الثلاثاء، ١٣ يوليو ٢٠١٠

الملك غازى وفيصل الثانى بالعراق كانت هذه الاسر الحاكمه تبجث عن سيد من الغرب تأتمر بامره ولحمايتها اما انجليز او فرنسين أو المان الى أخره


تأسيس المملكة العراقية


المملكة العراقية هي النظام الملكي الذي أسسه البريطانيون في العراق إثر اضطرابات ثورة العشرين و خروج فيصل بن الحسين من دمشق على يد الفرنسيين الذين دخلوا سوريا . استطاع فيصل أن يحصل على تأييد عارم من الشعب العراقي ليكون ملكا على البلاد و اضطر إثرها لتوقيع اتفاقيات امتياز مع الإنكليز . مرت المملكة العراقية بظروف موضوعية قاهرة منذ تأسيسها جراء النشأة الفتية للدولة والقوى الدولية الطامحة للسيطرة على مقدراتها والهيمنة على سياساتها وعلى رأسها بريطانيا . منذ البداية انشطرت مراكز القوى السياسية إلى تيارين مختلفين في التوجهات والتي تمثل اللاعب الرئيس في المسرح السياسي فهنالك طبقة النخبة الوطنية التي لعبت دوراً في تأسيس الدولة العراقية من السياسيين والضباط المنتمين للجمعيات السرية التي كانت تنادي باستقلال العراق عن الدولة العثمانية كون ارتباطه مع الولايات العربية الاخرى اكثر من ارتباطاً مع الدولة التركية كما عمل هذا التيار على ستقلال العراق عن السياسة البريطانية وهيمنتها على مصالحه الاقتصادية.

لعبت بعض العوامل المحلية والإقليمية والدولية ، دورا في تهيئة الظروف المؤاتية للإطاحة بالحكم الملكي ، اكثرها اهمية تكمن في ان الحكم الملكي ومنذ تأسيسه كان يحمل بين جنباته النقيضين النزعة الوطنية من جهة وممالاة النفوذ البريطاني والمستعمر السابق ذو اليد الطولى في العراق والمنطقة من جهة ثانية . ويتجاذب هاذين النقيضين استناداً لاهواء هذا الملك او ذاك أو انتماءات وبرامج هذه الوزارة او تلك فكانت نهاية النظام الملكي بنتيجة ثورة 14 تموز عام 1958.


الثورة العربية الكبرى

الشريف حسين الهاشمي نقيب أشراف مكة والحجاز وقائد الثورة العربية الأولى

دخلت ولايات العراق مع سائر الولايات العثمانية الحرب العالمية الأولى ضد بريطانيا والحلفاء، ورأى الحلفاء ضرورة معالجة مصيرها في حالة هزيمتها ، وهو ما تجلّى في اتفاقية سايكس - بيكو بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية على إقتسام مناطق الإمبراطورية العثمانية التي وقعت عام 1916 ، كان من الضروري للحلفاء تأييد مطالب العرب الطامحين بالاستقلال ككيان واحد مطالبين باستضافة الخلافة ثانية على اراضيهم كعامل ضغط على الجيش العثماني.

أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية في 10 يونيو 1916م واستطاعت القوات العربية الثائرة أن تستولي في أقل من ثلاثة أشهر على جميع مدن الحجازالكبرى ، ولم يلبث أن بويع الشريف حسين ملكًا على العرب. نكل التحالف الاوربي بتعهداته للعرب حيث احتلوا المناطق العربية التي اتفق على تحريرها من الاتراك ، وتعمقت الخلافات بين العرب والإنجليز مع إطلاق بريطانيا لوعد بلفور في نوفمبر 1917م بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

الاحتلال البريطاني للعراق

بيرسي كوكس الحاكم العام للعراق

كان العراقيون يأملون تحقيق الاستقلال نظرًا لوعود بريطانيا للشريف حسين من جهة خاصة بعد نجاح الثورة العربية ضد الأتراك العثمانيين، وكذلك وعود بريطانيا لهم بالاستقلال والحرية من جهة أخرى، مما دفعهم لعدم مساعدة الأتراك خلال الحرب. الا ان العراقيون فوجئوا بالقوات المحتلة تنصب السير بيرسي كوكس المقيم السياسي البريطاني فيالخليج العربي حاكما عسكريا بريطانيا في العراق ، وأصبح فيما بعد المندوب السامي ورئيس وزراء حكومة الإدارة المدنية ، فوضع أنظمة وقوانين مستمدة من الهند، وفرض الضرائب. على نمط الإدارة في الهند وعمدوا إلى تأمين مقتضيات الاحتلال ومتطلباته بالعمل على "تهنيد" العراق وخاصة القسم الجنوبي منه، وذلك بإشاعة النظم والقوانين والمبادئ الإدارية الهندية تمهيدًا لضم جنوب العراق إلى الهند.

