الاثنين، ٨ فبراير ٢٠١٠

الامام يحيى حميد الدين (يونيو 1869 - 17 فبراير 1948) وأعلن استقلال المملكة المتوكلية اليمنية







Dr Usama Fouad Shaalan MD- PhD rus) (Papyrus) - برديه الدكتور أسامه فؤاد شعلان

يحيى حميد الدين
الإمام يحيىالامام يحيى حميد الدين (يونيو 1869 - 17 فبراير 1948) هو إمام الزيديين من عام 1904م و حتى عام 1948. بعد قيادته المناهضة العسكرية للعثمانيين لأعوام اعترفوا به حاكماً تابعاً في 1911. ولدى سقوط الدولة العثمانية في 1926 أسس وأعلن استقلال المملكة المتوكلية اليمنية. ولقبه كان الامام المتوكل على الله يحيى بن المنصور بالله بن حميد الدين. هو الإمام المتوكل على الله يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميدالدين. اغتيل في محاولة انقلاب فاشلة عام 1948. وخلفه ابنه أحمد بن يحيى حميد الدين (1891 - 1962).

ولد الإمام يحيى حميد الدين سنة 1869 م الذي ينحدر نسبه للإمام القاسم بن محمد الذي حكم في فترة (1591-1620) و الذي يعود نسبه للإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. وهو من القواسم الذين يحكمون الشارقة ورأس الخيمة. تتلمذ على يد والده الإمام محمد (المنصور بالله)، وأخذ عن العلامة الجنداري، العلامة علي بن علي اليماني، العلامة العراسي،العلامة لطف شاكر و غيرهم. أجازه و استجازه عدد من علماء عصره من اليمن وخارجها.

عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1904 م) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، و أخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالبا منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه. وقد رفض ذلك في أول الأمر. ولكن بعد إقامة الحجة عليه قبلها. لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن وهو جزء من الدولة العثمانية، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. انتهى القتال عام 1911 في صلح دعان باعتراف العثمانيون به إماماً تابعاً لهم على اليمن.

فترة حكمه
قام بعد وفاة أبيه سنة (1322 هـ) الموافق 1904 م تقريبا. فجند الجنود وأخرج الأتراك وأجلاهم عن اليمن , وحارب الانجليز وأوقف مدهم. وبعدها عمل على توحيد البلاد وإنشاء المؤسسات التعليمية والحكومية والعسكرية والتي كانت متطوره في مقايسس ذلك العصر وقد عرف الامام يحيي بتواضعه وزهده وعدله واقامته للشريعة الاسلاميه والحدود ورفض التدخل الاجنبي في حكمه ولعل سياسته هذه وراء الحركات الدستورية والانقلابية على حكم الائمة الزيود في اليمنه والتي انتهت بثورة عام 1962 ميلادية والتي قامت على اثرها ما يعرف بالجمهورية اليمنية . كما وفر العدل، والأمن، والقضاء، وحافظ على المال العام وأعاد احترام الدولة. وقد رشحه عدد من علماء المسلمين لتولي خلافة المسلمين بعد سقوط الدولة العثمانية و لكنه رفض لعدم نفوذ سلطته على أقطارهم. حكم مدة خمسة وأربعون سنة (45 سنة) حتى استشهد في عمليه اجراميه وهو في جوله بسيارته في ضواحي العاصمه صنعاء واعتبرت تلك محاولة الإنقلاب الدستوري الفاشل عام 1367 هـ الموافق 1948 م.

استطاع الامام أحمد ان يحاصر صنعاء بالقبائل بعد ما اباحها لهم واستمر حصار صنعاء بمن فيها من الدستوريين وإمامهم المعين ( عبدالله بن أحمد الوزير ) عشرون يوما حاول الدستوريين خلالها تدارك الموقف بإرسال الوفود الى الدول المجاورة والشقيقة لتوضيح هدفهم من الانقلاب .. ولكن الامام احمد بذكائه وحنكته استطاع ان يوهم الدستوريين بامور عدة ادت الى إرباكهم منها كما ذكرنا ايهامهم انه متوجه الى صنعاء وكذلك انه كان قد خدعهم بانه لا يريد ان يحكم بعد ما سمع من مقتل ابيه وبعض اخوته وانه اراد التوجه الى المملكة العربية السعودية ليقضي ما بقي من عمره هناك وقد أرسل رسالة الى الملك سعود بذلك بالفعل مما ادى الى ارتياح الدستوريين . وفي غضون عشرين يوما دخلت القبائل صنعاء وأصبح أحمد إماما شرعيا لليمن اعترفت به الدول العربية وقد أعدم الامام احمد كثيرون من الخارجين عن حكمه الذين حاولوا الانقلاب عليه وعلى رأسهم (عبد الله بن أحمد الوزير ) .


