الأحد، ١٩ سبتمبر ٢٠١٠

المسجد فى ساحه دير سانت كاترين



دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب م

قصة بناء الدير

توجد وثيقة هامة بمكتبة دير سانت كاترين رقم كتبت بعد عام 883م عن إنشاء دير سانت كاترين باللغة العربية تتضمن أن رهبان الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حالياً) كان لهم برج يلجئون إليه قبل بناء الدير وأن الرهبان فى منطقة الجبل المقدس ناشدوا جستنيان أن يبنى لهم دير فكلف مبعوث خاص له سلطات كاملة وتعليمات مكتوبة ببناء دير فى القلزم (السويس حالياً ) ودير فى راية بطور سيناء ودير على جبل سيناء.

وثيقة إنشاء دير سانت كاترين
ولقد بنى هذا المبعوث كنيسة القديس أثاناسيوس فى القلزم والدير فى راية وهو الدير الذى اكتشفته منطقة جنوب سيناء فى قرية الوادى 6كم شمال مدينة طور سيناء وأطلقت عليه دير الوادى وأن هذه المنطقة التى تشمل دير الوادى والآثار المسيحية بوادى الأعوج المجاور للدير هى منطقة رأس راية المقصودة فى هذه الوثيقة وليست المنطقة التى تسمى رأس راية حالياً والتى سميت بهذا الاسم نسبة إلى ضريح الشيخ راية ولا علاقة لها بأى آثار مسيحية لأن ما كشف بها حتى الآن آثار إسلامية.

أما عن بناء دير طور سيناء (دير سانت كاترين فيما بعد), فى الوثيقة يوضح أنه عندما ذهب مبعوث جستنيان لجبل سيناء وجد أن شجرة العليقة فى مكان ضيق بين جبلين ووجد بجوارها برج وعيون ماء وكان ينوى بناء الدير على الجبل (جبل موسى) ليترك الشجرة المقدسة والبرج كما هما ولكن عدل عن ذلك لعدم وجود مياه أعلى الجبل وصعوبة توصيل مياه إليه وبنى الدير قرب شجرة العليقة وقرب مصادر المياه وشمل داخله البرج الذى بنته الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى.

وعندما عاد مندوب جستنيان إليه وحكى له أين وكيف بنى الدير قال له أنت مخطئ لماذا لم تبنى الدير أعلى الجبل ؟, أنت بذلك وضعت الرهبان فى يد الأعداء وأجابه المندوب أنه بنى الدير قرب مصادر المياه لأنه لو بناه أعلى الجبل وتم حصار الرهبان سيموتون عطشاً وأنه بنى الدير قرب شجرة العليقة كما قام مندوب جستنيان ببناء كنيسة صغيرة أعلى جبل موسى فى المكان الذى تلقى فيه نبى الله موسى عليه السلام ألواح الشريعة (ما زالت موجودة حتى الآن بجوار الجامع الذى بناه الفاطميون أعلى الجبل ) ولكن جستنيان لم يعحبه بناء الدير أسفل الجبل لوجود خطورة على الرهبان من أن يهاجمهم أحد من أعلى الجبل وقال للمندوب لماذا لم تهدم الجبل المطل على الدير بعد بنائه أسفل الجبل فرد عليه المندوب قائلاً " لو انفقت أموال أرض الروم والشام ومصر ما يكفى أن يدك ذلك الجبل " فغضب الملك وامر بضرب عنقه.

دير سانت كاترين

وقد عالج جستيان ذلك كما تروى وثيقة أخرى بالدير رقم 692 باللغة العربية بإرساله مائتى شخص بنسائهم وأولادهم من منطقة البحر الأسود ومن مصر للقيام بحماية الدير ورهبانه ومايزال أحفادهم بسيناء حتى اليوم ويقوم الرهبان بإطعامهم من خيرات الوديان المبعثرة هنا وهناك بينما يتولون هم حمايتهم وكل الخدمات المتعلقة بالدير كحراس دائمين للدير وبنى لهم أماكن خاصة خارج الدير تقع شرق الدير (تم كشفها فى حفائر بعثة آثار جنوب سيناء) وعندما جاء الإسلام دخل هؤلاء الحراس فى الإسلام وأحفاد هؤلاء الجنود الرومان والمصريين الذين كانوا يقومون بحراسة الدير منذ القرن السادس الميلادى ما يزالون على خدمة الدير ويعرفوا بقبيلة الجبالية نسبة إلى جبل موسى .

ن
جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل يديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية فهم ليسوا مصريين أو عربا ولا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.



