الأحد، ٢٥ يوليو ٢٠١٠

قلعة صلاح الدين



قلعة صلاح الدين الأيوبي اسم لقلعة توجد في أكثر من مكان، وهناك ثلاث قلاع معروفة بهذا الاسم:



قلعة صلاح الدين الأيوبي مصر

بالقاهره مدينه المليون مأذته
قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة ليلاً

نبذة تاريخية

قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، مصر. بناها صلاح الدين الأيوبي في الفترة 1176 حتى 1183، باستخدام أسرى نورمان. أضاف إليها محمد علي مسجده. كانت مقراً لحكم مصر منذ عهد صلاح الدين الأيوبي (1183) حتى نقل الخديوي إسماعيل مقر الحكم إلى قصر عابدين، الذي بناه لهذا الغرض في عقد 1860. قلعة صلاح الدين الأيوبي تقع في حي القلعة - قسم الخليفة - وقد أقيمت على إحدى الربى المنفصلة عن جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة.

تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتى القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزا طبيعيا مرتفعا بين المدينتين كما أنه بهذا الموقع يمكن توفير الاتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار كما أنها سوف تصبح المعقل الأخير للاعتصام بها في حالة إذا ما سقطت المدينة بيد العدو.

مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية حيث شهدت أسوارها أحداثا تاريخية مختلفة خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م ، وحتى تولى محمد على باشا حكم مصر حيث أعاد لها ازدهارها وعظمتها. كان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أول من فكر ببناء القلعة على ربوة الصوة في عام 572 هـ/1176م حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدى بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة على الصوة لكى يقوم ببناء القلعة عليها حيث قام العمال بنحت الصخر وإيجاد خندقا اصطناعيا فصل جبل المقطم عن الصوة زيادة في مناعتها وقوتها.

== أبواب القلعة == .[1]

عرف هذا الباب باسم باب المقطم لمجاورته لبرج المقطم الذى يرجع تاريخه إلى العصر العثمانى كما عرف هذا الباب باسم باب الجبل لإشرافه على باب جبل المقطم أما حاليا فإنه يعرف باسم بوابة صلاح سالم.

وقد سد هذا الباب فى فترة من الفترات وكان عبارة عن فتحة مستطيلة عملت فى حائط سميك جدا فى إتجاه الجنوب من برج المقطم وقد اضيف لهذا الباب سنة 1200هـ/1785م سور ذو شرافات ترجع إلى عصر محمد يكن باشا الذى بنى فى هذا المكان الذى كان خاليا فى ذلك الوقت قصرا مع ما يتبعه من مرافق وكان يوجد على هذا الباب لوحة تذكارية تحمل نصا تأسيسيا باللغة التركية باسم يكن باشا وتاريخ بناء الباب والقصر سنة 1200هـ/1785م ضاعت حاليا.

وعندما تولى محمد على باشا الحكم وقام بعمل تجديدات بالقلعة قام بتمهيد طريقا من باب الجبل إلى قلعته بالمقطم وإضافة الزلاقة الصاعدة إلى أعلى جبل المقطم وكان طول هذا الطريق حوالى 650مترا أما حاليا فقد تم شق هذا الطريق وقطعه بطريق صلاح سالم وطريق سكة حديد مصر حلوان وطريق الأتوستراد.

ولقد ضاعت معالم هذا اباب كما تم هدم جزء كبير من السور والشرافات التى كانت تعلوه كما تم هدم جزء كبير من السلالم التى كانت توصل إلى أعلى السور الشمالى وبرج المقطم عند شق طريق صلاح سالم سنة 1955م وفتح الباب الحالى الذى يدخل منه للقلعة من جهة صلاح سالم والمجاور للباب الذى قام ببناءه محمد يكن باشا ، هذا وقد قام المجلس الأعلى للآثار بإعادة فتح هذا الباب ليتناسب مع مكانته التاريخية والحضارية.