ثورة العشرين


تحوّل شعور الشعب العراقي إلى نقمة ثورية وبادروا إلى تشكيل جمعيات تطالب بالاستقلال، مثل حرس الاستقلال وجمعية العهد، اللتين تأسستا عام 1919م. ثم تطورت الامور على شكل ثورة عارمة . الأمر الذي أثار استياء الشعب العراقي وغضبه مما دفعه الشعب العراقي للثورة عام 1920م شملت معظم المدن العراقية للتخلص من الاحتلال ونيل الاستقلال.

الحكومة الوطنية المؤقتة

عبد الرحمن النقيب

بعد ان عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 على اثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني ،وضد سياسة تهنيد العراق . حيث اصدر المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس اوامره بتشكيل حكومة وطنية عراقية انتقالية برئاسة نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن النقيب الكيلاني وتشكيل المجلس التاسيسي الذي تولى من ضمن العديد من المهام وانتخاب ملكاً على عرش العراق ، و تشكيل الوزارات والمؤسسات والدوائر العراقية ، واختيار الساسة العراقيين لتولي المهم الحكومية.

أسرعت الحكومة البريطانية إلى تشكيل أول حكومة وطنية مؤقتة برئاسة عبد الرحمن الكيلاني نقيب أشراف بغداد ، ووُضِع مستشار إنجليزي بجانب كل وزير. وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية رشحت لها الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكًا على العراق، 23 أغسطس/ اب 1921م بعد إجراء استفتاء شعبي كانت نتيجته 96% تأييدًا لفيصل. أجبرت بريطانيا فيصل على توقيع معاهدة معها في 10 أكتوبر/ تشرين1 1922م تضمنت بعض أسس الانتداب .

المجلس التأسيسي العراقي

عبد الوهاب بيك النعيمي عضو المجلس التاسيسي

صدرت الإرادة الملكية في 19 أكتوبر 1922م بتشكيل المجلس التأسيسي ليقر تاسيس الوزارات والمؤسسات الحكومية وصياغة دستور المملكة ، وقانون انتخاب مجلس النواب، والمعاهدة العراقية البريطانية. واختير عبد الرحمن النقيب الكيلاني اول رئيس وزراء في المملكة العراقية ، ثم خلفه الشخصية الوطنية عبد المحسن بيك السعدون, كما سمح الملك فيصل بإنشاء الأحزاب السياسية على النمط الأوروبي في عام 1922 م. وفي عام 1924 تم التصديق على معاهدة 1922 م التي تؤمن استقلال العراق ودخوله عصبة الأمم وحسم مشكلة الموصل .

وقد تشكل المجلس من الشخصيات البارزة والفاعلة من مدنيين وعسكريين على الساحة الوطنية ،والذين لعبوا دورا في استقلال العراق وتأسيس دولته، منهم نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن النقيب الكيلاني و عبد المحسن بيك السعدون الذي اصبح لاحقا رئيساً للوزراء وبكر صدقي الذي قاد أول انقلاب عسكري في المنطقةعام 1936 ورشيد عالي الكيلاني باشا الذي اصبح عام 1941 رئيسا لوزراء حكومة الإنقاذ بعد دخول العراق في الحرب العالمية الثانية والفريق نوري السعيد باشا والفريق جعفر العسكريالذي تولى وزارة الدفاع ، وعبد الوهاب بيك النعيمي الذي كان ناشطا في الجمعيات السرية التي تدعو لاستقلال العراق ، والذي جمع ودون المراسلات والمداولات والتي سميت "يوميات تاسيس العراق" ، والمتضمنة للحقائق والأحداث وراء الكواليس والتي لعبت دورا في تأسيس المجلس التاسيسي والدولة العراقية عام 1921.

المملكة العراقية الاولى والمملكة العراقية الثانية

عبد المحسن بيك السعدون

مرت المملكة العراقية بظروف موضوعية قاهرة منذ تأسيسها جراء النشأة الفتية للدولة والقوى الدولية الطامحة للسيطرة على مقدراتها والهيمنة على سياساتها وعلى رأسهابريطانيا . اما على الصعيد الداخلي و من خلال مراسلات عبد الوهاب النعيمي عضو المجلس التأسيسي ، على الصراع السياسي المترتب على التناقض الفكري بين مراكز القوى المنشطرة إلى تيارين مختلفين في التوجهات والتي تمثل اللاعب الرئيس في المسرح السياسي فهنالك طبقة النخبة الوطنية التي لعبت دوراً في تأسيس الدولة العراقية من السياسيين والضباط المنتمين للجمعيات السرية التي كانت تنادي باستقلال العراق عن الدولة العثمانية كون ارتباطه مع الولايات العربية الاخرى اكثر من ارتباطاً مع الدولة التركية كما عمل هذا التيار على استقلال العراق عن السياسة البريطانية وهيمنتها على مصالحه الاقتصادية والمعارضين لها من اعضاء المجلس التأسيسي ورئيسه عبد الرحمن النقيب الذي اصبح اول رئيس وزراء للعراق فيما عرف بالحكومة الانتقالية ، ومن زعماء هذا التيار تحت تاييد الملك فيصل الاول و الملك غازي وعبد الرحمن النقيب وعبد المحسن السعدون ورشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمي وطه الهاشمي وغيرهم . أما التيار الأخر فيتمثل بمجموعه اخرى من السياسيين والضباط الذين يرون بضرورة ارتباط العراق ببريطانيا وشجعوا هيمنتها على اقتصاده وسياسته وهم مجموعة الساسة والضباط المتأثرين بالمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس وممثلة المصالح البريطانية في العراقية مس بيل والتي لعبت دوراً كبيراً في رسم السياسة العراقية وتتويج الملك فيصل الاول على عرش العراق ، ومن زعماء هذا التيار الذي لاقى تاييد من الوصي على العرش الامير عبد الاله هم نوري السعيد و صالح جبر وناجي شوكت وغيرهم.