قصر الإمام يحيى، في وادي ضر باليمن
أولاده
الإمام أحمد وقد تولى الإمامة بعد أبيه بعد أن انتصر على قادة الإنقلاب الذين خرجوا على أبيه.
سيف الإسلام محمد، (البدر الشهيد) وقد استشهد غرقاً في الحديدة وهو ينقذ بعض رفاقه... وقد نعاه الشاعر الكبير أحمد شوقي ( أمير الشعراء ) بقصيدة رائعة من مطلعها :
مضى الدهر بابن إمام اليمن وأودى بزين شباب الـزمن! وأعول نجد وضج الحجـــــــاز ومال الحسين فعزى الحـــسن ولو أن ميتا مشى للـــعزاء مشى في مآتمه ذو يـــــزن

سيف الإسلام الحسن، وقد توفي في جدة بالمملكة العربية السعودية.
سيف الإسلام الحسين،وقد قتل مع ابيه في حادثة الاغتيال سنة 1948
سيف الإسلام علي،
سيف الإسلام المطهر،
سيف الإسلام(أو سيف الحق) إبراهيم، وقد انشق عن أبيه والتحق بحزب الاحرار في عدن والذي ناهض حكم الامام يحيى وقد أظلق عليه الأحرار هناك لقب ( سيف الحق ابراهيم ) وقد ظهر اسمه في ( الميثاق الوطني المقدس لثورة عام 1948 على انه سوف يتقلد منصب رأيس البرلمان في دولة الدستور ). وجد ميتا في السجن بعد أن فشل الانقلاب ( سنة 1948) وقد شاع وقتها انه قد قتل مسموماً.
سيف الإسلام عبد الله، أعدمه أخوه ( الامام أحمد )هو وأخوه ( سيف الاسلام العباس) بعد فشل انقلاب 1955 الذي قاده ليستولي على حكم أخبه بعد الخلاف الذي حصل في الاسرة الحاكم ( اسرة حميد الدين ) حول موضوع ولاية العهد للامير البدر بن الامام أحمد . وقد أعدم في حجة في ذات العام .
سيف الإسلام العباس، وقد اعدم سنة 1955 مع أخيه سيف الاسلام العباس على يد أخيهما الامام أحمد .
سيف الإسلام إسماعيل،
سيف الإسلام القاسم،
سيف الإسلام يحيى،
سيف الإسلام المحسن، قتل مع أبيه في حادثة الاغتيال سنة 1948
سيف الإسلام عبدالرحمن،
تاريخه
كان الإمام يحيى في الحرب العالمية الأولى قد وقف على الحياد فلا حارب الأتراك ولا شاركهم مع باقي قبائل اليمن الأسفل في حربهم القصيرة ضد المحميات في الجنوب والتقدم إلى لحج. وقد قام الإنجليز رغم انتهاء الحرب واستعداد الأتراك للخروج من اليمن بالاستيلاء على تهامة حتى الحديدة ، لكي تكون مناطق مقايضة مع الإمام يحيى الذي أدرك الإنجليز وبحكم طبيعة الأمور في اليمن، إن الإمام سيتطلع إلى تحرير الجزء المحتل. وقد أخذ الإمام يحيى فعلا المبادرة بعد خروج الأتراك من اليمن التطلع إلى تحرير على المناطق التي أخلاها الأتراك، بل ويتطلع إلى توحيد اليمن بتحرير المحميات في جنوب اليمن. لكن الإنجليز وجريا على سياستهم المشهورة فرق تسد قاموا عام 1921 م بتسليم ما احتلوه من المناطق التهامية إلى حليفهم الإدريسي والذي وقف إلى جانبهم في الحرب بموجب معاهدة صداقة عقدت بينه وبين الإنجليز عام 1915 م، وهكذا وجد الإمام، الذي أعلن قيام المملكة المتوكلية اليمنية نفسه محاطا بالخصوم في الشمال والجنوب والغرب ، ومحروما من الموانئ المدرة للمال جراء نشاطها التجاري، بالإضافة إلى تمردات القبائل بإيعاز بكل ممن أحاطوه، وقد واجه سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى كقائد عسكري لقوات أبيه تمردات القبائل في حاشد وتهامة والبيضاء ببأس واقتدار، كما تمكنت قوات أخرى للإمام من دخول الحديدة بعدئذ دون قتال، وآية ذلك هو موت الأمير محمد الإدريسي المؤسس للإمارة الإدريسية ، لتحل مشاكل خلافة السلطة في الأعقاب وليتسلم الحكم في الإمارة حسن الإدريسي عم محمد المؤسس ، والذي لم يكن بنفس حماس وحنكة المؤسس ، مما مكن قوات الإمام من التقدم شمالا لتحاصر مدينتي صبيا وجيزان ، أهم مدينتين في أعالي الشمال اليمني ، ضمن الإمارة الإدريسية. ولقد رفض الإمام الاعتراف بالإمارة الإدريسية مقابل الدخول في حماية الإمام، بحجة أن الأدارسة المنحدرين أصلا من المغرب العربي دخلاء على البلاد التي كانت دوما جزءا من البلاد اليمنية التي حكمها أجداده. وقد دفع هذا الموقف الحاسم من الإمام الأدارسة إلى الالتجاء بآل سعود الذين قامت دولتهم في نجد والحجاز على أنقاض دولة الشريف حسين وأبنائه، فعقد معاهدة حماية بين آل سعود و الأدارسة عام 1926. وبسط السعوديون على إثرها سلطتهم على بلاد عسير، وهي المعاهدة التي لم يعترف بها الإمام ، مما أدى إلى مواجهات واشتعال حرب بين الطرفين عام 1934م انتهت بتوغل القوات السعودية داخل الأراضي اليمنية الساحلية بقيادة الأمير فيصل آل سعود و توغل القوات اليمنية بعد هزيمتها لقوات الامير سعود آل سعود قرب نجران إلى مشارف الطائف بقيادة الأمير أحمد حميد الدين. و كانت نتيجة ذلك الوضع العسكري توقيع الاتفاقية بين الطرفين وعرفت واشتهرت بمعاهدة الطائف.