بدأ محمد على باشا فى بناء الباب الجديد سنة 1242هـ/1827م ليستخدم بدلا من الباب المدرج والذى كان الباب العمومى للقلعة الذى أنشأه الناصر صلاح الدين الأيوبى سنة 579هـ/1183م فلقد رأى محمد على باشا أن كلا من الباب المدرج وباب الانكشارية لا يصلحان لمرور العربات والمدافع ذات العجل فبنى بدلا منها الباب الجديد ومهد له طريقا منحدرة لتسهيل الصعود إلى القلعة والنزول منها وهذا الطريق يعرف اليوم باسم شارع الباب الجديد أو سكة المحجر.


وللباب الجديد واجهتين رئيسيتين الأولى وهى الشمالية وتطل على شارع الباب الجديد وسكة المحجر ويقع فى الناحية الغربية منها دار المحفوظات القديمة دفتر خانة القلعة وباب الانكشارية وطول هذه الواجهة 15.50متر وإرتفاعها متغير حيث يتراوح ما بين 16 متر إلى 20 متر وتحتوى هذه الواجهة على عدة تفاصيل معمارية مميزة ويتوسطها كتلة المدخل التى يعلوها لوحة تذكارية كتب بداخلها بالخط الرقعة البارز على أرضية من فروع نباتية "يا مفتح الأبواب" وأسفل هذه الكتابة إطار زخرفى كتب بداخله "راقمه عبد الغفار" ويقع فى كوشتى كتلة المدخل جامة دائرية قطرها 123سنتيمترا زخرف داخها برموز الجيش المصرى ووحداته وأسلحته المختلفة فى عهد محمد على باشا.

اختلف فى تسمية هذا الباب بالوسطانى ففى حين ذكر كازانوفا فى كتابه الذى ألفه 1894م عن قلعة القاهرة أو قلعة الجبل أنه سمى بالوسطانى نظرا لأنه يتوسط الديوانين الكبيرين بالحوش السلطانى وهما ديوان قايتباى وديوان الغورى ، ذكر بعض الباحثين أنه عرف بالوسطانى لأنه كان يفصل ما بين دهليز القلعة العمومى البحرى - الباب الجديد - وبين الحوش الذى يقع فيه جامع الناصر محمد بن قلاوون وجامع محمد على باشا وقد عرف هذا البرج باسم برج الطبالين نظرا لوقوعه بجوار دار العدل التى أنشأها الظاهر بيبرس والتى أهمل أمرها فى عهد المنصور قلاوون إلى أن جدد عمارتها ابنه الناصر محمد بن قلاوون لا لتكون دارا للعدل وإنما لتكون لقارعى الطبول وسميت طبلخانة ولذا سمى هذا البرج باسم برج الطبالين لوجوده على مقربة من الطبلخانه. ولقد قام محمد على باشا بتجديد هذا الباب والسور الذى يحيط به وإن كان غير معروف تاريخ تجديد الباب الوسطانى نظرا لعدم وجود نص تأسيسى أو لوحة تذكارية به إلا أنه من المرجح أنه قد قام بتجيده سنة 1242هـ/1826م عند تجديده لباب القلة المجاور للباب الوسطانى فى الناحية الشرقية.

كان يعرف الباب الداخلى للقلقلعة بباب برج القلة ، وكان هذا الباب يفصل بين قلعة الجبل أو المدينة العسكرية المحصنة فى الشمال وبين القلعة والمدينة السلطانية فى الجنوب أما حاليا فإنه يعرف باسم بوابة المتحف الحربى.