تاريخ الدير

دير سانت كاترين

عود تاريخ دير القديسة كاترين الى مطلع القرن الرابع اي قبل اعتراف الامبراطور الروماني قسطنطين رسميا بالدين المسيحي واعتناقه المسيحية. ذاع حينذاك صيت امراءة مسيحية من الاسكندرية اسمها كاترين اشتهرت بقدرتها على احالة الكفار الى الدين المسيحي. وحاولت

سلطات الاسكندرية اقناعها بالتخلي عن رسالتها السامية، فرفضت، وحكم عليها بالاعدام. لكن جثمانها - كما قيل- اختفى بعد موتها وظهر على جبل سيناء. وقيل ايضا ان الملائكة هم الذين نقلوه الى هناك على اجنحتهم. وضعتها الكنيسة المسيحية في منزلة القديسين وانشأت دير على جبل سيناء تخليدا لذكراها. ومنذ ذلك الحين صار المسيحيون من العالم المسيحي كله يقومون بالحج الى دير القديسة. لكن الصعود الى الجبل الذي هو اعلى من جبل موسى ب 400 متر كان محفوف بمخاطر. لذلك شهد القرن العاشر الميلادي انزال بقايا القديسة الى كنيسة مسيحية واقعة بالقرب من الجب حيث تم تشييد دير القديسة.


تعزو الاسفار الروسية اول حج قام به الروس الى دير سيناء الى الراهب أغريفيني الذي زار الدير عام 1370 . وكان الحج الى الاماكن المقدسة في فلسطين وسيناء من روسيا في تلك الحقبة مأثرة حقيقية، وكان يستغرق سنوات. وبقي الكثير من الحجاج في الصحراء دون ان يعودوا الى الوطن. وقام زوسيما شماس كاتدرائية الثالوث والقديس سيرغي بضواحي موسكو عام 1419 بالحج الى سيناء. واستطاع العودة الى روسيا حيث اصدر كتابا اطلق عليه عنوان "رحالة" وكتب الرحالة الروسي يليسييف في كتابه "الطريق الى سيناء" عام 1881 انه لقي فلاحين روس مرتدين ازياء روسية تقليدية بقمصانهم الحمراء وجزماتهم الجلدية على شاطئ البحر الاحمر. وقال يليسييف ان ميزة الحجاج الروس هي البساطة الايمان بالله وامكاناتهم الشخصية وعدم المبالاة بالمصاعب والعقبات، الامر الذي اعجب المصريين كثيرا، لذلك لم يتعرضوا لاعتداءات أونهب في معظم الاحوال.

اعلن القياصرة الروس انفسهم بعد انهيار الامبراطورية البيزنطية في القرن الخامس عشر الميلادي رعاة رئيسيين للدين الارثوذكسي المسيحي. وتحول دير القديسة كاترين في سيناء الى عنايتهم الخاصة، حتى اعلنت روسيا عام 1689 رسميا رعايتها للدير وذلك بسبب ان كاترينا تعتبر احدى القديسات الاكثر عبادة في روسيا.علما ان وسام القديسة كاترينا كان اعلى وسام يقلد للنساء الروسيات قبل عام 1917. و تخليدا لهذا الحدث تم تصنيع تابوت خاص لبقايا القديسة كاترين يحتفظ به لحد الآن في مذبح الكنيسة الارثوذكسية بدير السيناء.

وكان من المعتقد حتى زمن غير بعيد ان احدى الايقونات بريشة الرسام القديس اندريه روبليوف تحفظ في دير القديسة كاترين. واتضح في اواخر القرن العشرين ان اقدم ايقونة تحفظ في الدير يعود زمانها الى القرن السادس عشر فقط ، علما ان الرسام القديس اندريه روبليوف كان يعيش في نهاية القرن الرابع عشر ومطلع القرن الخامس عشر. لكن دير سيناء كان قبل منتصف القرن التاسع عشر يمتلك تحفة نادرة جدا يمكن مقارنتها بتحف الفاتيكان وهي مخطوطة العهدين القديم والجديد باللغة الاغريقية القديمة الذيين يعود تاريخهما الى القرن الرابع الميلادي والذي عثر عليها في دير القديسة كاترين. وقد سلم رهبان الدير المخطوطة الى روسيا لدراستها شريطة ان تعاد فيما بعد الى الدير. لكن لم يكتب للمخطوطة العودة الى مكانها الاصلي لان روسيا لم ترغب في عليقة موسىاعادتها الى الدير. وبدأت المباحثات مع راعي الدير اسفرت عن توقيع اتفاقية اهداء المخطوطة التي اطلق عليها ميثاق سيناء لروسيا. وقد اصدر الامبراطور الروسي الكسندر الثاني عام 1869 مرسوما يقضي بمنح الدير لقاء ذلك مبلغ قدره 9 آلاف روبل روسي. وانفقت هذه الاموال لانشاء برج اجراس في الدير. لكن روسيا لم تعد تمتلك هذه المخطوطة بسبب ان الحكومة السوفيتية باعتها عام 1933 للمتحف البريطاني مقابل 100 الف جنيه استرليني.

جدير بالذكر ان الدير استطاع الاحتفاظ الى جانب تلك المخطوطة المقدسة بعدد كبير من الكتب والمخطوطات النادرة والقيمة جدا، وبينها مخطوطات قديمة باللغة الروسية يعود تاريخها الى القرنين السادس عشر والسابع عشر ومقطتفات من المخطوطات المسيحية باللغة الجورجية القديمة يعود تاريخها الى القرنين التاسع والعاشر الميلاديين.

واخيرا فان دير القديسة كاترين يشتهر بعلّيْقة موسى التي تذكر في العهد القديم والتي تنبت هنا داخل جدرانه بالقرب من جبل سيناء. وتجتذب عليقة موسى الحجاج من أنحاء العالم المسيحي كله الذين يحضرون الى الدير لعبادتها.