لعبت بعض العوامل المحلية والإقليمية والدولية ، دورا في تهيئة الظروف المؤاتية للإطاحة بالحكم الملكي ، اكثرها اهمية تكمن في ان الحكم الملكي ومنذ تأسيسه كان يحمل بين جنباته النقيضين النزعة الوطنية من جهة وممالاة النفوذ البريطاني والمستعمر السابق ذو اليد الطولى في العراق والمنطقة من جهة ثانية . ويتجاذب هاذين النقيضين استناداً لاهواء هذا الملك او ذاك أو انتماءات وبرامج هذه الوزارة او تلك. وقد درجت الحضارات على اطلاق مسمى الدولة الاولى والثانية والثالثة على دولها عند تغير الحقبة بتغير التوجهات العقائدية للبلد وذلك على اثر سقوط الوزارة او الدولة او المرور بحالة احتلال كما حدث في فرنسا عند تسمية الجمهورية الفرنسية الاولى والثانية الخ والمانية الرايخ الاول والرايخ الثاني والرايخ الثالث ، وعلى هذا الاساس يمكن تقسيم فترة حكم النظام الملكي إلى حقبتين متعارضتين في التوجهات السياسة والعقائدية والبنى الاستراتيجية.

الحقبة الاولى- او المملكة العراقية الاولى

الملك فيصل الاول

تمثلت الحقبة الاولى- او المملكة العراقية الاولى بزعامة الملكين فيصل الاول وغازي الاول بكونها فترة تأسيس الدولة العراقية وبناها التحتية وتميزت بالنزعة الوطنية والطموح لبناء دولة تستظيف عاصمة الخلافة بعد سقوطها في تركيا متنافسة مع الاسرة العلوية في مصر والاسرة السعودية في الحجاز ومن اهداف هذه الدولة اعادة الوحدة مع الولايات العربية المنحلة عن الدولة العثمانية والتي تشكلت منها دولا حديثة ناقصة الاستقلال وقد عرف الملك فيصل الاول برجاحة عقلة ودبلوماسيتة وابتعاده عن المواقف الحادة في سياسته الداخلية والخارجية خصوصا مع الانجليز الا ان توجهات الملك غازي الاول 19331939 الوطنية والاكثر صرامة ومن ثم وزارة رشيد عالي الكيلاني باشا 1941 المناهضة للمد البريطاني كان لها الأثر والصدى لدى الشارع العراقي الذي أصيب بإحباط كبير عند دخول الجيش البريطاني وإسقاط الحكومة بغية تنفيذ استراتيجيات الحرب العالمية الثانية في العراق والمنطقة .

الملك غازي الاول المعظم

حكومة الانقاذ الوطني وثورة رشيد عالي الكيلاني باشا

ادت الوفاة المفاجئة للملك غازي والملابسات الغامضة التي رافقت الحادث والتي كانت تشير إلى تورط بريطاني مع نوري السعيد والامير عبد الاله في الحادث ، وزاد ذلك من نقمة الجماهير مما اجج الراي العام ضد الحكومة وانشطر السياسيون والعسكريون إلى مجموعتين ، الاولى ثورية طامحة للاستمرار بنهج الملك الراحل كنوع من الوفاء لشخصه ومبادئة الوطنية والوحدوية وثأئرا لاغتياله وكانت بزعامة رشيد عالي الكيلاني باشا رئيس دوان الملك غازي والوزير المخضرم ومعه مجموعة الضباط الوطنيين العقداء الاربعه صلاح الدين الصباغ وكامل شبيب ومحمود سليمان وفهمي سعيد, والمجموعة الثانية بزعامة الامير عبد الاله ونوري السعيد باشا وجميل المدفعي وحمت سليمان. فألف الكيلاني وزارته التي سميت بحكومة الانقاذ الوطني بسبب ضغط الشارع وتردي الوضع الاقتصادي وجمع الكيلاني من حوله السياسيين والعسكريين من اعضاء جمعيات الاستقلال السرية السابقة ومن المعروفين بولائهم للملك غازي او من ذوي الافاق التحررية والاستقلالية عن النفوذ البريطاني وبدا بسلسلة من الاجراءات لتقويض النفوذ البريطاني والتقرب من الدول العربية وطرح مشاريع الاتحاد معها. واصبح العراق ملاذا للوطنيين والتحرريين ومنهم مفتي القدس أمين الحسيني والكنفاني وغيرهم.