الأبراج

الآثار بالقلعة

مصادر


المراجع




قلعة صلاح الدين في اللاذقية

قلعة صلاح الدين
بالقرب اللاذقية، سوريا

البرج الرئيسي
النوعCastle
بـُنيالقرن العاشر
بناهالإمبراطور ابن الشمشيق البيزنطي
مواد
الإنشاء
الحجر الجيري
الحالة
الحالية
أطلال
مفتوح
للعامة
Yes
قلعة الفرسان وقلعة صلاح الدين*
موقع تراث عالمي حسب اليونسكو
قلعة صلاح الدين
الدولةسوريا سوريا
النوعثقافي
أسس الاختيارii, iv
المراجع1229
المنطقةقائمة مواقع التراث العالمي في الدول العربية
تاريخ الاشهار
الاشهار2006 (30th)

قلعة صلاح الدين أو قلعة صهيون إحدى قلاع جبال الساحل السوري في محافظة اللاذقية في سورية تربع فوق قمة مرتفعة وتحيط بها الغابات والمناظر الرائعة وكانت تسمى لزمن غير قصير بقلعة صهيون أو السون، وأصبحت اليوم تحمل اسم قلعة صلاح الدين الأيوبي تيمنا بذكرى القائد العربي صلاح الدين الأيوبي.

الموقع

تقع قلعة صلاح الدين شرقي مدينة اللاذقية قرب قرية الحفة منتصبة على ارتفاع 410 م، عن سطح البحر فوق قمة صخرية ممتدة طولا ومؤطرة بواديين عميقين الغور يجري فيهما سيلان يجتمعان سوية تحت قسمها الغربي وهي في منظرها العام أشبه ما تكون بمثلث متساوي الساقين متطاول الشكل ترتكز قاعدته في الجهة الشرقية ويبلغ طولها 740 م أما مساحته فتزيد عن 5 هكتار.


وصف القلعة

تنقسم القلعة إلى قسمين متميزين عن بعضهما البعض قسم شرقي مرتفع فيه أغلب التحصينات الهامة وقسم غربي ينخفض انخفاضًا ظاهرا عن القسم السابق وإلى الشرق من القسم المرتفع عند هضبة مسطحة كانت متصلة بادئ الأمر بالرأس الصخري الذي نهضت القلعة من فوقه ثم فصلت عنه بخندق نحت في الصخرة وقد حظيت بإعجاب العلماء فقيل فيها بأنها ربما كانت أجمل نموذج لفن العمارة العسكرية في سوريا وأن أطلالها ربما تكون من أكثر ما خلفته "سوريا القرون الوسطى" إثارة للدهشة والروعة في هذه المنطقة.

إنها أكبر القلاع التي بناها الصليبيون مساحة زد على أنها أجمل شاهد لدينا على الفن العسكري الفرنسي في القرن الثاني عشر فلا تجد في أي مكان آخر عمارة من ذلك العصر تضاهيها قوة، وإنشاء يضاهيها كمالًا في حسن التنفيذ مرت القلعة في القرون الوسطى بأحداث مهمة كانت مسرحًا لها وصدرت دراستان هامتان عنها باعتبارها من فن العمارة الصليبية، فرفع أحد المهندسين الفرنسيين وضعها الراهن عام 1929 م. وفي عام 1937 م، تم ترميم بوابة الحَمَام العربي (الغربي) ورممت بذلك بعض الأبنية كما استخرجت بعض الإنشاءات العمرانية الأخرى التي كانت مطمورة، ومنذ عام 1966 م. والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا تقوم بأعمال الترميم والصيانة ويزور القلعة السياح باستمرار.

تاريخ القلعة

تترادراخما مقدونية، 70-60 ق.م. على الوجه:الإسكندر معتمراً قرني أمون الكبش وعلى ظهرها عصا هرقل التي حصل عليها في اللاذقية.

القلعة بنيت منذ زمان بعيد، ربما في الفترة الفينيقية (مطلع الألفية الأولى قبل الميلاد). كانت تابعة لسلطة جزيرة أرواد في عهد اليونان وفي 334 ق.م.، سلم ابن ملك أروادللاسكندر المقدوني المدينة المسماة سيفون. وحسب الأسطورة، فإن الكتائب المقدونية لم تستطع اقتحام القلعة بعد حصار طويل. ويأساً من النصر، صلى الإسكندر في معبد للإله الفينيقي ملقرت (هرقل). وفي الليلة التالية، ظهر ملقرت للإسكندر في رؤيا وأراه موقع كهف قريب حيث كانت العصا السحرية لملقرت مخبأة. هب الإسكندر من فراشه وذهب إلى الكهف حيث عثر على العصا حسب ما رأى في المنام. وفي الصباح التالي، قاد الإسكندر هجوماً ضد القلعة، مسلحاً بعصا هرقل (ملقرت). وانهارت الأسوار الحجرية المنيعة أما سلاح نصف الإله، بذلك سقطت القلعة أخيراً في يد الغازي المقدوني.