قصة القديسة كاترين

تقول القصة أن القديسة كاترين -بنت حاكم الاسكندرية- آمنت بالله في بدايات العصر المسيحي دون بقية أسرتها، وكان أبوها حاكم الإسكندرية، فأراد أن يلهيها عن إيمانها بجميع المغريات ومنها محاولته لتزويجها، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، فأمر بتعذيبها إلى أن ماتت. وأن الملائكة حملت جثمانها واختفت به بعد وفاتها ولكنه اكتشف بعد 500 عام على قمة الجبل الذي أقيم عنده الدير وسمي باسمها.

الكنيسة الأرثوذكسية


يضم دير سانت كاترين بعض أقدمالأيقونات في الوجود, مثل هذه الأيقونة المصنوعة بالشمع الساخن من القرن السادس.


القيمة الأثرية

  • يحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، ويقولون عنها أنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.
  • إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير ومسموح بالزيارة من الصباح الباكر وحتى الظهر بعد ذلك يغلق أبوابه أمام الزوار ليتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية.
  • يلتزم جميع السياح الغربيين وغيرهم بالاحتشام في الملبس عند دخول الدير، وتتوفر هناك أثواب فضفاضة يرتديها من أراد من الناس قبل دخولهم الدير.
  • المدخل الوحيد للدير كان باب صغير على ارتفاع 30 قدم ،وقد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء، حيث كان الناس يرفعون ويدلون بصندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات. أما الآن فهناك باب صغير أسفل سور الدير.

لدى الرهبان اليونان في دير سانت كاترين في شبه جزيرة سيناء الكثير مما يفخرون به، وينسبونه إلى ديرهم الذي قاوم الزمن والإمبراطوريات والاهم ربما الصحراء القاسية، وعلى الأرجح فان القصة الملحمية للقديسة التي يحمل الدير اسمها، مصدر الهام دائم لهم في وحدتهم بين الجبال الشاهقة الصماء، ولكن ما يكتسب أهمية كبيرة لديهم تلك الأشياء القليلة التي يقولون أنها تعود لعصر النبي موسى عليه السلام، واهمها شجرة العليقة.

والربط واضحا بين وجود العليقة في المكان وذلك النص في الكتاب المقدس "وأما موسى عليه السلام فكان يرعى غنم يثرون حميّه كاهن مديان، فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب وظهر له ملاك الرب بلهيب نارٍ من وسط عليقة" (خروج 1 ـ 2/3)

ومثل كل الأماكن والرموز التي يعيدها الباحثون والناس إلى فترة الكتاب المقدس الغامضة تاريخيا، لا يمكن أبدا الجزم حول مدى صحة عمر هذه العليقة، ولكن أهم دليل لدى الرهبان، الذين لا يخفون عنصريتهم تجاه الاخرين، على قدسيتها، هي أنها دائمة الاخضرار على مدار العام، ويمكن للزائر أن يخالفهم الرأي في ذلك، ويرى عليها أوراق كثيرة جافة، مثلما يحدث مع كل الشجر.

وخلال مئات العقود، كانت العليقة مثار اهتمام أجيال من الرحالة والحجاج والفنانين، الذين كتبوا عنها وعن الدير، ومن بينهم مثلا الروائي اليوناني نيقولاس كازنتزاكس، الذي كتب يوميات ضمنها مسار رحلته من البتراء الأردنية إلى دير سانت كاترين.



المسيحية الأرثوذوكسية

Ορθοδοξία

هي مذهب من المسيحية يُرجع جذوره بحسب أتباعه إلى المسيح والخلافة الرسولية والكهنوتية. وكانت المسيحية كنيسة واحد حتى الانشقاق الذي حصل بين الكنيسة الغربية (الرومانية الكاثوليكية) والشرقية (الرومية الارثوذكسية).

ومعنى كلمة أرثوذكسية أي الرأي القويم، والإيمان المستقيم

الكنائس الأرثوذكسية التقليدية هي الكنائس الشرقية، منه البيزنطية (أي الرومية أو ما تسمى أيضاً باليونانية) والسلافية، وقد تمانشقاق الكنيسة بين الغرب (الفاتيكان والمسماه اليوم الرومانية الكاثوليكية) وبين الشرق (الرومية، البيزنطية، والمساماه أيضاً اليوم الرومية الأرثوذكسية. وقم استفحل هذا الانشقاق على ايام ميخائيل كيرولارس بطريرك القسطنطينية عام 1054 ،لاسباب سياسية أكثر منها عقائدية.

ومن المعلوم أن المراجع القديمة بما فيها العربية كانت تسمي رومان القسم الشرقي من الأمبراطورية الرومانية روم تميزاً لهم عن رومان القسم الغربي من الأمبراطورية، في حين سمّاهم الغربيون منذ القرن التاسع "Greek".

انتشرت الأرثوذكسية الشرقية في روسيا وبلاد البلقان واليونان وعموم الشرق الادنى, اما المسيحيون التابعين للكنيسة الارثوذكسية و الساكنين في البلدان العربية فيطلق عليهم اسم الروم الارثوذكس بسبب انهم يتبعون الطقوص الدينية اليونانية البيزنطية.

