الجمعة، ٢٢ يناير ٢٠١٠

اجتياح المغول للشام

Dr Usama Fouad Shaalan MD- PhD rus) (Papyrus) - برديه الدكتور اسامه شعلان


بدءاً من 1253, قام المنغول بمحاولات متكررة لغزو سوريا. وقد فشلوا في معظم محاولاتهم, إلا أنهم لاقوا بعض النجاح في عامي 1260 و 1300, بالرغم من أن العرب كانوا يطردونهم في كل مرة بعد عدة أشهر. لاحظ أن آخر ثلاث غزوات قام بها المنغول بعد اعتناقهم الإسلام.

غزو 1260
بداية عام 1253 بدأ المنغول بقيادة هولاگو اجتياح ما تبقى من الدويلات الإسلامية, ودخلوا سوريا عام 1259. وكانت الدولة الأيوبية تحكم مصر وليبيا والنوبة والشام ماعدا الممالك الصليبية, وقد وصل المغول جنوبا حتى فلسطين ثم توقفوا بسبب موت مونگكه خان امبرطور المنغول فاضطر هولاگو لسحب معظم قطعات جيشه الضخم وترك بالمنطقة فقط 20 ألف جندي بقيادة كتبغا وقد سحقوا بواسطة جيش المماليك بقيادة السلطان قطز في معركة عين جالوت عام 1260 وطردوا من فلسطين ثم هزموا في معركة حمص الأولى عام 1260.

غزو 1271
أرسل أباقا خان بن هولاگو حاكم إلخانات إيران عشرة آلاف منغولي بقيادة ساماقر مع بعض الدعم من السلاجقة الروم إلى الشام مرة أخرى عام 1271 بإلحاح من الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا (الذي يقود الحملة الصليبية التاسعة ) فتحركوا صوب حلب واستولوا عليها وخربوها ولكنهم انسحبوا بسرعة خلف نهر الفرات عندما علموا بمقدم جيش القائد بيبرس من مصر تجاههم. مما جعل الملك ادوارد يطلب معاهدة سلام مدتها عشرة سنوات مع بيبرس.

غزو 1281

معركة حمص الثانية وهزيمة المغولحصلت بتاريخ 29 أكتوبر 1281 وهي المحاولة الثانية لأباقا خان للإستيلاء على الشام مرة أخرى. فبعد هزيمة المنغول بعين جالوت ثم معركة البستان عام 1277 التي صادفت 10 ذي القعدة 675 هجري بقيادة بيبرس أيضا. أرسل أباقا خان هذه المرة أخوه مونجو تيمور بجيش ضخم يقارب مابين 50 إلى 80 ألفا من المغول وإسناد 30 ألف أجنبي غالبيتهم من جورجيا بقيادة ملكهم ديمتريوس الثاني والأرمن بقيادة ليو الثالث.

إلتقى الجيشان جنوب حمص بمواجهة ضارية, وتمكن الكرج والأرمن من اختراق جناحي جيش المماليك مما سبب باضطراب المماليك, لكنهم وبقيادة السلطان قلاوون ثبتوا ثبات المستميت فدمروا قلب الجيش المنغولي وجرح منجو تيمور الذي هرب بسرعة وتبعه جيشه بأكمله, وفضل قلاوون عدم ملاحقة المغول مما حدا للأرمن والجورجيين الإنسحاب من المعركة, وهي معركة حمص الثانية. بعدها بعام مات أباقا وخلفه أخوه أحمد تكودر الذي غير سياسته بعد إشهار إسلامه وفضل التحالف مع المماليك.

غزو 1299/1300
المقال الرئيسي: الغارات المنغولية على فلسطين
المقال الرئيسي: معركة وادي الخازندار
في صيف 1299 أرسل ملك أرمنيا حيطوم الثاني رسالة إلى خان المنغول الأليخاني محمود غازان يطلب منه الدعم لغزو الشام. فعبر محمود غازان الفرات وغزا الشام مرة أخرى واستمر جنوبا حتى شمال حمص, خلال تلك المدة كان غازان يرسل الرسل إلى فرنجة قبرص (ملك قبرص وزعيم فرسان الهيكل وفرسان الإسبتاريين والفرسان التيوتونيين) يحضهم على مساعدته خلال هجومه على المماليك بالشام. وقد أرسل رسالته الأولى بتاريخ 21 اكتوبر ووصلت بعد 15 يوما وأرسل رسالة أخرى في نوفمبر.[1]

لم تثبت المصادر استلامه أي رد مع ذلك استمر بالمضي جنوبا صوب حلب فاحتلها. وهناك انضم إليه الملك حيطوم بقواته التي تحتوي أيضا بعض فرسان المعبد والهيكل وشاركه بقية الغزو.[1]

المدد المملوكي أرسل من مدينة دمشق وتقابل الجمعان بوادي الخازندار يبعد من 2 إلى 3 فراسخ شمال شرق حمص, القوات المغولية عددها يقارب ال 60 ألف رجل ومعهم 40 ألف مقاتل من الكرج (من جورجيا) والأرمن, المماليك كان عددهم من 20 إلى 30 ألف مقاتل. وقد تفاوتت المصادر عن نتيجة المعركة, فالمصادر الغربية تؤكد أن المواجهة التي حصلت بتاريخ 23 أو 24 ديسمبر من عام 1299 كانت لصالح المنغول ضد المسلمين بينما المصادر الإسلامية تقول أن المسلمين إنتصروا بتلك المعركة ولكن الإشاعات التي تقول بهزيمة المسلمين داخل المعركة سببت بتراجعهم. والعجيب أن خسائر المماليك قليلة (من 200 وحتى الألف شهيد) مقابل خسائر المنغول (من 5 إلى 14 ألف قتيل), مع ذلك انسحب المماليك من المعركة. خلال تراجعهم تعرضوا لمضايقات من جانب الموارنة والدروز الذين كانوا يريدون الإستقلال من المماليك وبناء كيانات خاصة لهم. وقد طاردت إحدى الفرق المغولية المماليك حتى غزة،[1] لتدفعهم للإنسحاب إلى مصر.