وهو أول من اقترح اعتبار اسم سيفون مصدر اسم صهيون الذي حملته القلعة خلال القرون الوسطى حيث أن الإغريق لم يكونوا يلفظون جرف الجيم عند وصول العربوالوحيد من المؤرخين العرب الذي ذكرها معربًا هو أبو الفداء وقد كتبه صَهْيُون بفتح الصاد وسكون الهاء وضم الياء التي ذكرها ياقوت الحموي.

العهد الحمداني

رغم أننا لا نرى أي أثر من عهد الحمدانيين بالقلعة إلا أن التاريخ يشير إلى أن سيف الدولة الحمداني استولى على القلعة واتخذ منها حصنًا من حصونه.

لا نعرف الكثير عما حدث لقلعة سيفون بين عصر الإسكندر وبين عودة البيزنطيين في القرن العاشر الميلادي. فالامبراطور جون الأول تزيميسكس استولى على المكان من يد الحمدانيين من الحلبيين، وبنى أول استحكاماتها الدفاعية.

العهد البيزنطي

من 975 م حتى 1108 م : يروي التاريخ أن الإمبراطور ابن الشمشقيق اجتاح سوريا عام 975 م. ودانت له مدينة صهيون وبقيت القلعة بيد البيزنطيين حتى قدوم الفرنجة إلىاللاذقية حيث مكثوا فيها حوالي مائة وعشرين عاما وتركزت تحصيناتهم في القسم الشرقي من القلعة فكانت القمة البيزنطية والأسوار المحيطة تشمل مجمل رأس الصخري ومنازل السكن في القسم الغربي المنخفض حيث كانت القلعة على اتصال مع الهضبة.

القلعة والصليبين

احتل الفرنجة اللاذقية عام 1108 م، وربما تم الاستيلاء على القلعة حينها وفي العام الواقع في 1119 م. كان الاحتلال قد وقع وهو تاريخ وفاة الحاكم الذي لقب بصاحب صهيون واسمه روبير بن فولك. وتعود قلعة صهيون في حقيقة الأمر إلى القلاع الإقطاعية التي يرجع تاريخها إلى بداية الاحتلال الغربي، ويقول فيها أحد المؤرخين (يبدو أن صهيون كانت من أهم القلاع العسكرية التي بناها الفرنجة مع بداية احتلالهم للبلاد حيث قلعة الحصن لم تكن سوى برج بسيط بالمقارنة مع قلعة صهيون المنيعة)، وفي عودة للخريطة يتبين لنا أن حصننا هذا كان من أبرز معالمه موقعه الجبلي الشديد الوعورة فقد كان في منأى عن طريق المواصلات حيث يوفر له ذلك الحماية إلا أنه لا يساعده على أن يلعب دورًا هامًا إذا ما هدد المنطقة خطر ما، وبقي الفرنج في صهيون نحو ثمانين عامًا حافظت القلعة على مناعتها وقوتها حتى نهاية عهدهم، وقد وصفها ابن شداد الذي كان يصحب السلطان صلاح الدين الأيوبي عند تحريرها فقال "وهي قلعة حصينة منيعة في طرف جبل خنادقها أودية هائلة واسعة عظيمة، وليس لها خندق محفور إلا من جانب واحد مقدار طوله -60- ذراعًا أو أكثر وهو نقر في الحجر ولها ثلاثة أسوار سورين دون القلعة وسور القلعة"، أما عماد الدين الأصفهاني فيقول "إنها قلعة على ذروة جبل في مجتمع واديين محيطين بها من جانبين والجانب الجبلي قد قطع بخندق عميق وسور وثيق والقلعة ذات أسوار خمسة وكأنها خمسة هضاب".