رشيد عالي الكيلاني باشا

استغل ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا العمليات العسكرية للانقضاض على الثورة بتنسيق من نوري السعيد وعبد الاله اللذان هربا خارج العراق تمهيدا لاسقاط الثورة كانت استراتيجية الحلفاء في الحرب السيطرة على الشرق الاوسط لعمقها الاستراتيجي للعمليات الحربية من جهه وللحاجة الملحة للنفط وقود الالة الحربية ، وهذا ما اعطىبريطانيا الغطاء الدولي للهجوم على العراق واحتلاله ومن ثم اسقاط حكومة الثورة واعدام اعضاء حكومة الانقاذ الوطني العقداء الاربعة وهرب رشيد عالي الكيلاني باشا مع امين الحسيني إلى ايطاليا ثم المانيا محاولا تحرير العراق وباقي الاقطار العربية التي احتلتها بريطانيا وفرنسا . وبدا يصدر البيانات الثورية من محطة خصصها له هتلر سميت "صوت العرب" من برلين بادارة الاعلامي العراقي الشهير يونس بحري, حيث اخذت حركته بعدا عربيا وتحرريا عالميا ولاقت بياناته الموجهة إلى الشعب العربي وقيادات الجيوش العربية ودعوته للانقضاء على "الحكومات الفاسدة" و"دحر المستعمر" ، لاقت صدى ايجابي خصوصا لدى الثوار الفلسطينيين والجيوش المصرية والسورية واليمنية التي تاثرت بالحركة ،حيث وبعد الخسارة في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 قامت حركة انقلاب في سوريا وثورة يوليو في مصر وثورة 1948 في اليمن .

ادى احتلال العراق من قبل بريطانيا واسقاط حكومة ثورة مايو / مايس 1941 وما لقيه الضباط من التنكيل والإعدام، إلى نقمة الشعب والقوات المسلحةالتي بالاساس كانت ناقمة على مقتل الملك غازي وسوء الاوضاع الاقتصادية بسبب عدم تصرف الحكومة جراء ظاهرة الكساد العالمي في الثلاثينيات اضافة إلى سلسلة القرارات والمعاهدات الاستعمارية التي ابرمتها الحكومة.

الحقبة الثانية – او المملكة العراقية الثانية

أما الحقبة الثانية – او المملكة العراقية الثانية فتتمثل في مرحلة ما بعد خروج القوات البريطانية استهلت بتشكيل نوري السعيد باشا لوزارته وهو المعروف بحنكته وشكيمته وبوطنيته وحبه للعراق وولائه لحكومة " صاحب الجلالة " البريطاني ، عاقدا العزم على تأسيس حلف يظم الوصي على العرش سمو الأمير عبد الإله الهاشمي وبعض مراكز القوى من الوزراء والشخصيات التي تمثل الطوائف والأعراق المختلفة.

تسلسلت الوزارات التي غلب عليها طابع الصراعات وممالاة القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وتنفيذ مصالحها . كما اتسمت حركة بناء البلد بوتيرة منخفضة عما كانت عليه في " الحقبة الاولى- او المملكة العراقية الاولى " . كما انعكست هذه السياسات والصراعات على المواقف العربية التي كانت تلعب دورا كبيرا في السياسة المحلية للأقطار العربية بسبب نشأتها الحديثة التي تأتت من انسلاخ هذه الأقطار عن وطن عربي واحد كان تحت الحكم العثماني على شكل ولايات وإمارات مرتبطة بالدولة المركزية في الأستانة ( اسطنبول). فبدأ الحكم الملكي يتخذ مواقف هدفها تنفيذ المصالح البريطانية في المنطقة على حساب مصالح بعض الدول العربية كعدم الجدية بالوقوف ضد تأسيس "اسرائيل " على ارض فلسطين وخسارة الحرب في 1948 ، وعدم الوقوف معمصر في العدوان الثلاثي عليها وحملة العداء على سوريا والتوتر مع السعودية .

الملك غازي

غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمى

غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي (1912 - 1939) ثاني ملوك العراق حكم من 1933 ولغاية 1939. ولد في مكة الواقعة ضمن ممالك وولايات الدولة العثمانية, الأبن الوحيد للملك فيصل الأول الذي كان له 3 بنات .

نشأته و زواجه

عاش في كنف جده حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية المنادي لاستقلال العرب من الاتراك العثمانيين منادياً بعودة الخلافة للعرب .