و تتبع الكنيسة الارثوذكسية النظام البطريركي القديم, و لهذا رئاسة الكنائس الارثوذكسية تتبع نظام البطريركية فيدعى رئيسها بطريرك . وهي:

و اما ما تلى من كنائس فيدعى النظام الرئاسي فيه برئاسة الاساقفة وهي:

وهذه كنائس شبه مستقلة:

  • يمكن الاطلاع عليها جميعها في الصندوق على اليسار.

قانون إيمانها

  • نؤمن بإله واحد آبٍ ضابط الكل. خالق السماء والأرض. وكل ما يُرى وما لا يُرى. وبربٍّ واحد يسوع المسيح. ابن الله الوحيد. المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور. إله حق. من إله حق. مولود غير مخلوق. مساوٍ للآب في الجوهر. الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء. وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. وتألم وقبر وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب. وصعد إلى السماء. وجلس عن يمين الآب. وأيضاً يأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات. الذي لا فناء لملكه. وبالروح القدس الرب المحيي. المنبثق من الآب. الذي هو مع الآب والابن. مسجود له وممجد. الناطق بالأنبياء. وبكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. ونترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. آمين.
  • إننا نعلّم جميعنا تعليماً واحداً تابعين الآباء القديسين. ونعترف بابن واحد هو نفسه ربنا يسوع المسيح. وهو نفسه كامل بحسب اللاهوت وهو نفسه كامل بحسب الناسوت. إله حقيقي وإنسان حقيقي. وهو نفسه من نفس واحدة وجسد واحد. مساوٍ للآب في جوهر اللاهوت. وهو نفسه مساوٍ لنا في جوهر الناسوت مماثل لنا في كل شيء ماعدا الخطيئة. مولود من الآب قبل الدهور بحسب اللاهوت. وهو نفسه في آخر الأيام مولود من مريم العذراء والدة الإله بحسب الناسوت لأجلنا ولأجل خلاصنا. ومعروف هو نفسه مسيحاً وابناً وربّاً ووحيداً واحداً بطبيعتين بلا اختلاط ولا تغيير ولا انقسام ولا انفصال من غير أن يُنفى فرق الطبائع بسبب الاتحاد بل إن خاصة كل واحدة من الطبيعتين ما زالت محفوظة تؤلفان كلتاهما شخصاً واحداً وأقنوماً واحداً لا مقسوماً ولا مجزّءاً إلى شخصين بل هو ابن ووحيد واحد هو نفسه الله الكلمة الرب يسوع المسيح كما تنبأ عنه الأنبياء منذ البدء وكما علّمنا الرب يسوع المسيح نفسه وكما سلّمنا دستور الآباء.
  • ونعترف بالمثل، بحسب رأي الآباء القديسين: في المسيح مشيئتان وإرادتان طبيعيتان وفعلان طبيعيان بدون افتراق، بدون استحالة، بدون انفصال، بدون اختلاط، (ونعترف): في إرادتان طبيعيتان غي متضادتين -معاذ الله- ... ولكن الإرادة الإنسانية (في يسوع) مطيعة وغير مقاومة وغير ثائرة بل خاضعة للمشيئة الإلهية والكلية القدرة. فكان على مشيئة الجسد أن تتحرك، ولكن أن تخضع للإرادة الإلهية وذلك بحسب أثناسيوس الحكيم جدا.ً
  • إننا نقبل الأيقونات ونسجد لها ونكرمها،احتراماً للذين صوّرت عليهم لا عبادة لهم، لأن العبادة إنما تجب لله وحده دون غيره".





مسجد الدير

الجدير بالذكر أن هناك مسجد صغير، قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه

داخل الدير حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر، على أن البعض وخاصة من المستشرقين يفسرون ذلك على أنه شكل من أشكال فرض السيطرة الإسلامية في ذاك الوقت، كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور -الذي يبلغ ارتفاعه من 40-200 قدم - وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرض الدير لبعض الهجمات.

مسجد داخل دير! نعم، المسجد موجود وحتى الآن بداخل دير طور سيناء أو سانت كاترين في شبه جزيرة سيناء المصرية. كيف ذلك؟ ولماذا؟ ومتى؟ وغيره من الاستفسارات. سنحاول الإجابة عليها من خلال تلك الورقة المعتمدة على أسانيد ومستندات تاريخية يحتفظ بها الدير وأيضا المصادر والمراجع القليلة(النادرة) التي تحدثت عن هذا الأثر الإسلامي الخالد.

المسجد(1) يقع بجوار الكاتدرائية بالقرب من برج كنيستها من الجهة الغربية البحرية على مسافة تقرب من ثلاثة الأمتار(2)، كما تعلو أرضه عن أرض الكنيسة بنحو خمسة عشر متراً(3)، ومع ذلك فمنارته أقل ارتفاعا من برج الكنيسة. ومن المتواتر أن المسجد قد بني فيما بين عامي(1101 و1106م)، بأمر من أبي علي المنصور انوشتكين(495-524هـ/ 1101-1131م)، وزير الخليفة الآمر(4) الذي ربما عزّ عليه أن يرى البدو المسلمين الذين كانوا يسكنون شبة الجزيرة السينانية، وكانت كثرتهم تدين بالطاعة للدير من دون محل لائق للعبادة فشِّيد هذا المسجد. بالإضافة لمسجدين آخرين في "وادي فيران" وثلاثة فوق جبل موسى، وعند حصن الساحل بجوار "أيلة"(5).

