الاثنين، ١٢ أبريل ٢٠١٠

الاحتلال البولندى اللتوانى البولندى لروسيا على يد دمترى القيصر الكذاب و محاوله لتغير العيد القومى الروسى للثوره البلشفيه




الفترة المظلمة وعيد يوم الوحدة الشعبية

Dr Usama Shaalan(Papyrus) برديه الدكتوراسامه شعلان

الفترة المظلمة – فترة في التاريخ الروسي تبدأ من عام 1598 وتنتهي في عام 1613 وشهدت الفواجع والاجتياح البولندي – السويدي وازمات عميقة جدا سياسية واقتصادية واجتماعية وفي السلطة .

بعد وفاة القيصر ايفان الرهيب عام ( 1584 ) تبين ان وريثه فيودور ايوانوفيتش عاجز عن ادارة الدولة اما الابن الاصغر الامير دميتري فقد كان صغيرا .وتوفى وهو صغير بحادث. وبموت دميتري عام 1591 وفيودور عام 1598 انتهت فترة حكم سلالتهم، وظهر على مسرح الاحداث النبلاء ومنهم عائلة غودونوف، حيث عين بوريس غودونوف قيصرا لروسيا.

لمدة 3 سنوات من 1601 الى 1603 ساد القحط بسبب عدم وجود انتاج زراعي فعم البلاد الجوع الذي اودى بحياة 0.5 مليون انسان، ولما لم يكن للناس ما يأكلوه تحول معظمهم الى السرقة والنهب وعمت البلاد فوضى عامة.

ومن اسباب بداية الفترة المظلمة انتشار اشاعات قوية مفادها ان الوريث الشرعي للعرش دميتري مازال على قيد الحياة وكان هذا يعني ان حكم بوريس غودونوف غير شرعي. ونتيجة لهذه الاشاعات ظهر دميتري الكذاب الذي ادعى بحقه في العرش. وتقرب دميتري الكذاب من النخبة البولندية مما دفع سيجيزموند ملك بولندا الى الاعتراف بدميتري الكذاب كوريث للعرش الروسي وسمح بتقديم المساعدة " للامير ". مقابل هذا وعد دميتري الكذاب بالتنازل عن سمولينسك وغيرها من المدن الروسية لبولندا مقابل زواجه من مارينا ابنة منيشيك القائد العسكري للمنطقة وقدم مدينتي نوفغورود وبسكوف هدية لها. وبناء على ذلك جهز منيشيك قوات عسكرية وفي عام 1604 اجتازت هذه القوات الحدود الروسية واستسلمت لها مدن عديدة وسحقت قوات موسكو وفي اوج المعارك توفي القيصر بوريس غودونوف في 13 ابريل/نيسان 1605 ولم تدعم فئة النبلاء ابنه فيودور الذي خلع من العرش في 1يوليو/تموز وقتل ووالدته في 10 يوليو/تموز.

حكم دميتري الكذاب

دخل دميتري الكذاب الى موسكو باحتفالات شعبية واسعة في 20 يونيو/حزيران عام 1605 واعترف به نبلاء موسكو كوريث شرعي. كما حصل على دعم رسمي من رجال الكنيسة وفي 30 يوليو/تموز اعتلى العرش رسميا.

الا انه وجد من النبلاء من لم يعترف بالكذاب كوريث شرعي ومنهم الامير فاسيلي شويسكي الذي قام بمساعدة بعض الوسطاء بنشر اشاعات عن المدعي دميتري وفي 23 يونيو/حزيران عام 1605 اعتقل شويسكي وحكم عليه بالموت ولكن صدر العفو عنه عند النطع ( مكان قطع الرأس ). وتمكن في ما بعد من الحصول على دعم امراء اخرين ونظم انقلابا . وفي ليلة 16 على 17 مايو/ايار 1606 استغلت المعارضة حقد اهالي موسكو وعدم رضاها من حضور الغزاة البولنديين الى حفل زواج دميتري الكذاب فانتفضت وبالنتيجة قتل دميتري الكذاب.