في يوم 18 ايلول 1933، أعلنت خطوبته وعقد قرانها علي ابنة عمه عالية بنت الملك علي بن الملك حسين بن علي شريف مكة. وفي مساء يوم 25 يناير عام 1934 تم الزفاف. و رزق بإبنه فيصل وهو الوحيد في الساعة الثامنة والنصف من يوم 2 مارس 1935 [1]

حياته السياسية

الملك غازي الاول المعظم
تحرير

سمّي ولياً للعهد عام 1924 فتولى الحكم وهو شاب يتروح عمره 23 عاما ثم ملكا لعرش العراق عام 1933 لذا كان بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين .

كان الملك غازي ذو ميول قومية عربية كونه عاش تجربة فريدة في طفولته حيث كان شاهدا على وحدة الاقاليم العربية ابان الحكم العثماني قبل تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى بلدان تحت النفوذ اما البريطاني او الفرنسي. ناهض النفوذ البريطاني في العراق واعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها واعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية والاثارية المكتشفة حديثاً ، لذلك ظهرت في عهده بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.

شهد عهده صراع بين المدنيين و العسكريين من الذين ينتمون إلى تيارين متنازعين داخل الوزارة العراقية، تيار مؤيد للنفوذ البريطاني وتيار وطني ينادي بالتحرر من ذلك النفوذ حيث كان كل طرف يسعى إلى الهيمنة لى مقاليد السياسة في العراق . فوقف الملك غازي إلى جانب التيار المناهض للهيمنة البريطانية حيث ساند انقلاب بكر صدقيوهو أول انقلاب عسكري في الوطن العربي . كما قرب الساسة والضباط الوطنيين إلى البلاط الملكي فعين الشخصية الوطنية المعروفة - رئيس الوزراء لاحقاً معالي رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسا للديوان الملكي.

نادى لتحرر الاقاليم والولايات العربية المحتلة التي كانت متوحدة تحت الحكم العثماني ودعا إلى اعادة توحيدها تحت ظل دولة عربية واحدة ومن هنا ظهرت دعوته لتحرير الكويت من الوصاية البريطانية وتوحيدها مع العراق والامارات الشرقية لنجد حيث قام بتأسيس اذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور واعد البرامج الخاصة بتحرير ووحدة الاقاليم العربية ومنها توحيد الكويت بالعراق ، والوقوف إلى جانب فلسطين التي كانت تحت الاحتلال البريطاني والتي كانت في حالة حرب داخلية بسبب تعرضها لهجرات واسعة من المستوطنين اليهود من كافة ارجاء العالم ووقوف القوى الوطنية الفلسطينية بوجه هذه الهجرات . فوقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينية كعز الدين القسام وغسان كنفاني ومفتي القدس الشيخ عبد القادر الحسيني.

وفاتة

توفي في حادث سيارة في الرابع من نيسان سنة 1939 عندما كان يقود سيارته التي اصطدمت باحد الأعمدة الكهربائية. أدلت زوجته الملكة عالية بشهادتها امام مجلس الوزراء بانه اوصاها في حالة وفاته بتسمية الامير عبد الاله - شقيقها - وصيا على إبنه فيصل.

حادث أم جريمة قتل

هناك الكثير من التكهنات حول وفاته بسبب بعض الدلائل التي تشير إلى وجود من يحاول التخلص منه بسبب تقربه من حكومة هتلر ضد الانجليز ذوي النفوذ الواسع في العراق ، منها التناقض بين تصريحات الاطباء الذين عاينوا الجثة وبين تقرير اللجنة الطبية الخاص بوفائه والذي كان برئاسة الطبيب البريطاني سندرسن باشا. ومنها ايضا اصابته المباشرة في خلف الرئس بألة حادة وهو يقود سيارته في حين اعلن رسميا بأن سبب الوفاة كان جراء اصطدام سيارة الملك بعمود كهرباء وكان الاصطدام من جهة اليمين في حين كان جالسا في جهة اليسار . وتشير الوثائق البريطانية المعلنة حديثاً إلى وجود مراسلات خاصة بين السفير البريطاني في بغداد يومئذ السير م. بيترسون والحكومة البريطانية حول ضرورة التخلص من الملك غازي وتنصيب الامير زيد بن على بدلا عنه بسبب وجوده كحجر عثرة امام تنفيذ السياسة البريطالنية في العراق والذي ينعكس على الوضع في الشرق الاوسط والوطن العربي لما للمملكة العراقية من وزن مؤثر في السياسة العربية والدولية في المنطقة بسبب التكوين الحديث لبعض الدول العربية والبعض الاخر الذي كان لازال يرزح تحت الاحتلال في ضروف الاحتقان الدولي الناجم عن توسع نفوذالدكتاتوريات النازية والفاشية واليابانية في العالم عشيةالحرب العالمية الثانية .