وهناك من يرى أن بناء هذا المسجد في تلك البقعة من سيناء كان من أجل الحجاج المسلمين المتجهين في طريقهم للحجاز عبر الوادي المقدس(6).

والأمر الذي تجدر الإشارة إليه أن الجامع قد شيد خلال القرن الحادي عشر في وقت كان فيه الرهبان يتعرضون لخطر كبير، إذ كان الخليفة الحاكـم قد أمر بهدم المؤسسات المسيحية سنة 1090م، وهو تاريخ اغتيال البطريرك يوحنا الأثيني على يد المسلمين.

وأيا ما كان الأمر فقد أحسن الخليفة الآمر إلى الرهبان، فعندما أمر ببناء هذا المسجد لم يتعرض لمباني الدير الأخرى، بل بناه بجوار كنيسة التجلي ويسمى هذا المسجد عند بعضهم بالمسجد الفاطمي ويعرف أيضاً في أوراق الدير بالمسجد العَمْريِّ لاعتقادهم إنه بُنيَ على عهد الوالي عَمْرو بن العاص والصحيح أنه نسبة للآمر، ومن ثَمَّ حُرِّف إلى "العَمْرِي" كما أنه من تقاليد الرهبان التصريح بالخطأ: أنه بني على عهد الحاكم بأمر الله(336-411هـ/ 966-1021م) وإن كنا نعتقد أنهم قد خلطوا بين الآمر والحاكم بأمر الله(7).

وقد شيد المسجد زمن "الأنبا زخاريا" الذي عينه الآمر أسقفاً للدير بموجب المنشور الصادر سنة (1103م)(8).

ويبلغ المسطح الداخلي للمسجد: طول الضلع الشرقي 7.17م والضلع البحري 15.43م والغربي 7.40م والقبلي 10.12م ولـه ثلاث نوافذ، طول كل منها متر ونصف المتر، وعرضها نحو المتر وهي مفتوحة في مواجهة الباب.

والمسجد له منارة منفصلة عنه تبعد مسافة مترين، وتحتوي على 36 درجة ويبلغ طولها نحو 11 متراً إلى الدرج الذي يقف عليه المؤذن، والمسجد مبني من الحجر الجرانيت والطوب النَّيَّء، كما أنه على شكل حجرة واحدة لا يزيد اتساعها عن 7X 10 أمتار، ويحمل سقفه عمودين. وعموماً فالمسجد من الناحية العمرانية والجمالية بناء بسيط للغاية

(9). أما أهم ما يحتويه من آثار تاريخية فهو المنبر، وكرسي الشمعدان، وكرسي المصحف اللذان صُنِعَا في مصر سنة(1106م). ويبلغ طول المنبر مترين وسبعة وأربعين سنتيمتراً، وارتفاع بابه نحو مترين واثنين وستين سنتيمتراً، ومدخلة على شكلٍ نصفِ دائريٍّ مدبب الرأس وتوجد لوحة خشبية تتضمن كتابة في ستة أسطر بالخط الكوفي(10).

أما الكرسي فعلى شكل هرم مقطوع نُقِشَ على جوانبه سطران بالخط الكوفي أيضا، سَطْرٌ من أعلى، وسطر من أسفل وفيهما اسم باني المسجد وما له في سيناء من مآثر(11)، كما يوجد في محراب المسجد حجر من المرمر الصَّقلِّيّ مدون عليه بعض أسماء الزوار المسلمين(12)، والكتابات المسجلة بالحبر الأحمر على محراب المسجد مكتوبة بالخط الثلث(13).

ويقوم على خدمة المسجد جماعة يقال لهم "الخوجات" وهم من قبيلة صغيرة تدعى "الرزنة"، التي هي إحدى بدنات قبيلة "أولاد سعيد" من قبائل الطور، بدنه الرزنة هذه تتناوب خدمة المسجد من عهد طويل وعربان الرزنة ليسوا أصلاً من العرب".

أولاد سعيد هم أغراب ولكنهم لجأوا إليهم بالأخوة، وإن ذهب بعض المؤرخين إلى إرجاع أصلهم إلى مصر، وأن أجدادهم كانوا قد أرسلوا خصيصاً لخدمة المسجد ثم تناسلوا بين البدو المحيطين والتجأوا إلى قبيلة كبيرة شأن القبائل المستضعفة، ويحتمل أن يكون اسم "الرزنة" تحريفاً للاسم القديم "راتانو" أو "رازانوا" وهؤلاء الخوجات يتناوبون خدمة المسجد أسبوعياً وللخوجة مرتب شهري يضاعف في رمضان وله أيضاً محل للنوم بالدير.