العمليات الحربية

ومع تولي فاسيلي شويسكي السلطة لم تهدأ الامور فقد انتفض الفلاحون في جنوب البلاد بقيادة ايفان بولوتنيكوف ( 1606 – 1607 ) ولم تهدأ الاشاعات عن التخلص من الامير دميتري. وفي الحال ظهر مدع اخر عرف بحرامي توشينو ( 1607 – 1610 ) ( الاسم يقترن بمنطقة بضواحي موسكو تسمى توشينو،وهي حاليا احدى مناطق موسكو). وبنهاية عام 1608 شملت سلطة حرامي توشينو العديد من المدن الروسية. واستغل اعداء روسيا الفوضى السياسية ليحتلوا اراضيها والمقصود القوات البولندية – الليتوانية فحتى المدن التي اعترفت بسلطة الكذاب تعرضت للنهب من قبل الغزاة. لذلك فأنه في نهاية عام 1608 توسعت حركة التحرير الشعبية وفي ديسمبر/كانون الاول تراجعت مدن روسية كثيرة وتحولت الى جانب الانتفاضة متحررة من البولنديين.

وخلال هذه الفترة وقعت حكومة فاسيلي شويسكي مع السويد اتفاقية فيبورغ التي تتضمن التنازل عن قضاء كوريل ( جزء من كاريليا الحالية ) للسويد مقابل الحصول على المساعدات العسكرية، اضافة الى قيام الحكومة الروسية بدفع اجور المرتزقة التي كانت تشكل الجزء الاعظم من القوات السويدية. وشكل النبلاء الروس ايضا جيشا وفي مايو/ايار عام 1609 تمكنت القوات الروسية – السويدية المشتركة من تحقيق عدة انتصارات على القوات البولندية – الليتوانية وبدأ تقهقرهم.

وفي 12 مارس/اذار عام 1610 حررت القوات الروسية مدينة موسكو ولكن بعد شهر من هذا توفى بسبب المرض الامير ميخائيل سكوبين - شويسكي قائد القوات الروسية وكانت هذه خسارة كبيرة للروس مما ادى في يونيو/حزيران عام 1610 الى فتح الطريق الى موسكو امام البولنديين.

النبلاء السبعة

كانت هزيمة القوات الروسية امام البولنديين في معركة كلوشين في 4 يوليو/تموز عام 1610 سببا اساسيا في تقويض سلطة شويسكي نهائيا. وقام نبلاء موسكو بانقلاب ضد شويسكي واعلنوا ولائهم لفلاديسلاف ملك بولندا على اثر ذلك دخلت القوات البولندية موسكو بتاريخ 20 – 21 سبتمبر/ايلول. ولقد كان لاعمال النهب والسلب التي قامت بها القوات الغازية في المدن الروسية اضافة الى التناقض بين الكاثوليكية والارثوذكسية دورا في تنامي الحقد على السيادة البولندية، ففي الشمال الغربي من روسيا رفضت مجموعة من المدن الاعتراف بفلاديسلاف.

وبسبب شجار وقع في السوق في 17 مارس/اذار عام 1611 اعتقد البولنديون ان انتفاضة قامت ضدهم وقاموا بذبح 7 الاف مواطن باحد احياء موسكو. ومرة ثانية استغل الجيران الفوضى في روسيا لاحتلال الاراضي الروسية فاحتلت بولندا جزءا منها وغزا تتار القرم منطقة اخرى وتخلت السويد عن دور الحليف واحتلت المدن الشمالية. وفي عام 1611 اندحرت قوات المتطوعين الروس بسبب الخلافات الداخلية.