فيصل الثاني


الملك فيصل الثاني
Faisal 5.jpg
آخر ملوك العراق
في المنصب 1939 - 14 يوليو 1958
سبقه الملك غازي
خلفه عبد الكريم قاسم
تاريخ الميلاد 2 مايو 1935
مكان الميلاد بغداد، العراق
تاريخ الوفاة 14 يوليو 1958
مكان الوفاة بغداد، العراق

الملك فيصل الثاني بن الملك غازي بن الملك فيصل الأول بن الشريف حسين (2 مايو 1935 - 14 يوليو 1958)، ملك العراق هو ثالث وآخر ملوكها من الأسرة الهاشمية. حكم من عام 1939 وحتى وفاته، وهو الابن الوحيد للملك غازي. وأصبح ملكا فعليا للعراق عندما بلغ 18 سنة حيث استقال خاله الوصي على العرش عبدالإله في 2 مايو 1953.


حياته

الملك فيصل الثاني في صغره

هو فيصل بن غازي بن فيصل بن حسين بن الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون بن محسن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله شريف مكة. ونسب فيصل هو الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب.

ولد في بغداد سنة 2 مايو 1935، ونشأ فيها ودرس العلوم ومبادئ اللغة العربية والأدب العربي على يد أساتذة خصوصيين أشرف عليهم العلامة مصطفى جواد، وهو الابن الوحيد لوالده الملك غازي، وأشرفت على تربيته والدته الملكة عالية بنت الملك على بن حسين وعاونتها في ذلك المربية الانكليزية مس ريموس.

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة المأمونية التي كانت واقعة في منطقة الميدان عند منطقة باب المعظم كما درس فيما بعد في كلية فيكتوريا البريطانية في مدينة الإسكندرية في مصر مع قريبه الحسين بن طلال ملك الأردن السابق.

أنهى دراسته الابتدائية في سنة 1947 ثم سافر إلى لندن للدراسة حيث التحق بمدرسة "ساندويس" ثم التحق بكلية "هارو" في 7 مايو 1949، وعاد منها إلى بغداد في 30 مارس 1950، وبعدها عاد إلى لندن لإكمال دراسته أيضا، لكنه هذه المرة لم يكن وحده بل رافقته أمه الملكة عالية ,وكانت أمه إثناء مرافقتها له تستكمل علاجها هناك لأنها كانت مريضة وصادفت دراسته هذه المرة مع ابن عمه الملك حسين بن طلال الذي كان مقارِبا لعمره وصديقا حميما له وكانت تربطهما علاقات متينة إلى أن تخرج فيها بتاريخ 23 أكتوبر1952. وعاد إلى بغداد في 30 نوفمبر1952.

عُرف عنه أدبه العالي وأخلاقه الرفيعة واحترامه الكبير والمطلق لمن هو أكبر منه سنا ولاسيما أبناء عائلته الهاشمية، اضافه إلى صمته وهدوئه، حيث نشأ فيصل شابا ملتزما وبسيطا ومتواضعا وطيب القلب، لم يتوانَ عن خدمة إي إنسان قريب منه أو محتاج إليه, يجذب حوله بصمته أكثر مما يجلبه بكلامه لو تكلم ،وكسب الناس بوجهه الحزين أكثر مما يجذبهم بضحكته أو ابتسامته، وهو إذا جادل أو ناقش كان جداله صريحا وواضحا.

كان ومنذ صغره يحب ركوب الخيول ولا سيما تلك الخيول التي تستعمل في السباق وتسمى خيول (السيسي) وكثيرا ما كان يمنع من ركوبها بسبب إصابته بالربو منذ طفولته وكان شديد التعلق بأمه الملكة عاليه بسبب يُتمه المبكر وكونه الوحيد لأبويه.

كان مخطوباً للأميرة فاضلة بنت الأمير محمد علي بن محمد بن وحيد الدين بن إبراهيم بن أحمد بن رفعت بن إبراهيم بن محمد علي الكبير ووالدتها هي : الاميره خان زاده بنت الأمير عمر فاروق ابن الخليفة العثماني عبد المجيد الثاني ،ولم يتزوجها بسبب مقلته في 14 يوليو 1958.

علاقته بخاله الأمير عبدالاله

الملك فيصل الثاني مع خاله الأمير عبدالأله

بعد وفاة الملك غازي في 4 أبريل 1939 آل العرش إلى ولده الوحيد الملك فيصل، من زوجته الملكة عالية والذي كان آنذاك في سن الرابعة من عمره، ولهذا أصبح خاله الأمير عبد الإله وصيا على العرش فيما كان نوري السعيد هو الذي يدير الدولة العراقية.

كان خاله الوصي على العرش الأمير عبدالاله من أكثر المقربين للملك فيصل الثاني لاسيما بعد وفاة والدته الملكة عالية سنة 1950 حيث بقي وحيدا بلا أم بلا أب ولا أخوه ولا أخوات، كل ذلك جعل الملك فيصل الثاني لا يستغني عن مرافقة خاله الأمير عبد الإله في جولاته خارج العراق فرافقه في زيارته إلى إيران بدعوة من الشاه محمد رضا بهلوي في 18 أكتوبر 1957 وكذلك إلى السعودية في 24 ديسمبر 1957م والأردن.

