الثلاثاء، ١٣ يوليو ٢٠١٠

شتان بين فيصل الاول بن حسين بن على وبين القائد يوسف العظمه

فيصل الأول


الملك فيصل الأول
العراق
تاريخ العراق

الملك فيصل الأول (20 مايو 1883 - 8 سبتمبر 1933), اسمه الكامل فيصل بن حسين بن علي الحسني الهاشمي, كان ملك العراق من 1921 إلى 1933 وكان لفترة قصيرة ملك سوريا في عام 1920. يرجع نسبه إلى الأسرة الهاشمية.

ولد في مدينة الطائف التابعة لامارة مكة احدى امارات ولاية الحجاز التابعة للدولة العثمانية وكان الأبن الثالث لشريف مكة الحسين بن علي. في عام 1913 اختير ممثلا عن جدةفي البرلمان العثماني.

ثار فيصل الأول مع ابيه فيما يعرف بالثورة العربية الكبرى متحالفا مع الدول العظمى لتحقيق استقلال الوطن العربي عن تركيا بزعامة حزب الاتحاد والترقي ذو الميول العنصرية والعرقية والذي مارس سياسة التتريك ضد العرب في ولاياتهم التابعة للدولة العثمانية . قاد فيصل الفيالق العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية بقيادة الضباط العرب وبتحالف مع بعض القوات البريطانية والفرنسية ضد الجيش العثماني اثناء الحرب العالمية الأولى في سيطرتهم على منطقة شرق نهر الأردن و دمشق.

عرف والده بنزعته لاستقلال الولايات العربية بدولة مستقلة من النفوذ العثماني اثناء الحرب العالمية الاولى حيث انظمت الدولة العثمانية إلى الحلف الخاسر مع المانيا ضد بريطانيا وفرنسا ودول اخرى ، فثار مع ابيه فيما عرف بالثورة العربية الكبرى حيث نظم جيشا كبيرا من المتطوعين العرب ومن الكتائب والوحدات العسكرية العربية التي كانت ضمن الجيش العثماني ، وشن المعارك ضد الأتراك بعد ان تحالف مع خصومهم البريطانيين ضمن لعبة التحالفات الدولية وذلك عام 1916م ، فتولى قيادة الجيش الشمالي ، ثم سمّي قائدا عاماً على الجيش العربي المحارب في فلسطين إلى جانب القوات البريطانية ودخل سوريا سنة 1918م بعد جلاء الاتراك عنها.

اختاره السوريون المتحمسين لفكرة استقلال دولة العرب عن الاتراك ، فاصبح ملكا على سوريا في 7 اذار 1920 لمدة اقل من شهر حيث وضع سوريا تحت الأنتداب الفرنسي بعد معاهدة سان ريمو مما حدى بفيصل الأول إلى مغادرة سوريا ليقود المعارك من الخارج اما وزير الدفاع يوسف العظمة فكان يخوض معركة ميسلون ضد الفرنسيين في 24 تموز 1920، حيث برز فيها حوالي ثلاثة آلاف من الجنود المتطوعين بأسلحة قديمة، في مواجهة تسعة آلاف ضابط وجندي فرنسي، مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائيرات وأحدث الأسلحة الاخرى، واستشهد مع وزير الدفاع البطل يوسف العظمة أربع مئة مجاهد . كان يوسف العظمة أول وزير دفاع عربي وزير يستشهد في المعركة.

من تداعيات الثورة العربية الكبرى للشريف حسين بن على والد الامير فيصل هو طموح العائلات المالكة الزعيمة الكبرى في المنطقة لتولي زعامة دولة العرب ونقل نظام الخلافة الذي انهار في استانبول إلى احدى العواصم العربية المتنافسة وهي ، ال سعود في نجد والحجاز كونها الاسرة الحاكمة في الاراضي المقدسة الاسلامية مكة والمدينة, والتي شهدت تاسيس نظام الخلافة العربي الاول على عهد الخلفاء الراشدين. والعائلة الهاشمية زعيمة الثورة العربية الكبرى في شمال الجزيرة والعراق ، والعائلة العلوية من سلالة محمد علي في مصر .

عاد للحجاز ومنها عقد العزم على تولي عرش احدى الولايات العربية التي كانت خاضعة للدولة العثمانية ، بعد ان رفضت الدول العظمى يومذاك كل من بريطانيا وفرنسا بحزم ثلاثة معيير على العرب اتباعها بعد خسارة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى ، وهي تقسيم الولايات العربية التي كانت تحت الحكم العثماني إلى دول مستقلة ، والغاء نظام الخلافة وعدم تطبيقه في اي من الدول العربية الجديدة ، وثالثاً عدم اعتماد الشريعة الاسلامية في التشريع والنظام الحكم. فذهب إلى المملكة المتحدة وبقي فيها إلى ان تم تنصيبه ملكا في شهر أب 1921 من قبل سلطات الأنتداب البريطاني.