وتشير بعض الوثائق إلى هؤلاء "السدنة" و"الخدام" الذين كانوا يلقون من رعاية الدولة مثلما يلقى "الرهبان"، وتحكي إحداها أنهم تعرضوا لبعض المضايقات ممن لا ينتمون للدير بصلة، فلما علم المسؤولون بالأمر أصدروا أمرهم "لأغات قلعة الطور" -قائد الحماية العسكرية- بالعمل بكل الشدة والحزم على وضع حد لتلك المضايقات وإرجاع الأمر إلى ما كانت عليه من هدوء وسلام.

وكثيراً ما نجد في وثائق الدير إشارات لقيام الرهبان بترميم المسجد وإصلاحه أكثر من مرة تبرعاً منهم وذلك بعد صدور الإذن لهم بهذا(14)، وكذلك مرسوم السلطان إينال(1453- 1465م) أن الرهبان يقيمون مؤذناً للمسجد على جاري عادتهم(15)، وفي مرسوم "السلطان قايتباي" (1468-1496م) أوجب على الرهبان أن يقيموا للمسجد كل ما يحتاجه من زيت الوقود وإنارة وتنظيف المسجد، ومؤنة المؤذن، هذا بالإضافة إلى إقامة مؤذن جديد كلما مات المؤذن، ويقوم المؤذن بدوره بحماية الرهبان(16).

وبالرغم من ذلك تشير بعض الوثائق على الوشاية والتعريض بالرهبان عند الحاكم بسبب المسجد، بزعم أنهم يحتسون الخمر بداخله كما اتهموا بسد باب المسجد إلى خارج الدير حتى يحجبوا المسلمين عن الصلاة بداخله.

وفي المقابل وجدت وثائق تؤكد نصرة الرهبان للمسجد ورعايته لخدامه وزواره(17). وتشير إحدى الوثائق(18) إلى حدوث خلاف بين رهبان الدير وسيدي "محمد بن الشيخ عمر الذكور"، مستحفظان قلعة الطور، والناظر على المسجد الكائن بالقلعة، حول وجود بعض النخيل الموقوف على المسجد داخل بساتين الدير، وأراد المدعي أن يلزم الرهبان بتعهد ثمار تلك النخل بالنظافة والحراسة فأنكر رهبان الدير هذا الأمر، وطالبوا المدعي بإثبات ذلك، فلم يستطع ومن ثم صدر الحكم في صالح الرهبان بموجب حجة شرعية، ويدل هذا الحكم على العدالة والبعد عن التعصب. كما أصدر السلطان سليمان الأول أوامره إلى نائب الشرع بالطور والدزدار بمنع النواب من الاعتداء على الدير ومحتوياته وخاصة "المسجد الداخل من الدير"(19). وتتوالى الفرمانات(الأوامر) السلطانية للمحافظة على مسجد الدير، فهناك فرمان صادر في عهد السلطان مراد الثالث وموجَّه إلى ذوات الجهات السابقة لمنع أحد مشايخ العربان –ويدعى أبو بكر- من هدم المسجد وبناء مسجد آخر مكانه هذا بالإضافة إلى اعتدائه على الرهبان وأمر السلطان بالإبقاء على المسجد وتعميره(20). وبمرور الزمن خلا المسجد من المصلين والزوار، وأصابه الإهمال. ويقول الأب "مستيرمان": إن العرب هجروا المسجد منذ سنين طويلة وإن احتفظ المسجد بكرسيه ومنبره إلا أنه لا يحتفظ بالغرض الذي شيِّد من أجله بل صار مخزناً للحبوب والفواكه، أما المئذنة فهي في حالة يرثى لها(21). ولكن تم الاهتمام بالمسجد مرة أخرى مع بداية القرن العشرين حينما أمر الملك "فؤاد" بفرش المسجد، وتعيين مرتبات للخدم وسدنته، وفي فترة لاحقة وضع المسجد والدير في أولويات هيئة الآثار المصرية ورعايتها، وأصبح مثل الدير، من آثار مصر التاريخية(22).

*****************

الهوامش لقصه مسجد الدير

*) باحث من مصـر.

[1] - أول إشارة وصلتنا عن المسجد كانت عن طريق الراهب "جاك الفيروني" الذي زار الدير عام (1335م) وقال: (إن المسجد قائم ببرجه- مئذنته- وهناك يمارس رجال الدين المسلمون شعائرهم دون اعتراض من الرهبان الخاضعين للسلطان المسلم)، كما أشار إليه الحُجَّاج الإيطاليون الذين سافروا من القاهرة إلى الطور عام (1384م)، ويلاحظ أن الإشارات للمسجد كانت ممزوجة بروح التعصب الغربي التي كانت سمة لذلك العصر، وقد نشرت رحلة "الفيروني" في دورية الشرق اللاتيني عام (1895م).

2 - أحمد شفيق، مذكرات عن زيارة إلى دير طور سيناء وطواف بالسيارات من صحراء سيناء (القاهرة: م الأميرية 1927م) ص15، - Bassili; Sinai and St. Catherine Monsastry, Cairo, 1957, p.109.

- Atiya; the Arabic Treusutres of the convent of Mount Sinai in Proceedigs, vol. 11, 1957…,p.13;

ويرجعها كل من أحمد رمضان وشقير إلى نحو خمسة عشر متراً، ويرجعها مرقص سميكة وسالم إلى عشرة أمتار عند الأول وستة أمتار عند الثاني، وبالنسبة للسيد رابينو فقد حددها على مبعدة سبعة أمتار بالتقريب انظر: رابينو، "جامع دير القديسة كاترين بطور سيناء" في المقطف، م89 سنة 1936م، ص401.