بعد فشل حركة رشيد عالي الكيلاني في 1941 عاد الوصي عبد الاله إلى العراق بمساعدة الإنجليز وقد تغيرت نظرة الشعب العراقي تجاه العرش بشخص الأمير عبد الاله، ومع هذا ظل العراقيون ينظرون إلى الملك فيصل باعتباره نجل ملكهم المحبوب غازي الأول وكانوا يأملون منه كل خير فرغم ما حدث لم ينقطع الرباط الوثيق الذي اقامه الملك غازي بين العرش والشعب العراقي وظل أمله كبيراً في الملك.

كانت الظروف السياسية التي تحيط بالملك فيصل في غاية الحساسية والتأزم، حيث كانت وصاية خاله الأمير عبد الإله عليه وشخصيته القوية والمتنفذة في البلد، إضافة إلى سيطرة نوري السعيد بنفوذه الواسع والمتعدد والمدعوم بشكل مباشر وعلني من الانجليز، كل ذلك جعل الملك الشاب فيصل في حالة من التردد وعدم القدرة لا يحسد عليها أبدا وهو ذاك الفتى الشاب الهادئ الوديع والذي لا يعرف دروب السياسة الشائكة ولا ألاعيبها المختلفة، ومع كل هذا مارس الملك فيصل الثاني نشاطا ملحوظا لمعالجه المشاكل ألاقتصاديه التي كان العراق يعاني منها, فأولى اهتمامه للجانب الاقتصادي فوضع خطه سُميت بمجلس الأعمار نهضت بإنشاء كثير من المشاريع الكبرى والمهمة والحيوية للبلد.

لقد غرس عبد الاله في نفس الملك فيصل احساساً بانه قادر على مسؤوليات الدولة والحكم وتصريف شؤون البلاد لما له من خبرة في معرفة رجال الدولة وقضاياها وبأنه يستطيع ايجاد الحلول المناسبة لكل موقف وظرف فنشأ الملك فيصل وهو يؤمن في قرارة نفسه ان خاله يستطيع ان يتحمل عنه تبعات الملك بما خلق لديه مسبقاً احساس الاتكال وترك الامور ليتصرف بها، لانه درج على ذلك منذ طفولته حتى وجدها بعد ذلك امراً واقعاً هذا إذا اضفنا ان تقاليد الاسرة الهاشمية كانت شديدة التمسك فيما يتعلق باحترام رأي من هو أكبر سناً وهذا ما جبل عليه افراد هذه الاسرة منذ القدم.

كانت حياته تثير الاسى لدى الكثيرين فوالده مات وهو رضيع وتوفيت والدته وتلقى العلم في بلد غريب ولم يكن امامه مناص من اتباع مشورة خاله الوصي عبد الاله الذي حرص على ان يبقى المسيطر الحقيقي على الامور بعد أن نجح الوصي في خلق مشاعر الود المتبادلة بينه وبين ابن اخته الملك بما ابداه من عاطفة ورعاية تجاهه ولكنه استغل تلك المشاعر ليمارس دور الملك في سياسة الدولة العراقية.

انتهاء فترة الوصاية وتتويجه ملكاً

في 2 مايو 1953 اكمل الملك فيصل الثامنة عشرة من عمره فانتهت وصاية خاله عبد الإله على عرش العراق بتتويجه ملكا دستوريا على العراق. واعلن ذلك اليوم عيداً رسمياً لتولي الملك سلطاته الدستورية. وقد تزامن تتويجه مع تتويج إبن عمه الملك الحسين بن طلال ملكاً على الأردن في عمان.

ظن الناس ان الامير عبد الاله سيتخلى عن واجبات الوصاية ويترك امور البلاد إلى الملك فيصل لكن عبد الاله عمل على تقويم الملك فيصل الثاني فأبقاه تحت تأثير الطاعة العمياء له واستمر يقحم نفسه في كل صغيرة وكبيرة كما لو ان وصايته عليه ظلت مستمرة والى ما لانهاية. لقد بقي عبد الاله خلف الملك يسيره ويأمره بعد أن تمكن من زرع بذور الطاعة له في نفسه ولم يتمكن الافلات من هذا الطوق والاقتراب من الشعب أو الاتصال به وتحسس رغباته ومطاليبه واخذ عبد الاله يصاحب الملك اينما اتجه واينما سافر للتفاوض ويبدو ان الحكام العرب كانوا يدركون موقف الملك فيصل الثاني تجاه القضايا السياسية والمهمة ويعرفون انه دون المهمات المناطة به لقلة تجربته وان الحل والعقد بيد خاله ولي العهد.