القلعة بيد صلاح الدين

حرر صلاح الدين القلعة في 26-29 تموز عام 1188 م. بدأ صلاح الدين حملته الكبرى ضد الصليبيين عام 1187 م. وتوغل في سوريا ووصل طرطوس علي الساحل السوري في تموز ثم اتجه شمالًا مغادرًا جبلة في 20 تموز، ودامت معركته يومين للاستيلاء على اللاذقية ثم اتجه السلطان صلاح الدين على رأس جيشه باتجاه القلعة يرافقه في تلك الحملة ابنه - الظاهر غازي - وجيشه كتب عنها المؤرخون الذين صحبوه فقالوا: "وأخذنا على سمت صهيون وهو حصن يفوق الحصون وطلبناه كما يطلب الدائن المديون، وكان الطريق إليه في أودية وشعاب ومنافذ صعاب ومضائق غير رحاب وأوعاث وأوغار وأنجار وأغوار، وقطعنا تلك الطريق في يومين ووصلنا ليلة الثلاثاء بليلة الاثنين وخيمنا على صهيون ليلة الثلاثاء..". وعلى الأغلب وصل الجيشان إلى الهضبة الشرقية المعروفة بجبل التون،وقامت عناصر استطلاعية بإطلاعها على الواجهة الجنوبية فاستحسن القائد وابنه دخول القلعة من الواجهة الشمالية للقسم الغربي فالوادي هناك قليل الانحدار والصعود منه أسهل من أي مكان آخر والسور لم يكن من الضخامة بحيث لا يمكن اختراقه وهو بالإضافة لذلك خالي من الأبراج الدفاعية في جزءه الأكبر فكان أن قاد الملك الظاهر الهجوم من هذه الجهة ولإشغال أكبر عدد من رجال الحامية الصليبية نصب السلطان منجنيقاته على الهضبة الشرقية في حين نصب الملك الظاهر منجنيقان فقط على الواجهة الشمالية للقسم الغربي حيث نزل إلى المكان الضيق من الوادي ونصب عليه المنجنيقات فرمى الحصن منه، والمنجنيق آلة حربية سادت في القرون الوسطى واستعملت لرمي الحجارة عن بعد إلى مسافة تزيد عن الألف متر، ويصل وزن بعض الحجارة إلى (300) كغ. مما سبب أضرارًا كبيرة بالسور في ذلك الموضع، ودامت المعركة يومي الأربعاء والخميس وكان الهجوم العام للمسلمين يوم الجمعة حيث حررت القلعة وسلم حصن صهيون بجميع أعماله وسائر ما حواه من ذخائر وأموال إلى الأمير ناصر الدين منكورس - أسد العرين - وأمير المجاهدين كما وصفه عماد الدين الذي حصّن صهيون وجعله من أحسن الحصون، وبعد وفاة صلاح الدين أعلن ولاءه لابن صلاح الدين على أن تبقى صهيون له، وكان له علاقاته مع الدول الخارجية. وتتالت خلافة أولاد منكورس بعد موته على الحكم في القلعة إلى أن سلمت للمماليك بعد تصديهم للمغول في معركةعين جالوت.