وفي مواجهة الإنجليز في جنوب اليمن كان الإمام يحاول توحيد البلاد اليمنية بتحرير المحميات الجنوبية فدخلت قواته الضالع للضغط على بريطانيا كي تسلمه الحديدة، وليعلن عدم اعترافه بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بين قوتين غازيتين على أرض ليست لهما، وقد رأى الإمام أن يستعين بإيطاليا التي تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام 1926 ولم يفت الإنجليز مغزى هذه الاتفاقية ، التي شجعت الإمام على دخول العواذل العليا والسفلى إلى جانب تدعيم قواته في الضالع والبيضاء ، كما عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفيتي في العام 1928 فكان رد فعل الإنجليز على تحركات الإمام هذه هو الحرب التي اشتعلت بين الطرفين عام 1928 ، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على الناس منشورات تهديد وقنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة التي ألقيت عليها، وقد انتهت هذه الحرب و الدخول في مفاوضات انتهت باتفاقية لحسن الجوار عقدت بين الطرفين ، وقد انسحب الإمام فيما بعد من مناطق المحميات التي دخلها، ومع أن الإمام رفض الاعتراف بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بريطانيا وتركيا ، إلا انه اضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاما قادمة ، وهي مدة الاتفاقية ، على أن يتم بحث موضوع الحدود قبل انتهاء مدة هذه الاتفاقية.

اغتياله في الثورة الدستورية
في 17 فبراير 1948 - اغتيال الإمام يحيى حميد الدين إمام اليمن، وذلك بعد عودته من زيارة منطقة بيت حاضر، حيث تم إغتياله على يد مجموعة من الثوار بقيادة القردعي وأطلقوا عليه النار في سيارته مما أدى إلى وفاته، وعرف هذا الحدث باسم الانقلاب الدستوري، حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري، لكن الانقلاب فشل بعد أن قاد ولي العهد أحمد ثورة مضادة أنهت الحكم الدستوري بعد 25 يوماً وتولى أحمد الحكم خلفا لأبيه.
وقد كان الإمام يحيى قد شارف الثمانين من العمر, و دفن بجوار مسجد جامع الرحمة بصنعاء. وفي ذلك اليوم قُتل أيضاً نجلاه الحسين والمحسن, وحفيده الحسين بن الحسن الذي كان على حجره، ووزيره القاضي عبد الله العمري.
الخلافة
نسب القرشي للإمام يحيى وسعة علمه الشرعي كانا الداعي للشيخ محمد رشيد رضا لأن ينادي به خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية. وتلك كانت المرة الثانية التي ينادى فيها بالخلافة لشيعي بعد أن نادى بها المأمون للإمام الإثنا عشري علي الرضا في القرن التاسع الميلادي.

قبله:
- أئمة المملكة المتوكلية اليمنية
1926–1948 بعده:
أحمد بن يحيى


.