكن أحد اسبابها الاّ بحلول سنة 1980، عندما وصل رونالد ريگان إلى رئاسة الولايات المتحدة، وصار يستغل كل الاسباب التي تمكنه من تحجيم الدور الليبي والجهود الليبية لتوحيد المعارضين لأميركا وسياساتها وعلى الأخص في المنطقة العربية.

المواجهة

تحت هذه الظروف ظهر على السطح خليج سرت من جديد، ووسعت اميركا من وجودها في البحر الأبيض المتوسط، وتمركز الأسطول السادس الأمريكي بصورة دائمة فيه، وبدأ يجري مناورات متواصلة، وتعمّدت الطائرات الاميركية اختراق المجال الجوي لخليج سرت، وقاد ذلك إلى مواجهات جوية بين الدولتين فوق الخليج بدأت في سبتمبر 1980 عندما أطلقت طائرة ليبية مقاتلة "صاروخ جو-جو" تجاه طائرة تجسس أميركية كانت تحلق فوق الخليج لم يُصبها، ولم يتخذ الأسطول البحري المرافق أي عمل مضاد، وفي 19 أغسطس من العام التالي 1981 جرت مواجهة عسكرية بين طائرات ليبية وأميركية فوق الخليج.

هنري كليمان قتل في 19 اغسطس 1981 بعد اسقاط طائرته تومكات VF-41 F-14 Tomcat فوق خليج سرت

عندما تكررت الاختراقات الأميركية، ولتثبت ليبيا جدية قرارها ونواياها، وببداية سنة 1986 حددت خط عرض 32 الذي ينتهي عنده الخليج من الشمال، كنقطة لايجوز تجاوزها الاّ باذن مسبق منها وسمّته "خط الموت". وسيّرت دوريات بحرية وجوية عبره، حدثت في احداها مواجهة مسلحة بين الدولتين، وقامت صواريخ الدفاع الجوي سام 5 المتطورة التي تزوّدت بها ليبيا في ذلك العام باسقاط طائرتين أميركيتين فوق الخليج.

وردّت اميركا بقصف قواعد الصواريخ، وضواحي مدينة سرت.

الخليج اليوم

يعرف الخليج اليوم بين الليبيين باسم "خليج التحدي" وهو يشكّل أهم مورد للثروة البحرية في ليبيا، ففي عمقه تعيش أنواع اقتصادية مختلفة من الأسماك وكذلك الاسفنج، علاوة على السلاحف البحرية التي تضع بيضها على شواطئه في موسم تكاثرها. وتحوز ليبيا المرتبة الأولى بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط في عدد هذه السلاحف .