عهد المماليك

مشهد داخلي لقلعة صلاح الدين

تسلم الظاهر بيبرس المملوكي قلعة صلاح الدين في عام 1272 م. وعندما أصبح الملك قلاوون سلطانًا على القاهرة تمرد عليه نائب السلطان بدمشق سنقر الأشقر ودعا الأمراء في دمشق لطاعته فأجابوه وتلقب بالملك الكامل وحصل على تأييد باقي البلاد ومنها صهيون، وعندما احتدمت الأمور بينه وبين قلاوون لجأ إلى صهيون وحاول كسب تأييد المغول ضد قلاوون إلا أنه لم يتحالف رسميًا معهم واكتفى برسالة تشجعهم على القدوم فكان الهجوم المغولي من قبلهم عام 1280 م. ولكنه عاد ووقف إلى جانب قلاوون لرد المغول باعتبارهم العدو المشترك، وكان الصلح بينهما عام 1281 م. حيث تنازل شنقر مقابل بعض الإمارات الشمالية عن قلعة شيزر وبقيت السلطة الشرعية بيد قلاوون وعند الهجوم الجديد للتتار، اجتمع السلطان قلاوون وشنقر بحمص لرد الخطر المشترك في ذلك الوقت علم قلاوون بمحاولة شنقر لفت انتباه التتار برسالته القديمة فتكدر ما كان بينهما من صفاء، وحاول قلاوون احتلال صهيون إلى أن أشرف على أخذ الحصن عنوة وكان أن سلمها شنقر دون قتال واستقبله السلطان وأولاده في مصر وتصافيا وأغدق عليه من عطاياه وأضحى أحد أكابر أمراء الدولة. وسكن العرب القلعة منذ عهد منكورس ورممت في عهد شنقر، ومن ثم في عهد نواب قلاوون ومن جاء بعدهم ووصفها أبو الفداء في القرن الرابع عشر في النصف الأول منه قائلًا

ومدينة صهيون بلدة ذات قلعة حصينة لا ترام من مشاهير معاقل الشام وبقلعتها المياه كثيرة متيسرة من الأمطار وهي على صخر أصم وبالقرب منها واد به المحمضات ما لا يوجد مثله في البلاد وهي من ذيل الجبل من غربيه تظهر من عند اللاذقية

.

وكان سيباي آخر من حكم القلعة بالنيابة عام 1500 م. حيث احتل العثمانيون سوريا عام 1516 م. فهجرت قلاع كثيرة منها قلعة صلاح الدين بعد سقوط المماليك. وبقيت القلعة طيلة قرون عديدة مهجورة لوحشة كئيبة وخاصة أن موقعها النائي الصعب قد صرف الأنظار عنها فترعرعت من فوق أطلالها الباقية الأشواك والأعشاب البرية ونبتت الأشجار فوق أسوارها وحتى في أعلى أبراجها فأضحت الضباع وأبناء آوى تبحث عن مخابئ لها في تلك الخرائب التي كانت في يوم من الأيام سكن وقصور للبيزنطيين والصليبيين والعرب، وبقيت كذلك حتى لفت الانتباه إليها بعض الرحالة الأجانب فنبهوا العالم لها فارتفعت شيءًا فشيئًا من ظلمات الوادي السحيق وهي اليوم تشمخ بكل جلالة وروعة الماضي متأهبة لاستقبال زوارها.


قلعة الكرك



قلعة صلاح الدين بالكرك

قلعة الكرك أو قلعة صلاح الدين، قلعة حصينة بناها الصليبيون في الكرك بالأردن أثناء الحروب الصليبية على بلاد الشام في القرن الثاني عشر للميلاد لتأمين احتلالهم للقدس ومحيطها ولتكون نقطة اتصال إستراتيجية متوسطة بين الأخيرة وقلعة الشوبك.