بعد ان عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 على اثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني ، تشكل المجلس التاسيسي من بعض زعماء العراق وسياسية وشخصياته المعروفة, بضمنها نور السعيد باشا ورشيد عالي الكيلاني باشا وجعفر باشاالعسكري وياسين الهاشمي و عبد الوهاب بيك النعيمي الذي عرف بتدوين المراسلات الخاصة بتاسيس المملكة العراقية . حيث انتخبت نقيب اشراف بغداد السيد عبد الرحمن النقيب الكيلاني رئيسا لوزراء العراق والذي نادى بالامير فيصل الاول ملكاً على عرش العراق حيث تم تتويجه في 23 اب من عام 1921 .

ووصف رجل المخابرات ،العميل الأنكليزي الرائد لورنس دور الامير فيصل الأول في الثورة العربية في كتابه المشهور "اعمدة ألحكمة السبعة ".

توفي فيصل الأول في 8 ايلول 1933 جراء ازمة قلبية المت به عندما كان موجودا في بيرن بسويسرا وقيل بأن للممرضة التي كانت تشرف على علاجه يدآ بموته حيث شيع بأنها قد سمته بدس السم في الابرة التي اوصى الطبيب بزرقه بها.







يوسف العظمة.
يوسف العظمة.

يوسف العظمة .. قائد عسكري سوري استشهد في مواجهة الجيش الفرنسي الذي قدم لاحتلال سوريا حيث كان وزير الدفاع للحكومة العربية في سوريا بقيادة الملك فيصل الاول. هو يوسف بن ابراهيم بن عبد الرحمن آل العظَمة. ينتمي إلى عائلة دمشقية عريقة ترجع إلى جدهم الأعلى حسن بك التركماني. ولد في حي الشاغور بدمشق عام 1884م الموافق 1301هـ، و ترعرع و تلقى تعليمه الأولي في دمشق، وأكمل دروسه في المدرسة الحربية في إستانبول وتخرج منها ضابطاً عام 1324هـ الموافق 1903م. وتنقّل في الأعمال العسكرية بين دمشق ولبنان والآستانة. وأُرسل إلى ألمانيا للتمرن عمليًا على الفنون العسكرية، فمكث سنتين، وعاد إلى الآستانة فعين كاتباً للمفوضية العثمانية في مصر. ونشبت الحرب العالمية فهرع إلى الجيش متطوعاً، وعين رئيساً لأركان حرب الفرقة العشرين ثم الخامسة والعشرين. وكان مقر هذه الفرقة في بلغاريا ثم في النمسا ثم في رومانيا. وعاد إلى الآستانة فرافق أنور باشا (ناظر الحربية العثمانية) في رحلاته إلى الأناضول وسوريا والعراق. ثم عين رئيساً لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في قفقاسيا، فرئيساً لأركان حرب الجيش الأول بالآستانة.

حياته

تمثال ليوسف العظمة.

كان متديناً متمسكاً بإسلامه، مؤدياً لصلاته، وصائماً أيام الصوم، ومحافظاً على شعائر الإسلام. وكان يتكلم العربية والتركية والفرنسية والألمانية. ولما وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق، فاختاره الأمير فيصل قبل ان يصبح ملكا مرافقاً له، ثم عينه معتمداً عربياً في بيروت. فرئيساً لأركان الحرب العامة برتبة قائم مقام، في سوريا. ثم ولي وزارة الحربية سنة 1920 بعد إعلان تمليك الأمير فيصل بدمشق، فنظم جيشاً وطنياً يناهز عدده عشرة آلاف جندي. في كل عام في ذكرى استشهاده يتم الاحتفال في مقبرة الشهداء في ميسلون حيث تحمل إليه الأكاليل من مختلف الديار السورية. لم يعقب إلا ابنة وحيدة (ليلى)، وتوفيت في تركيا، ولم تعقّب.

استشهاده

حارب الفرنسيين بمعركة كبيرة غير متكافئة هي معركة ميسلون التي حدثت في السابع من ذي القعدة الموافق 24 يوليو (تموز) (1920) بين الجيش السوري بقيادة يوسف العظمة، وزير الحربية السوري العربي من جهة، وبين الجيش الفرنسي الذي جاء ليحتلّ سوريا بقيادة الجنرال غوابيه جورو. ليسقط شهيدا ويدفن في مقبرة الشهداء في ميسلون قرب مدينة دمشق التي تبعد ستين كيلو متراً غربيّ دمشق. حيث برز فيها حوالي ثلاثة آلاف من الجنود المتطوعين بأسلحة قديمة، في مواجهة تسعة آلاف ضابط وجندي فرنسي، مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائيرات وأحدث الأسلحة الاخرى، واستشهد مع وزير الدفاع البطل يوسف العظمة أربع مئة مجاهد بسبب الخيانة. كان يوسف العظمة أول وزير دفاع عربي وزير يستشهد في المعركة.