تقدم الجيش المنغولي بعد تلك المعركة حتى وصل أطراف دمشق أوائل عام 1300, وهي شبه خاوية بعد أن فر أهلها إلى مصر بعد سماعهم أنباء تقدم المغول صوب مدينتهم وتحصن حاكمها بقلعة دمشق, وقد لاقت الحشود الهاربة معاملة حسنة من المغول, فمحمود غازان أراد تجنيب المدينة الفظائع التي لاقتها المدن الأخرى خلال الغزوات المنغولية السابقة. ولكن المقاتلين القپچاق الترك ويقدر عددهم بعشرة آلاف جندي بدأوا بنهب المدينة مما حدا ببقية الجيش أن ينهبوا المناطق المحيطة وقدر بأن مايقرب من 3,600,000 درهم قد نهبت.

حاكم المدينة المسمى أرجواش قد تحصن بقلعة دمشق وأخذ جميع السلاح عنده. أما المغول الذين حاصروا المدينة لمدة عشرة أيام (مابين 30 ديسمبر 1299 و 6 يناير 1300) كانوا تقريبا قد دمروها بالكامل قبل أن يرحلوا عنها رغم مقاومة القلعة لهم. بعد ذلك أمر محمود غازان بسحب معظم جيشه في فبراير والعودة إلى ماوراء الفرات, والسبب في ذلك كما يعتقد إما خوفه من تحرش خانات مغول الجكاتاي للحدود الشرقية لدولته, أوأنه أراد العودة إلى مناطق رعي أفضل لخيله. وقد تعلم المماليك بأن وفرة المراعي شيء مهم للمغول, فأخذوا بالإعتبار حرق المراعي حتى يسحبوا هذا المصدر من المعادلة فلا يستفيد منها العدو بشيء.

وقد توعد غازان بأنه سيعود شتاء 1300 -1301 ليحتل مصر.[1]

خلال تلك المدة أبقى غازان بعض القوات المنغولية (حوالي 10,000 خيال) تحت قيادة مولاي المغولي وحكم سوريا لحوالي 3 أشهر،[1] وأرسل الغارات التي وصلت حتى القدس وغزة.[1][1][1][1] ولكن تلك القوة الصغيرة اضطرت للارتداد بسرعة عندما علمت بعودة المماليك في مايو 1300. وقد عاد غازان إلى سوريا بعدما انتهى من طرد الچگتاي, أواخر العام نفسه وعبر الفرات مابين 14 ديسمبر 1300 و 1 يناير 1301. بدأ الرعب بدمشق بعد تجدد التهديد خاصة عندما سحب المماليك جيشهم إلى مصر بدون أي قتال مع المنغول. فيما عدا قوة صغيرة من المغول هزموا بالقرب من حلب بواسطة قوة من حماة. وقد شجع هذا الأمر في دمشق بأن يرسل الحاكم قوة كبيرة من مصر ولكن المغول لم يلبثوا إلا قليلا وتركوا الشام بسبب حالة وفاة بعائلة محمود غازان وربما حصول بعض المشاكل عنده.

جبيل
في أوائل 1300 تحرك إثنان من أمراء الفرنجة (گي من إبلين و جان من جبيل) من قبرص صوب الشام استجابة لنداء محمود غازان وكونوا قاعدة بقلعة نفين في جبيل على الساحل السوري مع نية الإنضمام إلى المغول, ولكن غازان كان قد رحل.[1][1] فحاولوا كذلك حصار طرابلس ولكن عبثاً،[1] مما جعلهم يقفلون راجعين إلى قبرص.

غزو 1303 ومعركة شقحب
عاد المغول مرة أخرى إلى الشام عام 1303 واتجهوا كالعادة إلى دمشق ولكن عند سهل شقحب هزموا على يد جيش المماليك هزيمة ساحقة, وطردوا من الشام إلى الأبد. وتعتبر معركة شقحب من المعارك الفاصلة بالتاريخ الإسلامي ضد المغول بعد عين جالوت وهي الوحيدة التي شارك فيها الشيخ ابن تيمية.

التعاون الاوروبي المنغولي
المقال الرئيسي: التعاون الاوروبي المنغولي
كان هناك الكثير من المراسلات بين إلخانات والملوك المسيحيين في غرب اوروبا, إلا أن تعاونهما لم يرق إلى مستوى قادر على اخضاع المشرق. .[1] بالإضافة للتعاون العسكري مع الدويلات الصليبية بالمشرق، فقد حصل المنغول على الدعم من الدويلات المسيحية التي أخضعوها، ومنهم جورجيا, مملكة قليقيا الأرمنية, وإمارة أنطاكية.