بناؤها وفتحها

قلعة قديمة

يعود تاريخ إنشائها إلى عصر المؤابيين (860ق. م). وقد استخدمها الأنباط بدليل وجود تماثيل نبطية منقوشة في الأسس الأولى بالقلعة. وظلت في العصر البيزنطي درعًا واقيًا للأردن حيث أشارت إليها خريطة مادبا الفسيفسائية بين مجموعة قلاع هذه المنطقة. وفي الفتوحات الإسلامية طرقتها جيوش المسلمين بقيادة أبي عبيده عامر بن الجراح فاستسلمت له. وظلت قلعة الكرك تؤدي دورها الدفاعي في العصر الإسلامي لأن المسلمين اهتموا بالقلاع القديمة وعملوا على تقويتها والإضافة إليها بالزيادة والبنيان ونستدل على ذلك من اهتمامهم بقلعة عمان التي بقيت تؤدي وظيفتها في فترة الحكم الأموي والعباسي والفاطمي. وقد وصل الينا نص تاريخي يؤكد ذلك لأن قلعة الكرك كانت اقطاعًا إلى القائد الفاطمي بلتكين التركي سنة (372هـ 982م). وعندما أسس الصليبيون مملكة بيت المقدس اللاتينية سنة (492هـ 1099م) احتلوا منطقة جنوب الأردن في سنتي (509 و 510هـ 1115 و1116م) وأسسوا بارونية الكرك والشوبك. وفي سنة(537هـ 1142م) استولى الصليبيون على حصن الكرك وزادوا عليها حتى أصبحت مركزًا لبارونية الكرك والشوبك، ومن أهم قلاع الصليبين في بلاد الشام. ولعبت دورًا هامًا في فترة الصراع الصليبي الإسلامي في بلادنا وأحكمت هي وقلعة الشوبك سيطرتهما على كل المسالك والدروب في منطقة شرق الأردن كما تحكمت في حركة التجارة وقوافلها القادمة من مصر والجزيرة العربية والبحر الأحمر إلى بلاد الشام والعراق ومنعت أي وحدة بين مصر وبلاد الشام وشكلت خطرًا على المقدسات الإسلامية في الحجاز فقد وصفها ابن فضل الله العمري بأنها كالهامة بالنسبة إلى بلاد الحجاز ومقدساتها الإسلامية. وقد حررها صلاح الدين الأيوبي سنة (584هـ 1188م). (التاريخ الحضاري لشرقي الأردن في العصر المملوكي). د. يوسف غوانمة

قيل عنها

Karak castle approach.JPG

قال ابن بطوطة (محمد بن عبد الله 1303-1377م) عن قلعة الكرك، في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الاسفار:

"ثم يرحلون إلى حصن الكرك. وهو أعجب الحصون وامنعها واشهرها. ويسمى بحصن الغراب. والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد. ومدخل دهليزه كذلك. وبهذا الحصن يتحصن الملوك، واليه يلجأون في النوائب وله لجأ الملك الناصر. لأنه ولي الملك وهو صغير السن. فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه. فأظهر الملك الناصر أنه يريد الحج. ووافقه الأمراء على ذلك. فتوجه إلى الحج. فلما وصل إلى عقبة أيلة، لجأ إلى الحصن وأقام فيه أيامًا ألى أن قصده أمراء الشام. واجتمعت عليه المماليك وكان قد ولي الملك في تلك المدة بيبرس الجاشنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر. وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين الأيوبي. فقصده الملك الناصر بالعساكر. ففر بيبرس إلى الصحراء. فتبعه العساكر فقبض عليه، فأتى به إلى الملك الناصر فأمر بقتله، فقتل. وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعًا. ويقال أنه أكل جيفة من الجوع. نعوذ بالله من ذلك." والقلعة ما زالت غامضة من الداخل ففيها سراديب لم تكتشف إلى الآن.

احداث

كانت قلعة الكرك شاهدة على أوسع عمليات الإعدام التي تعرض لها أهالي الكرك أثناء "هبة الكرك" أو ثورتها في وجة السلطة التركية في العام 1910 حيث كان جنود الاتراك يقذفون بالثوار من أبناء الكرك من على أسوار القلعة وأبراجها العالية ليسقط هؤلاء في الوادي السحيق.

الرسم البياني للحصن: 1. بوابة العثمانية.
2. البوابة الصليبية.
3. الخندق.
4. خزان مياه الآبار.
5. المنحدر.
6. مصلى.
7. القصر الملكي.
8. المتحف.

المتحف

حولت القلعة إلى متحف أثري منذ عام 1980. وتعرض آثار المسلمين في الفترة المملوكية والعثمانية، ويوجد به متحف العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي. وتضم مجموعة من قطع موآب الأثرية والنبطية والرومانية والبيزنطية والصليبية. وقد أعيد فتح المتحف امام الجمهور شهر يناير 2004.

مصادر

  • جريدة الغد نقلا عن وكالة الأنباء الأردنية.
  • أستاذ التاريخ الدكتور يوسف غوانمة.