3 - نعوم شقير، تاريخ سيناء القديمة والحديثة وجغرافيتها (بيروت 1991م)، ص214، أحمد رمضان، شبه جزيرة سيناء في العصور الوسطى، ص100.

4 - الخليفة "الأمر بأحكام الله أبو علي المنصور" سابع الخلفاء الفاطميين وقد خلف عهده مخطوطين محفوظين بمكتبة الدير تحت رقمي 726، والمخطوط السابع موضوعه أخبار الأيام (أول وثانٍ) في 75 ورقة من القرن العاشر الميلادي.

انظر: ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (القاهرة: دار الكتب، د.ت) جـ5، ص170-236، دائرة المعارف الإسلامية (القاهرة: دار الشعب، 1969م) ج2 م1، ص103- 501.

- أما المقريزي فيقول: إن الآمر هو الخليفة الفاطمي العاشر. انظر: المقريزي، اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء، محمد حلمي أحمد، جـ3 (القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1973م) ص31-133.

5 - رابينو، المرجع السابق، ص402، عبدالعزيز سالم "الآثار الإسلامية في دير سانت كاترين بطور سيناء" في العلوم، ع1، 10، بيروت 1965م، ص2-3، أحمد فخري، "تاريخ شبه جزيرة سيناء منذ أقدم العصور حتى ظهور الإسلام" في موسوعة سيناء (القاهرة: هيئة الكتاب، 1982م)، ص102، الموسوعة المصرية، حـ2 "تاريخ وآثار مصر الإسلامية" مادة أديرة، ص912.

6 - لا توجد وثائق سينائية تتحدث من قريب أو من بعيد عن مرور الحجاج المسلمين على الدير في الطريق للأراضي الحجازية، خاصة ونحن نعلم أن درب الحجيج المصري لم يكن يمر بالدير. للمزيد من التفصيلات أنظر: محمد لبيب البتانوني، الرحلة الحجازية (القاهرة د.ت، 1329هـ) ص27-28، سميرة فهمي علي عمر، إمارة الحج في مصر العثمانية (رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية)، دور عربات الوجه البحري في تاريخ مصر العثمانية (رسالة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، 1989م)، سليمان عبدالعزيز مالكي (طريق حجاج مصر والشام وانتشار الإسلام إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي)، المجلة المصرية للدراسات التاريخية، م30-31، 1984م، 39-59، أحمد دراج، وثائق دير صهيون بالقدس الشريف (القاهرة: الأنجلو، 1968م) ص82-98، عباس عمار، المدخل الشرقي إلى مصر (القاهرة: المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، 1946م) ص20.

7 - توجد بعض الوثائق تُرْجِعُ بناءً المسجد إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب. انظر: بيوبلدي صادر من ديوان مصر المحروسة إلى قدوة المحافظين وأغات قلعة الطور وكتخداية وسائر أعيانه وأنفاره في (20 رجب 1120هـ/ 15 أكتوبر 1708م) في محمد محمود السروجي، "دير سانت كاترين في تاريخه الحديث". في مجلة كلية الآداب، جامعة الاسكندرية ع 196، ص122. وعلى الرغم من أننا لم نعثر على نص مرسوم الخليفة الآمر إلا أنه توجد إشارة صريحة إليه في مرسوم الخليفة العاضد لدين الله بن محمد عبدالله، آخر الخلفاء الفاطميين، الذي صدر عام (1169م)، وبعضهم يقول: إنه وجده ونشره. راجع: أحمد عيسى، "مخطوطات ووثائق دير سانت كاترين" في المجلة المصرية للدراسات التاريخية، م2، 1956م، ص119-121.

8 - المعلومات المتوفرة عن زخاريا قليلة جداً. انظر: شقير، المرجع السابق، ص520،

Robino; Le Monastere de Saint- Catherine du Mont Sinai, le caire, 1938, p.83.

9 - أحمد شفيق، المرجع السابق، ص15 أحمد رمضان، المرجع السابق، ص55. سالم، المرجع السابق، ص3-4. ويقارن علماء الآثار الإسلامية مسجد الدير من حيث الأهمية والزخارف بمنبر مسجد قوص في قنا.

10 - (بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير. نصر من الله وفتح قريب. لعبد الله ووليه أبي علي المنصور الإمام الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المنتصرين. أمر بإنشاء هذا المنبر السيد الأجل الأفضل أمير الحرمين سيف الإسلام ناصر الإمام كافل المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو القاسم شاهنشاه عَصَّدَ اللهُ به الدين أمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته، وذلك في شهر ربيع الأول سنة خمسين مية- أثق بالله).