الإتحاد العربي الهاشمي

دعا الملك الحسين بن طلال ملك الأردن في فبراير 1958 إلى إقامة اتحاد عربي هاشمي بين المملكتين الهاشميتين في العراق والأردن لحفظ توازن القوى في المنطقة أعقاب تشكيل الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا وأطلقوا عليه تسمية دولة الإتحاد الهاشمي العربي ،وعضويته مفتوحة لكل دولة عربية ترغب في الانضمام إليه بالاتفاق مع حكومة الاتحاد" وعلى احتفاظ "كل دولة من أعضاء الإتحاد بشخصيتها الدولية المستقلة وبنظام الحكام القائم فيها". ينص الدستور كذلك على أن ملك العراق هو رئيس الاتحاد وأن مقر حكومة الاتحاد يكون بصفة دورية ستة أشهر في بغداد وستة أشهر في عمان، أصبح الملك فيصل الثاني ملكا للإتحاد الذي دام لستة أشهر فقط حيث أطيح بالنظام الملكي في العراق في 14 يوليو1958.

وفاته



الملك فيصل يجلس على كرسي العرش في سن السابعة

كان الملك فيصل الثاني قد أعد نفسه للسفر إلى تركيا صباح يوم 14 يوليو1958 برفقة خاله عبد الإله ورئيس الوزراء نوري سعيد لحضور اجتماعات حلف بغداد على أن يغادر تركيا بعد ذلك إلى لندن للقاء خطيبته الاميرة (فاضلة) وكان الملك قد حدد يوم 8 يوليو 1958 موعداً لسفره وكان اكثر اهتماماً بلقاء خطيبته من صراع الخطب السياسية في اجتماعات الميثاق. ولكن في يوم 7 يوليو رجاه وزير المالية بأن يؤجل سفره إلى يوم 9 يوليو، للتوقيع على قانون الخدمة الإلزامية، وقانون توحيد النقد والبنك المركزي لدول حلف بغداد، وافق الملك بعد إلحاح وفي يوم موعد سفره في 8 يوليو أرسل شاه إيران برقية يقول فيها ان لديه معلومات يريد أن يبلغها لمجلس دول حلف بغداد، وأقترح لقاء رؤساء دول الحلف ورؤساء وزرائهم في إسطنبول يوم 14 يوليو 1958 وإضطر الملك إلى تأجيل سفره للمرة الثانيه من 9 يوليو إلى 14 يوليو.

في صباح يوم 14 يوليو1958 استيقظ الملك على أصوات طلقات نارية. هب الجميع فزعين الملك والوصي والاميرات والخدم. وخرج أفراد الحرس الملكي إلى حدائق القصر يستقصون مصدر النيران. وازداد رشق الرصاص والإطلاق نحو جهة القصر. ولم يهتد الحرس إلى مصدر النيران في البداية. واذا بأحد الخدم يسرع اليهم راكضاً ليخبرهم بأنه سمع الراديو يعلن عن قيام ثورة. ومن شرفة قريبة طلب عبدالاله من الحراس بأن يذهبوا إلى خارج القصر ليروا ماذا حصل. وعاد الحراس ليخبروهم بأنهم شاهدوا عددا من الجنود يطوقون القصر. وبعد استفسار الملك عن الموضوع اخبره آمر الحرس الملكي بان اوامر صدرت لهم بتطويق القصر والمرابطة أمامه.

سارع عبد الاله لفتح المذياع لسماع البيان الأول للحركة وصوت عبد السلام عارف كالرعد يشق مسامعه ومع مرور الوقت سريعاً بدأت تتوالى بيانات الثورة وتردد أسماء الضباط المساهمين بالحركة. أخبر آمر الحرس الملكي الملك بأن قطعات الجيش المتمردة سيطرت على النقاط الرئيسة في بغداد واعلنوا الجمهورية وأنهم يطلبون من العائلة الملكية تسليم نفسها.

أعلن الملك استسلامه وطلب منه الخروج مع من معه، وخرج مع الملك كلاً من الامير عبد الاله وأمه الملكة نفيسة جدة الملك والأميرة عابدية زوجه عبد الاله، ثم الأميرة هيام اخت عبد الاه، والوصيفة رازقية وطباخ تركي وأحد المرافقين واثنين من عناصر الحرس الملكي.

وبعد تجمع الاسرة في باحة صغيرة في الحديقة فتح النار عبد الستار سبع العبوسي من دون أي أوامر وقد أصاب الملك برصاصتين في رأسه ورقبته واصيب الامير عبد الاله في ظهره ثم لقي حتفه هو الاخر وتوفيت على الفور الملكة نفيسة والاميرة عابدية وجرحت الاميرة هيام في فخذها. وتذكر بعض المصادر بأن حادث إطلاق النار جاء بطريق الخطأ من الحرس الملكي الذي رد عليه المهاجمين وكانت العائلة الملكة في منتصف خط الرمي. وتذكر مصادر أخرى بان حالة الحماس والارتباك حملت بعض الضباط من صغار الرتب من غير المنضبطين ومن ذوى الانتماءات الماركسية بالشروع في إطلاق النار.

طابع بريد يحمل صورة فيصل الثاني