في عام 1612 ترأس كوزما مينين عمدة نيجني نوفغورود قوات المتطوعين الثانية ودعا الامير دميتري بوجارسكي لقيادة العمليات الحربية. وفي فبراير/شباط 1612 تقدمت هذه القوات نحو مدينة ياروسلافل لاحتلالها لكونها تتمتع بموقع استراتيجي هام، وبقيت هذه القوات في المدينة بضعة اشهر للتدرب على فنون القتال ولمعرفة افاق المستقبل. واراد بوجارسكي عقد اجتماع عام لممثلي كافة شرائح المجتمع لمناقشة خطط الحرب ضد الغزاة واختيار قيصر جديد الا ان ذلك لم يحصل.

اسقاط حكومة الملك فلاديسلاف

في اغسطس/اب عام 1612 توجهت قوات المتطوعين نحو موسكو وفي بداية نوفمبر/تشرين الثاني وصلت الى كرملين موسكو واعلنت قيادة الحامية البولندية استسلامها. وبالذات على شرف هذا الحدث التاريخي تحتفل روسيا في يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني بيوم الوحدة الشعبية ( اقرأ ادناه ). ومن الجدير بالذكر انه اقيم نصب لمينين وبوجارسكي ووضع في الساحة الحمراء بموسكو في الربع الاول من القرن 19 وهو قائم حتى هذا اليوم.

انتخاب القيصر

بعد تحرير موسكو استدعى بوجارسكي 10 ممثلين من كل مدينة لانتخاب القيصر. وفي يناير/كانون الثاني عام 1613 وصل مندوبو مختلف شرائح المجتمع وبضمنهم الفلاحين الى موسكو، وكان هذا الاجتماع من اكثر الاجتماعات حضورا خلال تاريخ روسيا كله .ورشح لمنصب القيصر عدد من النبلاء وكانت الانتخابات عاصفة وجرىبنتيجتها انتخاب النبيل ميخائيل فيودروفيتش رومانوف الذي أرسى بداية حكم سلالة رومانوف في روسيا والتي استمرت حوالي 300 سنة. ومع انتخاب القيصر انتهت الفترة المظلمة.

نتائج الفترة المظلمة

انتهت الفترة المظلمة بخسارة روسيا لمساحات كبيرة من اراضيها فلقد فقدت سمولينسك لعشرات السنين ومناطق في الجزء الغربي وجزءا كبيرا من شرق كاريليا التي احتلتها السويد ونظرا لطغيان الاضطهاد الديني والقومي غادرها جميع الروس والكاريل تقريبا، وخسرت روسيا المنفذ الى الخليج الفنلندي ، وغادر السويديون مدينة نوفغورود فقط في عام 1617 وبقي في المدينة الخراب وعدد قليل من السكان وكانت الفترة المظلمة سببا في الانهيار الاقتصادي للبلاد ايضا.

عيد – يوم الوحدة الشعبية

يوم الوحدة الشعبية – عيد للدولة الروسية يحتفل به في يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني منذ سنة 2005 ويسمى احيانا " يوم التحرر من الاحتلال البولندي – الليتواني ".

ولم يتقبل الروس هذا العيد مباشرة لان البعض اعتبره بديلا ليوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني ذكرى الثورة البلشفية عام 1917 الذي كان يحتفل به في العهد السوفيتي. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم يبق ليوم الثورة اي معنى ولم يعد عيدا رسميا للدولة وعليه بحثت السلطة الجديدة عن مناسبات واعياد جديدة.

طرح فكرة اعتبار يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني يوم الوحدة الشعبية مجلس شئون الاديان الروسي في سبتمبر/ايلول عام 2004 .وكان الهدف التذكير بالوحدة وتكاتف مختلف الشعوب التي عاشت في روسيا في الصراع ضد المحتل، وليكون نواة للتربية الوطنية للاجيال الروسية الجديدة. أما اكثرية الناس فتعتبره فقط يوم عطلة رسمية والكثيرون من الروس لا يرون فيه اي عيد.