11 - (بسم الله الرحمن الرحيـم مما أمر بعمـل هذا الشمع والكراسي المباركة والجامع المبارك الذي بالدير الأعلى والثلاث مساجد الذي فوق مناجاة موسى عليه السـلام والجامع الذي فوق جبل دير فاران والمسجد الذي تحت فاران الجديدة والمنارة التي بحضر الساحل الأمير الموفق المنتخب منير الدولة وفارسها أبي المنصور أنوشتكين الآمري)، هذا وقد أخذ شقير رسم الكتابة أعلاه على ورق نشاف عند زيارتة للدير سنة (1905م)، وكان أحمد زكي باشا قد زار بدوره الدير سنة (1955م) وطبع الكتابة على قوالب من الجبس وقرأها له ولشقير "الشيخ مصطفى القباني الدمشقي" المتخصص في الخط الكوفي، أما السيد "رابينو" فإن السيد حسن رشيد أمين متحف الفن الإسلامي هو الذي شرح له تلك الخطوط، والكرسي والمنبر محفوظان في متحف الفن الإسلامي.

12 - ومنهم "مفتاح عبدالله" في (28 رمضان 925هـ/ 25 سبتمبر 1519م)، سليم بن محمد الخطيب وبصحبته جماعة من العساكر الباشبوزق في (18 رجب 1021هـ/ 14 سبتمبر 1612م).

13 - من بين تلك النصوص (هو حبي ومعيني ومغيثي في مفتني ومشهدي حضر في هذا الجامع المقدس المبارك العبد الفقير المعترف بالذنوب والتقصير، الراجي ربنا القدير، محمد بن مصطفى بن محمد بن عبدالله، الحقير غفر الله تعالى له ولوالديه ولجميع المؤمنيين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.. إلخ).

والنص الآخر يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم يا فتاح يا عليم أودعت في المكان المبارك شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، كتبه رضوان الهواري بن علي الرافعي، كان الله له أين ما كان، وأين ما ولى بوجهه وغفر له ولوالديه..). انظر: سالم، المرجع السابق، ص4-5.

14 - انظر: الوثيقة رقم 225 من وثائق دير سانت كاترين.

15 - انظر: الوثيقة رقم 51 من وثائق دير سانت كاترين.

16 - انظر الوثيقة رقم 60 من وثائق دير سانت كاترين.

17 - ففي كتاب (الأم) نص لمطران الدير "نكيوفورس الكريتي" في 744م (أنه قد تم الاتفاق ببندر الطور بحضور الإمام بين نكيتورس أقلوم الدير وكاتبه الخوري جرجس تلحمه من جهة وبين جماع أبو هديب وموسى ولد علي وغيرهما من جهة أخرى بشأن إنارة الجامع وتنظيفه) وبخصوص المطران (نيكوفورس مارثالسي Nikephoros Marthalls) فهو المطران رقم 45 عند شقير ص523 والخامس والستون عند رابينو ص90 وهو من كريت 1749-1729م حيث أقام مطرانا على الدير مدة عشرين عاما ثم استعفى ومات في بلدة كريت.

18 - انظر: المخطوط رقم 2253 سينا – يوناني، ص26 نقلا عن السروجي، المرجع السابق، ص115.

19 - انظر: المرسوم رقم 129 في 30 رجب 5940/15 إبريل 1534م من وثائق دير سانت كاترين.

20 - انظر: الفرمان رقم 156 في 15 جمادى الثاني 5950/ يوليو 1582م من وثائق دير سانت كاترين.

21 - رابينو (جامع دير القديسة كاترين بطور سيناء...) ص408.

22 - ألف "شمس الدين الشامي" (ت 5942/ 1535م) كتابا عن المسجد سماه (مطلع النور في فضل الطور) وتوجد منه نسخة تقع في 22 صفحه بدار الكتب المصرية، كما أن جمعية محبي الآثار كانت قد اكتشفت في أثناء زيارتها لدير سانت كاترين مسجدا أثريا داخل الدير قبلته تجاه المسجد الأقصى ولم يُعْرَفْ بَعْدُ من الذي قام ببنائه، انظر: روز اليوسف، ع 3563، سنة 71 سبتمبر 1996م، ص18.

وقد قدمت السلطات المصرية ممثلة في هيئة الآثار –بعد عودة سيناء إلى مصر- بالقيام ببعض الترميمات داخل الدير حتى انتقى أربعة,, آثار معمارية ليشملها الترميم وهي (الكنيسة الرئيسية، الجامع الفاطمي ومئذنته، ومبنى المعصرة أسفل الجامع، ومبنى الاستراحة خارج الدير) هذا وكانت منظمة اليونيسكو قد شيدت في حدائق الدير بيوتا صغيره لاستقبال الزوار وتستوعب ما بين أربعين إلى خمسين زائرا يوميا. انظر: آمال صفوت الألفي، آثار سيناء. دير القديسة كاترين (القاهرة الآثار 1986م).

- Kammerer, op.cit. p. 143; Dobson, op.cit, p53.

G.m. Sotiriou, les icons du mont sinat, Athens 1958, vol.2,p.228.

وهي أول دراسة علمية على نطاق شامل للدير وكنوزه.

- Weitzman, the jephthah panel in the be muof the church of st, catherin’s (in Dumbaerton), oaks papers, USA, 1964, p.341-352-, (introduction to the Mosaics and Monumental paintings (in the church and fortress of Justinian, USA, 1965, p.11-18; Ihor, savcanko; inscriptions p.19-20; G,H, forsyth, introduction to the Architecture, p. 5-10.